حددت بروكسل خطوطًا حمراء بشأن أي خطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، رافضة أي مقترحات تسمح لروسيا بتغيير الحدود بالقوة أو وضع قيود على مستقبل كييف الأوروبي، في خطوة تُظهر تباينًا حادًا بين موقف الاتحاد الأوروبي والبيت الأبيض.
بدورها حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، مؤخرًا من أن الإطار الأمريكي المقترح قد يجعل أوكرانيا أكثر عرضة للعدوان الروسي على المدى الطويل، خصوصًا إذا تم فرض قيود على حجم قواتها المسلحة، وأوضحت فون دير لاين بعد محادثات على هامش قمة مجموعة العشرين في جنوب إفريقيا، أن أي خطة سلام "يجب أن توقف القتال وتنهي الحرب، من دون أن تزرع بذور صراع مستقبلي".
وحددت فون دير لاين 3 ركائز أساسية لأي اتفاق: أولًا، لا يمكن تغيير الحدود بالقوة، ثانيًا، لا يجوز أن تُفرض قيود على القوات الأوكرانية تجعل البلاد عرضة لهجوم جديد، ثالثًا، يجب أن ينعكس دور الكتلة الأوروبية المركزي في تحقيق السلام، مع ضمان حرية أوكرانيا في اختيار مسارها؛ خصوصًا أن الأخيرة "اختارت مصيرًا أوروبيًا"، على حد تعبيرها.
وعلى الرغم من ترحيب رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا بجهود واشنطن لإنهاء الحرب، فإنه حذر من أن المقترح الأمريكي الحالي ليس سوى "قاعدة أولية تتطلب مزيدًا من العمل"، كما عقد مسؤولون أوروبيون محادثات في جنيف لمحاولة جلب مخاوفهم إلى طاولة المفاوضات، مؤكدين أن أي اتفاق لا يمكن أن يتم دون مشاركة أوكرانية مباشرة.
من جانبه انتقد المستشار الألماني فريدريش ميرتس المبادرة الأمريكية، معربًا عن خيبة أمله، ومؤكدًا أن المفاوضات المستقبلية يجب أن تضمن مصالح أوكرانيا وتوفر ضمانات أمنية طويلة الأمد، لمنع استمرار الهجمات الروسية وأعمالها الهجينة في أوروبا.
وفي كييف، أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي تقدمًا نحو معالجة مخاوف أوكرانيا بشأن الخطة الأمريكية، مشيرًا إلى أن هناك تفاهمًا على أن تتضمن المقترحات الأمريكية عناصر تستند إلى وجهة نظر أوكرانيا ومصالحها الوطنية الحيوية، وأضاف زيلينسكي أن العمل جارٍ لضمان أن تحقق كل عناصر الخطة هدف الشعب الأوكراني الرئيس المتمثل في وضع حد لإراقة الدماء والحرب.
وفي المقابل، بدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متراجعًا عن الموعد النهائي الذي حدده لموافقة أوكرانيا على المقترح، وهاجم في منشور له على شبكة "تروث سوشيال" كلًّا من بروكسل وكييف، قائلاً إن "قيادة أوكرانيا لم تظهر أي امتنان لجهود الولايات المتحدة، وإن أوروبا لا تزال تشتري النفط الروسي".
