ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
كشف تقرير عن خطط أمريكية لإنشاء منظومة دفاع جوي وصاروخي متكاملة تحت مسمى EIAMD (Enhanced Integrated Air and Missile Defense)، في جزيرة غوام؛ بهدف تحويل الجزيرة إلى قاعدة تشغيلية متقدمة تحمي الأصول الحيوية الأمريكية، وتدعم انتشار قواتها في المنطقة.
وبحسب "آسيا تايمز"، فإن جزيرة غوام التي تقع في المحيط الهادئ تعد مركز تشغيل أساساً إستراتيجياً للقوة الجوية والبحرية الأمريكية في آسيا والمحيط الهادئ؛ ما يجعلها هدفًا مباشرًا لكلٍّ من بكين وبيونغ يانغ، اللتين طورتا قدرات صاروخية يمكن أن تصل إلى غوام وتخترق دفاعاتها.
وكشفت مصادر أن هذه المنظومة تتألف من شبكة دفاعية متعددة الطبقات تغطي 16 موقعًا على الجزيرة، تشمل صواريخ Aegis وSM-3 وSM-6، مع خطة لإضافة أنظمة "ثاد"، ونظام "تايفون" متوسط المدى، وEnduring Shield لحماية النيران غير المباشرة، كما يدرس البنتاغون نشر 6 أنظمة رادار لتعزيز قدرة الاعتراض وتتبع الصواريخ.
وتُقدّر تكلفة المشروع بنحو 8 مليارات دولار، ويشمل تشغيله ما يقارب 2,300 موظف دائم ومدني، إضافة إلى 400 مقاول للبناء، لكن مع ذلك، تواجه واشنطن تحديات كبيرة في دمج جميع هذه الأنظمة لضمان عملها بشكل متكامل عبر مختلف طبقات الدفاع.
ويرى الخبراء أن موقع جزيرة غوام الإستراتيجي، يتيح إمكانية إرسال تعزيزات بسرعة إلى مناطق الصراع المحتملة، بما في ذلك التوترات حول تايوان؛ فهي تقع على بعد آلاف الكيلومترات فقط من قواعد أمريكية رئيسة في اليابان، وكوريا الجنوبية، والفلبين، وأستراليا.
كما تعد الجزيرة محورًا لأسطول البحرية الأمريكية الخامس والسابع، وتضم مقرًا إقليميًا لإدارة اللوجستيات الدفاعية الأمريكية، إضافةً إلى قاعدة البحرية وقاعدة مشاة البحرية Camp Blaz، ويعيش على الجزيرة، حاليًا، 22 ألف شخص بينهم عسكريون ومدنيون، مع خطط لزيادة العدد إلى 33 ألفًا بحلول 2027.
وفي حال نشوب نزاع مع الصين، تشير التقديرات الأمريكية إلى أن الجيش الصيني سيستهدف غوام بشكل مكثف باستخدام صواريخ باليستية طويلة المدى، مثل :"دونغ فينغ"، وصواريخ هايبرسونيك من طراز "يينغ جي-21" و"دي إف-27".
أما كوريا الشمالية، فتمتلك صواريخ "هواسونغ 15/17" القادرة على ضرب الجزيرة، وربَّما القارة الأمريكية، إلى جانب نحو 20 نوعًا آخر من الصواريخ الباليستية.
ويعتقد محللون أن منظومة "EIAMD" تعمل بمثابة خط الدفاع الأول لصد هذه الهجمات، وحماية الأصول الأمريكية الحيوية، وسط سباق متسارع بين تحسين قدرات العدو، وتعزيز الدفاعات الأمريكية.
ومع تحسين بكين وبيونغ يانغ لصواريخهما، تصبح جزيرة غوام محطة حاسمة لمعركة محتملة تحمل تداعيات كبيرة على الأمن الإقليمي في المحيط الهادئ؛ فالنظام الدفاعي الجديد لا يهدف لحماية الجزيرة فحسب، بل لإرسال رسالة إستراتيجية مفادها أن واشنطن مستعدة للدفاع عن قواعدها وأسطولها وقدرتها على الردع في مواجهة أي تهديد صيني أو كوري شمالي.
وفي نهاية المطاف، ستصبح جزيرة غوام اختبارًا حقيقيًا لجدوى القوة الأمريكية في المحيط الهادئ، وقدرتها على مواجهة التحديات المتصاعدة في سباق التسلح الصاروخي مع القوى الإقليمية الكبرى.