أكد خبراء في العلاقات الدولية والشأن الإسرائيلي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيستغل حادث إطلاق النار على حضور حفل يهودي بمدينة سيدني اليوم، للاستثمار فيه.
ووفق الخبراء فإن نتنياهو سيعيد توظيف وتدوير مصطلح "معاداة السامية" الذي تأثر دوليا خلال الحرب على غزة، وتنشيط اللوبي السياسي الداعم لإسرائيل في أستراليا والولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن طبيعة العلاقة الأسترالية الإسرائيلية متعثرة في الأساس بسبب الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقُتل ما لا يقل عن 12 شخصاً، صباح الأحد، وأُصيب العشرات بجروح؛ إثر إطلاق مسلحين اثنين النار على المشاركين في احتفال عيد الأنوار اليهودي (حانوكا) على شاطئ بوندي في العاصمة الأسترالية سيدني، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".
ومن سيدني، يؤكد الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور أحمد الياسري، أن طبيعة العلاقة الأسترالية الإسرائيلية متعثرة في الأساس بسبب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مما خلق حالة احتقان سياسي بين سيدني وتل أبيب، مثلما جرى بين الأخيرة وعواصم أوروبية، خلال الفترة الماضية.
ويرى الياسري في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن نتنياهو يتعامل مع هذا الحادث على أنه فرصة استثمار ذهبية، للضغط على حكومة أنتوني ألبانيز التي يصطدم معها في الأساس وخلق حالة انقسام سياسي بالداخل بعد أن حقق الحزب الحاكم في سيدني الفوز باكتساح بالانتخابات الأخيرة، فضلا عن الدفع بإعادة تنشيط اللوبي السياسي الداعم لإسرائيل في أستراليا.
وأوضح الياسري أن تلميح حكومة نتنياهو مباشرة بعد الحادث أن الاعتراف بدولة فلسطينية مهد لهذا، وخروج تقارير حول تورط إيران وحزب الله وحماس في هذه العملية، قبل أن تعلن سيدني في الأساس هوية المهاجمين وتفاصيل العملية، دليل على حالة الاستثمار السياسي التي يحاول أن يكونها نتنياهو لخلق حالة استقطاب لليهود المغتربين الرافضين لنشاطات حكومته العسكرية.
وتابع: "في الوقت ذاته، هناك ضغط سياسي على حكومات الدول التي تبنت التوجه لإقامة دولة فلسطينية وأن الدعوة لذلك يعني المزيد من معاداة السامية واستهداف اليهود في تلك البلدان".
واستكمل قائلا إن أستراليا لا يوجد فيها معاداة للسامية كما يتم الترويج حاليا ، واستخدام هذا المصطلح سيكون استثمارا سياسيا بالدرجة الاولى من حكومة نتنياهو، للضغط على حكومة حزب العمال، فيما يتعلق بإعلانها الاعتراف بدولة فلسطينية.
ويقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور حسين الديك، إن هذا الحادث سيزيد الأمور تعقيدا والمناكفات بين البلدين وربما تخضع سيدني لبعض الشروط و الإملاءات الإسرائيلية الأمريكية، كونها باتت في موقف حرج، وهو ما سيوظف إسرائيليا أمام الرأي العام الدولي والأسترالي وسيتم تطويع العملية لفكرة أن الضحايا في العالم فقط، هم من سقطوا من اليهود في أستراليا.
وبين الديك في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه على الفور، بدأت الأصوات تعلو في المجتمع الإسرائيلي مع تشبيه ما جرى في سيدني بما حدث في 7 أكتوبر 2023 ، بمعنى أن خطاب الضحية سيوظف.
وأردف أن "من المؤكد أن على أثر هذا الحادث، سيكون هناك استثمار لمصلحة الرواية الإسرائيلية وتعزز نشاط اللوبي الصهيوني في العالم لاسيما بالولايات المتحدة وبالطبع أستراليا لصالح بنيامين نتنياهو وحكومته، وتصدير مشهد أن الضحايا والمستضعفين في هذا العالم هم اليهود فقط".
وأضاف أن "هذه الحادثة تقوي الموقف الإسرائيلي ونتنياهو أمام الرأي العام الدولي وستوظف بأن كل ما تقوم به حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب داخل الأراضي المحتلة وغزة ومنطقة الشرق الأوسط أمر مبرر، مع رسم صورة أن هذه الحكومة تحارب الإرهاب الذي استهدف اليهود في أستراليا".
ويرجح الديك استغلال الحادث وتوظيفه بشكل كبير لإعادة تدوير مصطلح معاداة السامية ، واصفا ما جرى في سيدني بـ"الهدية المجانية" لحكومة نتنياهو ليتم توظيفها في هذا الوقت الحرج ليقابل بها التحولات التي شهدها الرأي العام الدولي ضد سياسات اسرائيل، بالإضافة إلى تكوين مظلومية جديدة، مفادها أن اليهود فقط هم الضحايا في العالم ويتعرضون للقتل وتحول أعيادهم إلى مجازر، على الرغم من أن هناك حوادث إرهابية على أساس ديني، تحدث كل يوم في العالم" وفق قوله.
وخلص الديك إلى أن إسرائيل ستستخدم هذا الحادث جيدا وسيتم توظيف معاداة السامية من جديد، لتعود قوتها بعد أن تأثرت بعد ما جرى في غزة ولبنان خلال العامين الماضيين.
