ترامب: حدودنا كانت مفتوحة وتعرضنا للغزو من قبل الملايين

logo
(إنفوغراف) وثائق ديمونا
العالم

"وثائق ديمونا".. اختراق إيراني أم لعبة سياسية داخل إسرائيل؟ (إنفوغراف)

من اخترق من؟ إيران تكشف وثائق إسرائيلية وتل أبيب في حرج (إنفوغراف)

في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، أعادت إيران ملف مفاعل ديمونا الإسرائيلي إلى الواجهة عبر ما اعتبرته اختراقًا سيبرانيًا وأمنيًا مكّنها من الحصول على وثائق وصور حساسة تخص البرنامج النووي الإسرائيلي..

كما قدمت طهران هذه الخطوة باعتبارها إنجازًا استخباراتيًا يضع تل أبيب في موقف محرج أمام العالم ويكشف ثغرات في منظومتها الأمنية.

لكن هذه الرواية لم تمر دون تشكيك؛ إذ يرى خبراء أن ما جرى قد يكون جزءًا من حرب المعلومات الدائرة بين الطرفين، حيث تختلط المواجهة المفتوحة مع الحسابات السياسية الداخلية في إسرائيل.

وبينما عرضت طهران صورًا ووثائق نسبت لمفاعل ديمونا وأجهزة إسرائيلية حساسة، اعتبر بعضهم أنها مواد منشورة منذ سنوات، وليست نتاج اختراق جديد كما تروج إيران.

مسلسل صراع المعلومات

وقال خبراء، إن هذا المشهد يدور ضمن مسلسل صراع المعلومات بين أجهزة طهران وتل أبيب، وفي حال صحة تلك المعلومات والوثائق، سيشكل ذلك إحراجًا لإسرائيل والمؤسسة الأمنية ووحدة 8200 التي لها علاقة ببرامج الحماية التي تتعامل بها تل أبيب لمنع الاختراقات، في الوقت الذي قامت فيه الطبقة الحاكمة والمؤسسة السياسية بإسرائيل باستدعاء رئيس الموساد، لاستيضاح طبيعة المعلومات التي وصلت لها طهران، والتي تعد في حال صحتها، كشف لظهير إسرائيل الأمني.
 
فيما رأى آخرون، أن هذه المعلومات والوثائق التي تحمل تشكيكًا حول أهميتها، تم تسريب جانب منها لطهران عبر المعارضة الإسرائيلية من خلال الجناح اليساري في الموساد ومؤسسات أمنية والكنيست لإحراج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

أخبار ذات علاقة

يافطة تشير إلى منطقة ديمونا

من داخل "ديمونا".. إيران تعلن الحصول على "كنز معلومات" إسرائيلي (فيديو)

صور قديمة

وتحدثوا عن أن بعض الصور التي عرضها وزير المخابرات الإيراني مؤخرًا على أنها اختراق لمفاعل ديمونا، هي في الواقع صور منشورة على مواقع صحفية إسرائيلية منذ عام 2008 في وقت قدمتها طهران على أنها حصلت عليها من جواسيسها في إسرائيل. 
 
وبث التلفزيون الرسمي الإيراني مؤخرًا مشاهد لوثائق ولقطات قال إنها على صلة ببرنامج نووي لإسرائيل، حيث أظهر الوثائقي نسخًا من جوازات سفر تم تقديمها على أنها لعلماء إسرائيليين ومعلومات عن مواقع ومنشآت عسكرية، كما عرض لقطات قيل إنها تم تصويرها في جنوب إسرائيل داخل مفاعل ديمونا الذي يعتقد على نطاق واسع أنه يحوي الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط.
 
وفي الوثائقي، قال وزير الاستخبارات إسماعيل خطيب إن إيران استخدمت معلومات تم الحصول عليها في يونيو لضرب مواقع حساسة داخل إسرائيل في ذاك الشهر، وكذلك تضمن الوثائقي صورًا للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي وصفت بأنها شخصية، تظهره إحداها يقبل شخصًا متنكرًا بزي شخصية "ميني ماوس".
 
ويقول أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور أحمد الياسري، إن العملية التي أعلنت عنها طهران، تمت قبل حرب الـ12 يوم، باختراق أمني كبير لإسرائيل، هو ما تظهر بصدده مؤخرًا إيران من معلومات ووثائق سرية وصور تخص مفاعل ديمونا.

أخبار ذات علاقة

إسرائيليون في الملاجئ

صواريخ إيران تثير "هلع" الإسرائيليين.. والأنظار تتجه نحو "ديمونا"

سلسلة اختراقات أمنية

وأضاف الياسري في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذه العملية تمت عبر أكثر من خطة وطريقة، وظلت طهران تضعها جانبًا بعد إتمامها لحين مجيء موعد الكشف عنها حاليًا، لافتًا إلى أن الإيرانيين قاموا بهذه العملية عبر تخطيط عقب إعلان نتنياهو عن نجاح تل أبيب في سلسلة اختراقات أمنية للمفاعلات الإيرانية، لتجهز طهران للرد مستخدمة إمكانياتها الاستخباراتية والتقنية والتكنولوجية كافة لاختراق ديمونا.
 
ويرجح الياسري أن هذا الاختراق الإيراني لـ"ديمونا" الذي جاء على مراحل تم بالتنسيق مع حزب الله وحماس والجهاد، وذلك بعد أن استفزت الاختراقات الإسرائيلية لمفاعلات إيرانية طهران، ما جعلها تعمل على تكوين معلومات حول مراكز الأبحاث العلمية والنووية الإسرائيلية، ويبدو أن هذه العملية كانت خرقًا أمنيًا إيرانيًا لإسرائيل، شعرت به الأخيرة، ولكن كانت تقف تل أبيب في انتظار إعلان التفاصيل من طهران.
 
ويتوقع الياسري أن إيران بالفعل قامت بهذه العملية، واستهدفت مغذيات المشروع النووي الإسرائيلي خلال حرب الـ12 يوم، في وقت لا تعلن فيه تل أبيب عن حجم الخسائر الحقيقية إلا بعد فترة طويلة كجزء من الإجراءات الحمائية، ومن الممكن أن يبنى على هذا الخرق ارتدادات إذا تم موجة ثانية من الحرب بين الجانبين.
 
وبين الياسري أن إيران هدفها من هذا الخرق الوصول إلى معلومات ووثائق عن الاستخدامات النووية غير السلمية لإسرائيل وتقديمها للمجتمع الدولي قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكي تحرج تل أبيب أمام مجلس مفوضي الوكالة في فيينا.
 
فيما يرى الباحث في الشؤون الإيرانية، الدكتور محمد المذحجي، أن إيران غير قادرة على اختراق ديمونا بهذا الشكل، وما يجري جزء من الصراع الداخلي الإسرائيلي ضد حكومة نتنياهو، ومن يعارضون الأخير، لديهم سيطرة وسلطة كبيرة على المؤسسات الأمنية، لا سيما "الموساد".

أخبار ذات علاقة

هل دُمر مفاعل ديمونا الإسرائيلي بصواريخ إيران؟

هل دُمر مفاعل ديمونا الإسرائيلي بصواريخ إيران؟ (فيديو إرم)

تداعيات على إيران

ويعتقد المذحجي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذه المعلومات التي يشكك في أهميتها، تم تسريبها من المعارضة عبر الجناح اليساري في الموساد ومؤسسات أمنية والكنيست لإحراج نتنياهو وإظهار فشل المنظومة الحاكمة، ومدى ضعف ممارسة السياسة الداخلية والخارجية في الوقت نفسه، بهدف إسقاط حكومته.

وتابع المذحجي، أن ما جرى لن يكون له تداعيات، سواء من الجانب الإيراني على إسرائيل أم العكس، في وقت باتت الظروف الحالية غير مواتية لتوجيه ضربة عسكرية جديدة إلى إيران بالوقت الراهن، حيث تذهب التوقعات بأن تكون بداية من العام المقبل حتى أبريل القادم، في وقت تعمل فيه إسرائيل على تزويد منظومتها الدفاعية بأسلحة تعمل بالليزر، وهي أسلحة ليست جاهزة حتى الآن لدى تل أبيب لاستخدامها في الدفاع خلال الجولة القادمة من الحرب التي ستحضر فيها الولايات المتحدة.

وأفاد المذحجي، أن بعض الصور التي عرضها وزير المخابرات الإيراني مؤخرًا على أنها اختراق لمفاعل ديمونا، هي في الواقع صور منشورة على الإنترنت، ومنها الصور التي اعتبروها تجسسًا على مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، وهي منشورة على حسابات بمواقع التواصل الاجتماعي من فترة، وبعض ما نشرته إيران من صور عن ديمونا، منشورة على مواقع صحفية إسرائيلية منذ عام 2008، في وقت قدمتها طهران على أنها حصلت عليها من جواسيسها في إسرائيل. 
 
وتحدث المذحجي أن هناك جزءًا آخر من الصور غير منشورة على الإنترنت، قد تكون سرية وحصلت عليها طهران من أفراد ضمن تيارات داخل إسرائيل يعارضون نتنياهو.
 
فيما أكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور نزار نزال، أن ما جرى من خروج إيراني بوثائق عن ديمونا، يدور ضمن صراع المعلومات بين أجهزة طهران وتل أبيب، وإن كانت تلك المعلومات الخاصة بالوثائق دقيقة، فهذا إحراج لإسرائيل والمؤسسة الأمنية ووحدة 8200 التي لها علاقة ببرامج الحماية التي تتعامل بها إسرائيل وتمنع الاختراقات.

أخبار ذات علاقة

صواريخ إيرانية

استعدادا للرد.. إيران توجه آلاف الصواريخ نحو "ديمونا" وقواعد أمريكية

حرب الأدمغة

وأوضح نزال في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذا الإنجاز الأمني الكبير لإيران إن صح، سيضعها في موقع أكثر قوة في المواجهة الإلكترونية وحرب الأدمغة ويبين أن طهران لديها قدرات في هذا المجال، ما يجعل الملف الأمني يتصدر الطاولة الإسرائيلية في ظل الاستدعاء القائم لرئيس الموساد من قبل الطبقة الحاكمة والمؤسسة السياسية لاستيضاح طبيعة المعلومات التي وصلت لها طهران من خلال وحدة سيبرانية استطاعت الحصول على تلك المعلومات الدقيقة.

وأشار نزال إلى أن أزمة الوثائق إن صحت، تعد كشفًا لظهير إسرائيل الأمني، ولذلك أي حرب قادمة والتي من المتوقع أن تكون خلال المرحلة المقبلة، أن تأخذ شكلًا واضحًا لاستهدافات ستكون للشخصيات البارزة والمواقع وأسماء العلماء النوويين.

وأردف نزال أن طهران تحاول أن توصل رسالة للإسرائيليين عبر هذا الإعلان، مفادها أنكم مكشوفون أمامنا، ورسالة أيضًا للداخل الإيراني، بأن قدراتهم كبيرة وأن بلادهم تستعد لحرب طاحنة في المرحلة القادمة. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC