"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال
كشف تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية، أن القوات الروسية تواصل تقدمها في أوكرانيا بعد أن استعادت السيطرة على معظم منطقة كورسك، ولم يتبقَّ تحت سيطرة الأوكرانيين سوى 80 كيلومترًا مربعًا من الأراضي الروسية، مقارنة بـ 1,000 كيلومتر مربع في أغسطس/ آب 2024.
ووفقا للتقرير تسعى موسكو، بدعم من وحدات كورية شمالية، إلى توسيع مكاسبها باتجاه مدينة سومي، مستغلة تفوقها الجوي واستخدامها المكثف للطائرات المسيّرة والقنابل الموجهة الطائرة (BGP).
هجوم منهجي ومدمر
ووفقًا لشهادات عسكريين أوكرانيين، فقد اخترقت القوات الروسية الحدود الأوكرانية بعمق يصل إلى 5 كيلومترات منذ بداية مارس/ آذار، ولا سيما في قرية باسيفكا. وتكثّف الهجمات الليلية التي تشنها مجموعات صغيرة من المشاة، بدعم من ضربات الطائرات المسيّرة الانتحارية FPV.
ويقول إيهور، قائد سرية في اللواء 36 لمشاة البحرية: "الروس أصبحوا أكثر خبرة ودهاءً مما كانوا عليه في 2022-2023".
وتعتمد الاستراتيجية الروسية على الجمع بين الهجمات الجوية والبرية.
وأضاف إيهور أنه "قبل كل هجوم تطلق الطائرات المسيّرة الروسية أسرابًا من طائرات FPV لمهاجمة مواقعنا، يليها تقدم سريع للمشاة على دراجات رباعية".
وأكد التقرير أن هذه التكتيكات أثبتت فعاليتها في إرباك الدفاعات الأوكرانية، موضحا أن المعارك تتركز الآن حول قرية يونكيفكا، على بعد 30 كيلومترًا شمال شرق سومي، حيث تمر طريق رئيسية نحو مدينة سودجا.
وتابع أن هذا الطريق الذي استخدمته القوات الأوكرانية في هجومها داخل روسيا العام الماضي أصبح الآن خطرا للغاية بسبب هجمات الطائرات المسيّرة الروسية، التي يصل مداها إلى 15-20 كيلومترًا.
ضغوط لوجستية متزايدة على الأوكرانيين
وأشار التقرير إلى أنه في محاولة لتأمين طريق سومي-سودجا، قام الأوكرانيون بتركيب شبكة مضادة للطائرات المسيّرة على امتداد عشرات الكيلومترات، إلا أن الهجمات الروسية المتكررة تجعل هذه الحماية غير فعالة.
ويقول إيهور إن "كل رحلة على هذا الطريق محفوفة بالمخاطر، حيث يتم استهداف قوافلنا باستمرار، ونفقد مركبات مدرعة، شاحنات، سيارات إسعاف... كل شيء يتعرض للهجوم".
وأدت هذه الضغوط اللوجستية إلى انسحاب القوات الأوكرانية من منطقة كورسك، في بعض الأحيان سيرًا على الأقدام بسبب نقص المركبات الصالحة للاستخدام، وفقا للتقرير.
وفي المقابل، تواجه القوات الروسية مضايقات مماثلة من الطائرات المسيّرة الأوكرانية، مما يجعل إمداداتها اللوجستية صعبة هي الأخرى.
هجوم أوكراني مضاد في منطقة بيلغورود
وأكد تقرير الصحيفة الفرنسية أنه في الوقت الذي تضغط فيه روسيا على سومي، شنت القوات الأوكرانية هجومًا مضادًا محدودًا في منطقة بيلغورود، تحديدًا في قرية ديميدوفكا، "الهدف هو تثبيت جزء من القوات الروسية هناك وتقليل الضغط على سومي"، وفقًا لمصدر عسكري.
وأكد التقرير أنه رغم التفوق العددي الكبير للروس – حيث يقدر عدد قواتهم بين 50,000 و80,000 جندي، مقابل ما بين 3 إلى 5 أضعاف أقل على الجانب الأوكراني – إلا أن تقدمهم لا يزال بطيئًا ومكلفًا بشريًا.
وتعتمد موسكو على القصف الجوي المكثف، باستخدام قنابل موجهة ضخمة تصل زنتها إلى عدة أطنان. ويوضح إيهور، أنه "لا شيء يستطيع الصمود أمام هذه القنابل، سواء كانت تحصينات أو مباني، فهي تدمر كل شيء".
حرب تكنولوجية غير متكافئة
وشدد التقرير على أنه لمواجهة هذه التهديدات، بدأت أوكرانيا في نشر أنظمة حرب إلكترونية جديدة قادرة على التشويش على توجيه القنابل الطائرة، ومع ذلك، لا تزال فعاليتها محدودة، ولا تزال القوات الأوكرانية تعاني من التفوق الجوي الروسي. ويقول إيهور بأسف، "لو كنا قادرين على إسقاط قاذفاتهم، لكان الوضع مختلفًا تمامًا".
ويشكل وجود مقاتلين كوريين شماليين في صفوف الجيش الروسي عاملًا مقلقًا إضافيًا. ووفقًا لهيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية، أرسلت بيونغ يانغ 3,000 جندي إضافي إلى روسيا بين يناير/ كانون الثاني، وفبراير/ شباط 2025، ليرتفع العدد الإجمالي إلى حوالي 11,000 مقاتل.
ويُظهر هؤلاء الجنود فعالية كبيرة في القتال داخل المدن والغابات، حيث يشنون هجمات مكثفة بأعداد كبيرة.
جبهة متغيرة وآفاق غامضة
وأردف التقرير أنه في ظل مفاوضات محتملة لوقف إطلاق النار، تحاول كييف الحفاظ على بعض المكاسب في المناطق المتنازع عليها.
ويقول المحلل العسكري يفهين ديكي: "يجب على أوكرانيا الاستيلاء على أراضٍ روسية لاستخدامها كورقة تفاوض".
في منطقة سومي لا يزال القتال مرنًا ومتغيرًا
وبينما تمتلك روسيا ميزة عددية وصناعية، يعتمد الأوكرانيون على مرونتهم وسرعة تحركهم. وخلص التقرير إلى أنه مع تصاعد حدة المعارك، يبدو أن الأسابيع المقبلة ستشهد مواجهات أكثر ضراوة في هذه الحرب المستمرة.