يتنافس خمسة مرشحين رسميًا بالانتخابات الرئاسية في ساحل العاج "كوت ديفوار"، المقررة في 25 أكتوبر المقبل، وسط استبعاد أبرز وجهين في المعارضة مع ترجيح التقارب بين مرشحين اثنين مقربين سابقين من السياسي المستبعد من قائمة المتنافسين لوران غباغبو.
وباتت التشكيلة النهائية للانتخابات الرئاسية الإيفوارية محصورة في الرئيس الحالي، الحسن واتارا وجان لويس بيّون، وسيمون غباغبو، وأهوا دون ميلو، وهنرييت لاغو أدجوا.
ورغم أن هذه الوجوه السياسية مألوفة في البلاد، كانت الآمال معلقة على اختيار الرئيس السابق لوران غباغبو، زعيم حزب شعوب إفريقيا، كوت ديفوار، الذي استبعد من قائمة الترشيحات بسبب إدانة قضائية سابقة، وهو قرار ندد به حزبه مرارًا، إلى جانب السياسي المعارض تيجان ثيام المقيم حاليًا في فرنسا.
وأمام الجدل القانوني والاعتراض الواسع على استبعاد هؤلاء المرشحين، رفض الحزب الديمقراطي لكوت ديفوار فكرة مقاطعة الانتخابات الرئاسية وأصرّ على التزامه بترشيح تيجان ثيام، رغم الرفض الرسمي لملفه، ويشارك التحالف الحزبي الداعم للوران غباغبو الرأي نفسه، متعهدًا بمواصلة النضال السلمي ضد الولاية الجديدة للحسن واتارا.
وبينما جان لويس بيّون، وريث إمبراطورية "سيفكا" الصناعية، يخوض السباق تحت راية حزب المؤتمر الديمقراطي، لا تملك هنرييت لاغو أدجوا وزيرة الأسرة السابقة عام 2000، ومرشحة رئاسية غير موفقة عام 2015، ورئيسة مجموعة "الشركاء السياسيين من أجل السلام"، حظوظًا كافية أمام واتارا، في وقت يراهن الكثيرون في ساحل العاج على سيمون غباغبو، زعيمة حركة "أجيال قادرة"، وأهوا دون ميلو، الذي عد كخطة بديلة في حال استبعاد غباغبو.
وصرح مدير حملة دون ميلو، فرناند أهيله قائلًا "نحن ملتزمون تمامًا بانتزاع السلطة، أي إزاحة الحسن وتارا من الرئاسة، ترشحه كان احترازيًا، لكنه اكتسب معنى حقيقيًا بعد رفض ترشح غباغبو، وهو قرار نرفضه بشدة".
ويستبعد مراقبون فرضية اتحاد المرشحين الأربعة ضد الحسن واتارا، ومع ذلك، يرجّحون التقارب بين أهوا دون ميلو وسيمون غباغبو، فهما من المقربين السابقين للرئيس السابق لوران غباغبو، وفي الأثناء بدأت سيمون غباغبو حوارًا مع الحزب الحاكم، داعية إلى حوار سياسي.
لكن ما لم يُصدر لوران غباغبو وتيجان ثيام تعليماتٍ بهذا الشأن، فسيضطر المرشحون إلى البحث عن أصواتٍ خارج جماعتيهما السياسيتين، وهو أمرٌ لن يكون سهلًا.
دعا غباغبو أنصاره إلى احتجاجات شعبية عبر المنصات الرقمية، ما ينذر بتصاعد التوتر السياسي قبيل الاقتراع، وفي مساء العاشر من سبتمبر، التقى برفقة مسؤولين من الحزب الديمقراطي لكوت ديفوار، فيما وصفه بمرحلة جديدة في "التقارب" بين المعارضة الإيفوارية.
أما ثيام عبّر عن خيبة أمله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قائلًا: "كان الإيفواريون يأملون أن يدافع المجلس عن حقهم في اختيار رئيسهم عبر صناديق الاقتراع، لكنهم يواجهون الآن استفتاء حقيقيًا ينظمه الرئيس الحالي الساعي إلى ولاية رابعة غير دستورية".
كما ندد رئيس الوزراء الإيفواري السابق باسكال أفي نغيسان بقرار المجلس الدستوري بإبطال ترشحه للرئاسة، في هذه الأثناء، يدعو إلى تعليق العملية الانتخابية.
ويأتي ذلك في ظل مناخ سياسي متوتر تشهده البلاد منذ عدة أشهر، ويُصرّ الحزب الحاكم، المُتّهم باستهداف خصومه، على التزامه بقرارات سلطة قضائية مستقلة.