وول ستريت جورنال: رسوم ترامب تُنهي عصر العولمة

قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن رسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية تهدف إلى إسدال الستار على عصر العولمة.

وبينما يريد ترامب من الشركات إعادة إنتاجها إلى الولايات المتحدة، إلا أن الأمر لن يكون سهلًا، وفق رؤية الصحيفة.

وأوضحت أن "أكبر حملة تعريفات جمركية للرئيس ترامب حتى الآن تُرسل رسالة واضحة للشركات الأمريكية والأجنبية على حد سواء؛ لقد ولّى عصر العولمة".

وتُظهر خطة ترامب "يوم التحرير" لفرض رسوم جمركية جديدة شاملة على واردات بقيمة تريليونات الدولارات أن البيت الأبيض يريد أن تُصنع السلع المباعة للمستهلكين الأمريكيين في المصانع الأمريكية، ما يُسدل الستار على دعم الولايات المتحدة للعولمة المتسارعة التي حرّكت الاقتصاد العالمي لعقود.

وعلى حين تشمل الرسوم الجمركية الجديدة رسمًا أساسيًا بنسبة 10% على الواردات الأجنبية، بالإضافة إلى ما يُسمى بالرسوم الجمركية المتبادلة، حيث تواجه الصين رسومًا جمركية إجمالية بنسبة 54%، وفيتنام 46%، والاتحاد الأوروبي 20%.

 "صُنع في أمريكا"

بينت الصحيفة إن طموحات ترامب في "صُنع في أمريكا" تُعني أن تدفق الاستثمارات الذي أغدق في السنوات الأخيرة على وجهات التصنيع منخفضة التكلفة مثل فيتنام، وكذلك حلفاء الولايات المتحدة مثل كوريا الجنوبية واليابان، على وشك الانحسار. 

وفي هذا السياق، قال أندريه سابير، المسؤول السابق في الاتحاد الأوروبي الذي يشغل حاليًا منصب أستاذ الاقتصاد في جامعة بروكسل الحرة: "كانت الولايات المتحدة في قلب العولمة؛ والآن، تريد الولايات المتحدة، مركز العولمة، الانسحاب".

وتابعت الصحيفة أن الشركات بدأت بالفعل في النظر في خياراتها بشأن أفضل سبل إنفاق استثماراتها؛ ففي الأسابيع التي تلت تولي ترامب منصبه، صدرت سلسلة من الإعلانات الجديدة من شركات، منها شركة أبل، المُصنّعة لأجهزة آيفون، وشركة هيونداي الكورية الجنوبية للسيارات، وشركتا الأدوية جونسون آند جونسون وإيلي ليلي، ما يُشير إلى أن الشركات متعددة الجنسيات تستعد لتوسيع عملياتها في الولايات المتحدة ردًا على رسوم ترامب الجمركية.

وأشارت إلى أنه رغم مساعي بعض الشركات للاستثمار في أمريكا، إلا أن فك تشابك سلاسل التوريد العالمية والانتقال إلى الولايات المتحدة بالطريقة التي يريدها ترامب مهمة شاقة؛ بالنظر إلى التكاليف المترتبة على ذلك.

تنازلات تجارية 

يُضاف إلى ذلك أن هناك خطرًا يتمثل في أن يخفض ترامب الرسوم الجمركية إذا استطاع استخدامها لانتزاع تنازلات تجارية من دول أخرى، وفق ما ذكر بعض المدراء التنفيذيين.

كما يُحذر الاقتصاديون من أن العالم قد يواجه أزمة استثمارية تُضعف النمو، في حين تجلس الشركات على الحياد حتى ينقشع ضباب الحرب التجارية.

ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم إعفاء ترامب للمكسيك وكندا من الرسوم الجديدة، حيث لا تزال أي سلع متوافقة مع اتفاقية التجارة الحرة بينهما معفاة من الرسوم الجمركية، لكن لا يزال البلدان يواجهان رسومًا جمركية بنسبة 25% فرضها ترامب على حصة كبيرة من صادراتهما غير المشمولة بالاتفاقية، بالإضافة إلى التهديد المستمر بأن الرئيس قد ينسف الاتفاقية بسبب قضايا غير تجارية مثل المخدرات والهجرة.

 وخلُصت إلى أن الصين قد تكون المستهدف الأكبر برسوم ترامب؛ إذ ستُضاف الرسوم الجمركية الجديدة بنسبة 34% على الصين، التي أُعلن عنها الرئيس يوم الأربعاء، إلى الرسوم الجمركية السابقة التي فرضتها إدارة ترامب، مثل الرسوم الجمركية بنسبة 20% التي فرضها ترامب على دورها في تجارة الفنتانيل، ما يعني أن معدل الرسوم الجمركية الأساسي على الواردات الصينية سيكون 54% بعد 9 أبريل/نيسان الجاري.

وإذا قرر ترامب فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على الصين لشراء النفط الفنزويلي، فسيرتفع معدل الرسوم الجمركية إلى 79%، وفق تقديرات الصحيفة.