الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
في تصريحات مثيرة للجدل، قال رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، إن أوكرانيا ستواجه تقسيمًا إقليميًّا إلى ثلاث مناطق، واحدة تحت السيطرة الروسية، وثانية بإدارة غربية، وثالثة عازلة منزوعة السلاح.
وجاءت هذه التصريحات خلال مناسبة نظمها حزب "فيدس" الحاكم، حيث نقل الصحفي المجري تشابا توث عن أوربان قوله: "سوف يتم تقسيم أوكرانيا بين روسيا والغرب، وهذا واقع يعترف به الجميع الآن".
كما أشار أوربان إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أقرّت بفوز روسيا في الحرب، وأن مصير أوكرانيا "قد تقرر" نتيجة المفاوضات الأمنية المستقبلية.
ووفقًا لرئيس الوزراء المجري، فإن التقسيم المقترح سيرسم خريطة جديدة لأوكرانيا، حيث كانت قبل الحرب تُعتبر دولة عازلة تتقاسمها روسيا والغرب بالتساوي، لكنه أكد في المقابل أن هذا الوضع انهار بسبب الصراع الدائر.
وفي التصريحات التي نقلتها وكالة "تاس" الروسية، قال المناقشات الأوروبية الحالية حول الضمانات الأمنية تُظهر بداية هذا التقسيم.
وتصريحات أوربان تتماشى مع رؤيته السياسية المثيرة للجدل، حيث دعا إلى مفاوضات أوروبية مباشرة مع روسيا بدلًا من الوساطة الأمريكية، وجدد معارضته لانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، مقترحًا اتفاقية مع موسكو تلزم أوكرانيا بالتخلي عن طموحاتها الأوروبية.
وفي سياق متصل، وجه أوربان انتقادات لاذعة للاتحاد الأوروبي، واصفًا إياه بأنه "في حالة تدهور"، محذرًا من أن ميزانية الاتحاد للفترة 2028-2035 قد تكون الأخيرة قبل انهيار منطقة اليورو. وقارن ذلك بالنموذج الاقتصادي المجري الذي وصفه بالناجح.
كما وصف رئيس الوزراء المجري الاتحاد الأوروبي بأنه "بطة عرجاء" كما ظهر ذلك من خلال الحرب.
ومن ناحية أخرى، تطرق أوربان إلى الدور الصيني في الصراع، مشيرًا إلى أن بكين، رغم إعلانها الحياد، تدعم روسيا سرًّا من خلال مساعدتها على الالتفاف على العقوبات الغربية وتوفير مواد أساسية لتكنولوجياتها العسكرية.
كما أشار إلى تعزيز الرئيس الصيني شي جين بينغ لعلاقاته مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين لمواجهة النفوذ الأمريكي؛ ما يُضعف الجهود الدولية لعزل روسيا.
ورغم توقعاته بتقسيم أوكرانيا، أكد أوربان دعم المجر لبقاء أوكرانيا كدولة، وهو موقف يبدو متناقضًا مع تصريحاته حول مصيرها.
واعتبر أوربان أن روسيا حققت النصر فعليًّا، لكن توقيت الاعتراف الغربي بهذا الانتصار "لا يزال غير مؤكد".