حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل

logo
العالم
خاص

مصادر دبلوماسية: العرض العسكري الصيني "تهديد حرب" لأمريكا

مصادر دبلوماسية: العرض العسكري الصيني "تهديد حرب" لأمريكا
الرئيس الصيني يتوسط نظيريه الروسي والكوري الشمالي قبيل العرضالمصدر: غيتي إيمجز
03 سبتمبر 2025، 2:34 م

قالت مصادر دبلوماسية صينية وأمريكية إن ما جرى في العرض العسكري الصيني، بحضور الزعيمين الروسي فلاديمير بوتين والكوري الشمالي كيم جونغ أون، أخذ نوعاً من "البروباغندا السياسية"، وكأنه تهديد حرب من جانب الدول الثلاث تجاه الولايات المتحدة.
 
وأوضح دبلوماسي أمريكي لـ"إرم نيوز"، أنه من المفترض أن هناك احتفالا بالنصر، لكنه ظهر وكأنه "تفتيش حرب" لقوات استعداداً للمواجهة، وهو ما جعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرى أن هناك شيئاً غريباً، الأمر الذي دفعه للسخرية بهذا الشكل.
 
ووفق الدبلوماسي، ظهر لواشنطن أن هذا العرض يمثل إعلان الصين تهديدات مباشرة في المدى القريب لاحتلال تايوان، وذلك في ظل التحالف القائم من جهة أخرى على دعم موسكو لتحقيق انتصارها في أوكرانيا، وتهديد دول حلف الناتو.

وأعرب عن اعتقاده أن هذه الرؤية دفعت ترامب للوقوف على هذا العرض، ووصفه بـ"التآمر".
 
وتابع المصدر:"هذا التحالف يجهز ترتيب المصالح لتوتير العالم أكثر مما هو عليه من جانب بكين وموسكو والدفع لتحويل مناطق إلى بقاع حرب مدمرة".

الصين حاضرة عسكرياً

وعلى الجانب الآخر، رأى دبلوماسي صيني مقرب من دوائر قيادية بالحزب الشيوعي الصيني، أن ترامب شعر أن العرض العسكري عبارة عن تحالف إعلان حرب، حيث يجمع 3 دول تراها دول غربية من جانب "الناتو" وعلى رأسها الولايات المتحدة، في مصاف الأعداء للغرب على مدار عقود.
 
وأكد المصدر الصيني، لـ"إرم نيوز"، أن قيام هذا العرض العسكري الضخم على أرض أكثر دولة يحمل لها الرئيس الأمريكي العداء، بحضور حلفاء يعمل ترامب على الفصل بينهم، هو ما أزعجه.

ولفت إلى أن ذلك جاء في وقت أظهرت فيه بكين أكثر أسلحتها المتطورة خلال العرض، ما بين صواريخ باليستية عابرة للقارات، وطائرات شبحية وقاذفات نووية، وأسلحة طاقة موجهة وصواريخ فرط صوتية، ما يؤكد أن الصين حاضرة بقوة عسكرياً، الأمر الذي ترفض الولايات المتحدة إظهاره واستعراضه بهذا الشكل، لتمسكها بكونها القوة الوحيدة.
 
وأفاد المصدر أن هذه الضجة التي صاحبتها سخرية، تعكس حقيقة وعادة للغرب، وهي أن أي فعل يقومون به فهو أمر فخم ومبهر ويحمي السلام في العالم، أما عندما تقوم بذلك دولة يتعاملون معها بنوع من الاستعلاء، يكون هذا تهديدا للبشرية، ونسمع حينئذ مصطلحات قد تصل في وصف عرض مثل ذلك، على أنه يهدد حقوق الإنسان كمصطلح معلب لديهم.
 
ونبه المصدر إلى أن هذا العرض يحمل رسائل لـ"ترامب"، مفادها أن الصين لا تسعى للحرب، لكنها جاهزة لأي تهديد يمس أمن العالم المحيط بها بالدرجة الأولى، وتشديد على أن أي ذهاب من جانب الولايات المتحدة إلى حدائق الصين سيكون هناك رد فوري قوي. 

أخبار ذات علاقة

زعماء دول خلال العرض العسكري الصيني

بحضور بوتين وكيم.. عرض عسكري ضخم في الصين

تحالف دولي غير تقليدي

وعكس العرض العسكري الصيني، الذي وقفت أمامه أعين الجميع، بحضور الرئيسين الروسي والكوري الشمالي بجانب نظريهما الصيني شي جين بينغ، تحالفاً دولياً غير تقليدي.

وبدا "شد العصب" على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من خلال تعليق ساخر على هذه المناسبة، التي تابعها جيداً. 
 
وأثارت سخرية ترامب وتعليقه على العرض العسكري بـ"التآمر"، جدلاً واسعاً في الأوساط الدولية، وعكست ما يرصد من مدى قوة هذا التحالف الذي يجمع بكين وموسكو وبيونغ يانغ، الذي يأخذ كافة الأشكال العسكرية والاقتصادية والاستراتيجية وغيرها من المجالات.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

ترامب للرئيس الصيني: أبلغ تحياتي لكيم وبوتين بينما "تتآمرون" ضدّ أمريكا

 رسائل حادة للولايات المتحدة والغرب

وفي هذا السياق، بين الخبير في العلاقات الدولية، أحمد ياسين، أن الصين خلال اجتماعات منظمة شنغهاي في مدينة تيانجين، ومن ثم الاحتفال بالعرض العسكري الذي شارك فيه ما يصل إلى 30 دولة، وجهت رسائل حادة للولايات المتحدة والغرب الذي حضر ممثلين عنه، بأن هناك تعاونا عسكريا واقتصاديا ودعما متبادلا مع روسيا وكوريا الشمالية، وأن هناك خطة تأسيس قطب بدأ يوصف بـ"الأخوة الأعداء"، يعمل على الإمداد المتبادل والتعاون المشترك القائم على الاستفادة بالسلام وليس الحرب.
 
وأشار ياسين، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن نظام عمل هذا التحالف أو القطب بين الدول الثلاث، والذي يجتمع حوله دول مهمة في الشرق والشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، قائم على التنمية عن طريق السلام والمصالح المتبادلة وليس عن طريق الحروب والمؤامرات.
 
واستطرد ياسين: "بات هناك عنوان عريض للغرب الذي هو في خلاف بينه وبين نفسه من جهة، وحرب أوكرانيا تثبت ذلك، ومن جهة أخرى عدم قدرة ترامب على تفعيل تحالف مع الأوروبيين أمام الصين، لأن الولايات المتحدة وحلفاءها سجنوا العالم طوال عقود في قفص، وكانوا هم بمثابة الأسود يفترسون الدول، والآن يفترسون بعضهم البعض".
 
وأشار إلى أن الصين تعمل بالدرجة الأولى على تحرير الدول من هذا القفص، خاصة أنها تفتح مجالات التعاون الحقيقية وتبادل الخبرات والاستفادة من المصالح بأبسط وسائل التعامل، راغبة في إثبات نجاح تجربتها التي جعلتها حالياً أكبر تهديد للولايات المتحدة، وقوة عسكرية تضاهيها، لكنها مع ذلك لا تركز إلا على شيء واحد فقط، هو استمرار ما تحققه بجدول زمني محدد.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC