logo
العالم

سباق نووي على القمر.. واشنطن تُسرّع الخُطى لمواجهة تحالف بكين وموسكو

سباق نووي على القمر.. واشنطن تُسرّع الخُطى لمواجهة تحالف بكين وموسكو
باحثو وكالة ناسا يستكشفون إمكانية إنشاء مفاعلات نووية صغي...المصدر: ناسا
24 أغسطس 2025، 6:45 م

في مشهد يعكس تحوّل  الفضاء إلى ساحة صراع جيوسياسي جديد، دخلت الولايات المتحدة وروسيا والصين في سباق محموم لبناء أول مفاعل نووي على سطح القمر.

ففي مايو/أيار الماضي أعلنت موسكو وبكين اتفاقًا على استكمال مفاعل نووي قمري بحلول عام 2036، وردّت واشنطن سريعًا على لسان شون دافي، الرئيس المؤقت لوكالة ناسا، معلنة تسريع الجدول الزمني لمفاعلها القمري ليكون جاهزًا بحلول 2030.

لماذا المفاعلات النووية على القمر؟

تقول كاتي هوف، المهندسة النووية ومديرة مختبر دورات وقود المفاعلات المتقدمة بجامعة إلينوي، إن أي وجود بشري مستدام على القمر يحتاج إلى مصدر طاقة ثابت وقوي. 

وتشير إلى أن مصادر الطاقة المتجددة وحدها متقطعة جدًا لتلبية احتياجات القواعد القمرية، بينما يمثل انشطار اليورانيوم بفضل كثافة طاقته الخيار الأكثر جدوى. 

وتضيف أن خطط وكالة ناسا عبر برنامج "أرتميس" ومشروع "محطة أبحاث القمر الدولية" الصيني الروسي، تجعل من الطاقة النووية ركيزة أساسية لاستدامة البعثات.

صراع السباق والزمن

بدأت القصة بمشروع "الطاقة السطحية الانشطارية" التابع لناسا، والذي طلب تصميمات لمفاعلات صغيرة بقدرة 40 كيلوواط، لتُختار ثلاثة نماذج وتحصل كل منها على تمويل قدره 5 ملايين دولار.

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

ناسا تُسرّع إطلاق مفاعل نووي على القمر

 لكن بعد إعلان روسيا والصين أكثر من مرة عن خططهما المشتركة، سارعت واشنطن إلى رفع القدرة المستهدفة لمفاعلها إلى 100 كيلوواط وتقديم موعد التشغيل إلى 2030. 

وحذّر دافي من أن بكين وموسكو إذا سبقتا إلى نشر المفاعل، قد تعلنان منطقة نفوذ بحكم الأمر الواقع على القمر، خاصة في المناطق الغنية بالجليد المائي اللازم لدعم الحياة البشرية.

تصميم معقد في بيئة قاسية

ستواجه المفاعلات النووية القمرية بيئة مختلفة كليًا عن الأرض، فالجاذبية المنخفضة تغير حركة سوائل التبريد، والفوارق الحرارية الحادة بين النهار والليل تتطلب أنظمة معزولة بشكل خاص.

وتتوقع "كاتي هوف" أن تعتمد ناسا على أحد التصاميم الثلاثة السابقة التي طورتها شركات كبرى مثل لوكهيد مارتن وويستنجهاوس وX-energy، مع ترجيح استخدام وقود "تريسو" شديد القوة، وتبريد بالهيليوم، ونظام دورة برايتون المغلقة لتحويل الطاقة.

ورغم إصرار وكالة ناسا على الموعد النهائي، ترى هوف أن إنجاز مفاعل جاهز للإطلاق بحلول 2030 هدف طموح قد يتجاوز القدرات الحالية، إذ لم يتم حتى الآن بناء نموذج أولي على الأرض. 

وتشير الوكالة إلى أن الفشل في الالتزام بالموعد قد يضر بسمعة الطاقة النووية أكثر مما يضر ببرنامج استكشاف الفضاء، مؤكدة أن الرأي العام الأمريكي يُبدي تعاطفًا كبيرًا مع ناسا، على عكس وزارة الطاقة.

مخاطر محتملة وحوادث سابقة

رغم حضور المخاوف النووية في النقاش، تؤكد "هوف" أن اليورانيوم الطازج يظل آمنًا نسبيًا قبل بدء التفاعل، مشيرةً إلى أن ناسا تعتمد بروتوكولات صارمة لإطلاق المواد المشعة، استنادًا إلى خبرة تراكمت عبر عقود من إرسال مولدات حرارية تعمل بالبلوتونيوم إلى الفضاء.

أخبار ذات علاقة

76584569-a45b-4788-b1d3-80f3fe22ccd7

مفاعل نووي في القمر.. هذا ما تخطط له ناسا

 وتشير إلى حوادث استثنائية نادرة، مثل سقوط مفاعل القمر الصناعي السوفيتي "كوزموس 954" فوق كندا عام 1978، مؤكدة أن مثل هذه الوقائع تبقى حالات نادرة للغاية.

وحتى في حال اصطدام كويكب بالمفاعل القمري، تقلل "هوف" من خطورة التبعات بفضل وقود "تريسو" المغلف بكربيد السيليكون، والذي أثبتت الاختبارات قدرته على تحمل درجات حرارة تفوق 1700 درجة مئوية دون تسرب إشعاعي.

وتشير إلى أن أسوأ السيناريوهات قد يقتصر على تفتت المفاعل في غبار القمر دون تهديد مباشر للأرض.

سباق المفاعلات النووية القمرية ليس سوى واجهة لمعركة أعمق على موارد استراتيجية، في مقدمتها الهيليوم-3 الذي يُنظر إليه كوقود واعد لثورة الاندماج النووي. 

ومع اندفاع روسيا والصين لترسيخ وجودهما القمري بحلول منتصف الثلاثينيات، تجد الولايات المتحدة نفسها أمام تحدٍّ مصيري: إما اللحاق بالركب سريعًا أو خسارة زمام المبادرة في ساحة يتقاطع فيها العلم مع الجيوسياسة.

أخبار ذات علاقة

مركبة الاختبار المدارية X-37B

من الفضاء إلى أعماق البحار.. أمريكا تطلق "السلاح الخفي" للملاحة

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC