رجّح تقرير مستند إلى محللين وخبراء أن ميليشيا الحوثي في اليمن تتراجع عن شن هجمات صاروخية على إسرائيل، وتطلق بدلاً من ذلك المزيد من الطائرات دون طيار، مع تراجع تهريب الأجزاء الحيوية من طهران، وسط عمليات ضبط في البحر.
في حين تشن الميليشيات اليمنية هجمات بطائرات مسيرة على إسرائيل بشكل شبه يومي، فقد تراجعت هجماتها الصاروخية في الوقت الذي تكافح فيه الجماعة للحصول على الإمدادات الرئيسة من طهران، بحسب تقرير لقناة "إيران إنترناشونال".
ولجأت ميليشيا الحوثي مؤخراً إلى استخدام القنابل العنقودية الإيرانية في محاولة لجعل الصواريخ الباليستية أكثر فعالية، مع استخدام عدد أقل من الصواريخ، مع استمرار الهجمات الجوية بالطائرات دون طيار.
ووفق الخبير العسكري اليمني رشيد معلوف، فإن الحوثيين يمتلكون كميات كبيرة من الطائرات المسيرة والصواريخ من مختلف الأنواع، لكنّهم يدركون أن الصراع قد يستمر لسنوات طويلة، لذلك، يتجنّبون استخدام هذه الأسلحة على نطاق واسع يومياً للحفاظ على مخزونهم الاستراتيجي من الاستنزاف.
وقال إن عمليات الاعتراض الناجحة التي قامت بها القوات الساحلية الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، أثّرت على الإمدادات للمجموعة التي تسيطر على معظم المراكز السكانية في البلاد منذ اندلاع الحرب في البلاد عام 2014.
ورغم أن الحوثيين يمتلكون بالفعل مخزوناً كبيراً، فإنهم حريصون على تقنينه، ليس بسبب النقص الفوري، بل لضمان استدامته على المدى البعيد، تحسباً لصراع طويل الأمد"، كما يشير معلوف.
وعلى الرغم من الهجمات الحوثية المتكررة على إسرائيل خلال معظم العامين الماضيين، فقد تمكنت أنظمة الدفاع الجوي من اعتراض معظم الصواريخ والطائرات دون طيار.
وبينما لا يزال الحوثيون يستوردون الأسلحة من طهران، يشير رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق داني سيترونوفيتش، إلى أن الميليشيا اليمنية تواجه بالفعل تحدّيات لوجستية في تصنيع الأسلحة، ويتجلى ذلك في التركيز على هجمات الطائرات دون طيار.
وأضاف أنه في حين يتم تصنيع الطائرات دون طيار محليا في الغالب، فإن المجموعة لا تزال تعتمد على المعدات الإيرانية مثل قدرات نظام تحديد المواقع العالمي.
وليس لدى الحوثيين، بحسب سيترونوفيتش، القدرة على تصنيع الصواريخ، لذا فهم يهربونها من إيران على شكل قطع ويجمعونها معاً، مشيراً إلى أن القائد الكبير في فيلق القدس، عبد الرضا شهلائي، موجود على الأرض لتنسيق المجموعة في اليمن.
سيجد الحوثيون صعوبة بالغة في الحفاظ على هذه القدرة على إطلاق الصواريخ دون الحصول عليها من إيران. فتصنيعها في اليمن صعب للغاية، فهم بحاجة إلى مكونات من طهران، كما يقول سيترونوفيتش.
وذكر مجلس العلاقات الخارجية، وهو مؤسسة بحثية مقرها واشنطن، في تقرير أن الارتباط بإيران يوفر أسلحة أكثر تطوراً مما يمكن للمجموعة الحصول عليه بمفردها، سواء بالنسبة للصواريخ أو الطائرات دون طيار.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، استهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة تجارية دولية بالصواريخ والطائرات المسيرة، وأغرقوا سفينتين واستولوا على سفينة واحدة وقتلوا ما لا يقل عن ثمانية بحارة.
وقال بهنام بن طالبلو، الخبير في الشؤون الإيرانية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إنه في حين أن الحوثيين لديهم قدرات إنتاج محلية، إلا أنه كلما كان المقذوف أكثر تعقيداً، زاد احتمال اعتماد الحوثيين على أنظمة كاملة أو أجزاء مكونة من طهران.
وأضاف "لكن كلما كانت المنصة أرخص، مثل الطائرات دون طيار، زادت احتمالية قدرتهم على تطوير أنظمة بتوجيه إيراني داخل البلاد".