الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش
قال تقرير لمنظمة "بروجيكت سينديكيت" إنك إذا أردت الدخول في نقاش محتدم في دول غرب إفريقيا، فاطرح سؤالا عن أي الدول الإفريقية اتقانا لصنع وجبة "جولوف" الشهيرة من الأرز ؟
وتضيف المنظمة "بينما يمكن أن يدعي السنيغاليون مثلا بأنهم اخترعوا أفضل طبق شعبي معتمد على الأرز، فإن النيجيريين والغانيين وغيرهم من شعوب المنطقة سيدافعون بشدة عن وصفاتهم الخاصة باعتبارها الأشهى على الإطلاق.
واستطردت "لكن الأمر الذي لا جدال فيه هو أن معظم الأرز الذي تستخدمه دول إفريقيا في صنع أطباقها الشهيرة لا يزرعه مزارعوها، بل يأتي من الهند وتايلاند وفيتنام".
وقالت المنظمة إنه "على الرغم من أن الأرز يزرع في إفريقيا منذ أكثر من 3000 عام، إلا أن الأرز الآسيوي يشكل أكثر من 40٪ من كمية الأرز المستهلكة في المنطقة، مما يجعل إفريقيا أكبر سوق استيراد للحبوب في العالم".
ارتفعت فاتورة واردات الغذاء الإجمالية في إفريقيا إلى 43.6 مليار دولار ما بين عامي 2018 و2020منظمة بروجيكت سينديكيت
وأوضحت أن السبب في ذلك يعود إلى انعدام الاكتفاء الذاتي من الغذاء على نطاق أوسع في أفريقيا، وذلك بسبب النمو السكاني والتوسع الحضري وزيادة الطلب من قبل الطبقة الوسطى على الغذاء.
وأضافت المنظمة أن فاتورة واردات الغذاء الإجمالية في إفريقيا ارتفعت من 7.9 مليار دولار بين أعوام 1993-1995 لتصل إلى 43.6 مليار دولار ما بين عامي 2018 و2020، ما يعني زيادة نسبة التضخم.
وأفادت أنه لا توجد منطقة تواجه أزمة أمن غذائي أكثر حدة من إفريقيا، التي يعاني فيها واحد من كل خمسة أفارقة، حوالي 260 مليون شخص، معظمهم في المناطق الريفية، من الجوع.
وأشارت إلى أن التقدم في جهود تحقيق الهدف الذي وضعته الأمم المتحدة لتحقيق "القضاء على الجوع بنسبة صفر" عام 2030 قد توقف في عام 2014 ، كما تأثر هذا الهدف بالاضطرابات التي أصابت سلاسل التوريد عقب الحرب الروسية الأوكرانية.
وشدد التقريرعلى أن جائحة COVID-19 أظهرت حاجة إفريقيا الملحة إلى الاعتماد الأكبرعلى نفسها لتأمين اللقاحات، بينما كشفت الحرب في أوكرانيا عن خطورة اعتماد الدول على وارداتها من الغذاء.
واعتبرت المنظمة أن "الأجيال المتعاقبة من القادة السياسيين أشبعونا كلاما عن الاعتماد على الذات في إنتاج الغذاء، بينما تركوا الأبواب مشرعة لاستيراد "الأطعمة الرخيصة" ، التي يتم دعم العديد منها بشكل كبير (من قبل الحكومات)".
وأشارت إلى أن "الإهمال الممنهج لصغار المزارعين أدى إلى إيجاد حلقة مفرغة أضعفت الروابط بين المناطق الحضرية والريفية من أجل التغذية، وأبقت المزارعين في براثن الفقر، كما تسببت باعتماد سكان المناطق الحضرية على الأسواق العالمية المتقلبة".
وشدد تقرير منظمة "بروجيكت سينديكيت" على أن "بناء نظام قائم على الاكتفاء الذاتي من الغذاء -قادر على توفير غذاء صحي وبأسعار معقوله للجميع- لا يحتاج سوى إحداث عملية تحول في الزراعة".
ويقول التقرير إن الفجوة في الإنتاج بين إفريقيا وآسيا اتسعت كثيرا خلال العشرين عامًا الماضية، كما لعبت عوامل مثل تغير المناخ في زيادة حدة هذه المشكلة، إذ يشهد العالم مزيدًا من موجات الجفاف التي طال أمدها وشدتها، وأمطارًا أقل قابلية للتنبؤ بها، وفيضانات، وانتشار الآفات المرتبطة بالمناخ، مثل آفة الجراد الصحراوي الذي دمر المحاصيل في شرق إفريقيا عام 2019.
وتشير هذه التغييرات المرتبطة بتغير المناخ إلى احتمال وقوع خسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية بنسبة (10-30)% من المواد الغذائية الأساسية.
وطورت المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR)، وهي أكبر منظمة عالمية للبحوث الزراعية في العالم، بذورًا عالية الإنتاجية، ومقاومة للمناخ وللآفات، مصممة خصيصًا للظروف الزراعية البيئية في جميع أنحاء إفريقيا.
كما أنتج مركز الأرز الإفريقي أكثر من 80 نوعًا جديدًا من الأرز، تشمل البذور الناضجة مبكرًا، والتي توفر مصدرًا للغذاء يحتوي على نسبة بروتين أعلى من الأصناف الأخرى في "فترة الجوع قبل الحصاد".
وخلص التقرير إلى أن "تقنيات البذور الجديدة لا يمكنها تحقيق اكتفاء ذاتي بمفردها، إلا إذا كانت جزءًا من عملية استجابة زراعية متكاملة، بدءًا من تعريز رأس المال وصولًا إلى الأسمدة الزراعية وخدمات الري والطاقة".
وكان القادة الأفارقة قد تعهدوا في قمة الغذاء الإفريقية الثانية التي عقدت في السنغال بداية العام الجاري ببناء أنظمة غذائية أكثر اكتفاءً ذاتيًا ومرونة وإنصافًا، واستعادة "السيادة الغذائية" التي تقول منظمة "بروجكت سينديكيت" إن "المزارعين الأفارقة سمعوا مثل هذه التعهدات من قبل، لكنهم يأملون بأن يتم تنفيذ هذه التعهدات هذه المرة".
المصدر: منظمة "بروجيكت سينديكيت"
