قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُعيد، تشكيل الحكومة الأمريكية والسياسة الخارجية بسرعة ولكن بـ"لا قيود أو رادع".
وأضافت الصحيفة أن التحركات السريعة للرئيس ترامب تؤكد على ثقة الإدارة التي تتمتع بقبضة أقوى بكثير على أدوات الحكومة مما كانت عليه خلال فترة ولايته الأولى.
وبحسب التقرير، فإنه في كل خطوة في ولايته الثانية، يُظهِر الرئيس ترامب مدى تحرره من القيود السابقة، ويعيد تشكيل السياسة الداخلية والخارجية بشكل كبير، وعلى نطاق ليس له مثيل.
وأضاف: "على الرغم من أن ترامب حاول في ولايته الأولى تخفيض المساعدات الخارجية بشكل كبير وتنفيذ العديد من التعيينات والإقالات، لكنه اصطدم حينها بقوة الكونغرس الذي حال دون ذلك".
وأردفت الصحيفة: "اليوم، يبدو أن الرئيس لا يواجه أي مقاومة تُذكر من حلفائه الجمهوريين الذين يسيطرون على مجلسي النواب والشيوخ".
وأشارت إلى أن "الكونغرس، تحت سيطرة الجمهوريين، يبدو أنه تخلى عن دوره الرقابي التقليدي وأدواره المتعلقة بالميزانية احتراماً لأجندته".
وفي هذا السياق، نقلت "نيويورك تايمز" عن جيفري إنجل، الذي يقود مركز التاريخ الرئاسي في جامعة ساوثرن ميثوديست: "لم نر قط شيئًا بحجم ما تفعله إدارة دونالد ترامب الجديدة؛ إنه ليس مجرد انقلاب لسياسات الإدارة السابقة، التي نتوقع دائمًا أن نرى القليل منها، ولكنه انقلاب لأساسيات السياسة الخارجية الأمريكية منذ عام 1945".
واستشهدت الصحيفة بتصرفات الرئيس ترامب في الأسبوع الماضي وحده؛ حيث أنهى ترامب الجهود الرامية إلى عزل روسيا دبلوماسياً بعد غزوها واسع النطاق لأوكرانيا قبل ما يقرب من ثلاث سنوات.
وعلى حين تحدث مطولاً مع الرئيس فلاديمير بوتين، وصف ترامب المحادثة بأنها افتتاح محادثات لإنهاء الحرب؛ مع عدم وجود دور واضح للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
كما اقترح ترامب إعادة صياغة عالمية قوية للتعريفات الجمركية، من خلال ابتكار ما يسميه "التعريفات الجمركية المتبادلة" التي يمكن أن تحطم الالتزامات التي تعهدت بها الولايات المتحدة دوليا من خلال منظمة التجارة العالمية، وربما تؤذن بعصر جديد من الحروب التجارية.
وداخليًا، بدأت إدارته عمليات تسريح واسعة النطاق للعمال في جميع أنحاء الحكومة، مستهدفة ما يقدر بنحو 200 ألف عامل فيدرالي تحت المراقبة، وهو تصعيد حاد في حملة الرئيس لتقليص القوة العاملة، وفق الصحيفة.
وقالت: "أغرق كبار مسؤولي ترامب وزارة العدل في حالة من الفوضى بشكل أعمق مع تحركها لإسقاط تهم الفساد ضد عمدة نيويورك إريك آدامز، ما أدى إلى سلسلة من الاستقالات من المدعين العامين".
وتابعت أنه "وسط كل هذه الفوضى، واصل الرئيس توقيع الأوامر التنفيذية بسرعة فائقة، واتخذ خطوات لإضعاف الحماية الوظيفية للدبلوماسيين العاملين وتوسيع سلطة ماسك على القوى العاملة الفيدرالية".
ويقول حلفاء ترامب إن تصرفاته تظهر مدى سرعة تحركه للوفاء بالوعود التي قطعها للناخبين.
وأردف التقرير، أنه حتى الآن، لا يبدو أن الاضطرابات الناجمة عن تحركات ترامب المبكرة قد أدت إلى تحول كبير في الرأي العام ضده.
ويُنتظر أن يرى الأمريكيون كيف سيكون صدى تجميد الإنفاق وخفض القوى العاملة الفيدرالية بين ناخبيه الرئيسيين، بمجرد أن تصبح التأثيرات واضحة، على حد ما رأى التقرير.
واختتمت الصحيفة مُشيرة، بحسب مؤرخين، إلى أن التغييرات الخاطفة في السياسة التي أجراها ترامب خلال الشهر الأول من توليه منصبه لم يسبق لها مثيل في التاريخ الرئاسي الأمريكي.
وعلى عكس الرؤساء الآخرين، يبدو أن هناك القليل من الضوابط على الرئيس ترامب.