يحذّر تقرير بريطاني من تنازلات و"تبعية" يبديها رئيس الوزراء، كير ستارمر، أمام الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع اقتراب زيارة الأخير إلى المملكة المتحدة.
ووفق تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن الزيارة الرسمية المرتقبة للرئيس الأمريكي، منتصف سبتمبر/ أيلول الجاري، أثارت مخاوف من أن تمنح ترامب منصة لتعزيز خطاباته القومية الشعبوية، في وقت تعاني فيه كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من هشاشة اجتماعية.
ويرى منتقدون أن زيارة ترامب قد تعزز صورة بريطانيا كدولة تابعة، تخشى الدفاع عن قيمها، خاصة في ظل ارتباك الحكومة البريطانية إزاء قضايا مثل غزة، حيث تتجنب الاعتراف بالإبادة الجماعية بينما تعتبر دعم فلسطين علنًا تهديدًا أمنيًا.
كما تعتقد الصحيفة أن ستارمر هو من وضع بريطانيا في "فخ التبعية" للرئيس الأمريكي، مشيرة إلى أن الصداقة مع ترامب "زائفة"، وأن على رئيس الوزراء البريطاني أن يتعظ من تجارب قادة آخرين في العالم مع الرئيس في ولايته الثانية.
وكان رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، من بين القادة الذين حاولوا كسب ود ترامب، خاصة خلال تجمع "هاودي مودي" عام 2019 في تكساس، حيث بدا الرجلان في قمة التقارب، لكن هذه العلاقة سرعان ما انهارت بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي على نيودلهي.
وتحول مودي إلى تعزيز علاقاته مع روسيا والصين، موجّهًا رسالة واضحة بأن الاعتماد على ترامب ليس خيارًا مستدامًا، متبنّيًا استراتيجية جديدة تعتمد على العزم والتنويع في الشراكات الدولية، بدلًا من التودد.
ولم يقتصر الأمر على مودي، بل عانى قادة آخرون من "تقلبات" ترامب، وفق وصف "الغارديان" التي أشارت إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي حاول كسب تأييد نظيره الأمريكي بحفاوة، واجه انتقادات لاذعة بعد خلافات حول غزة.
كذلك، رئيسة الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين، لم تجنِ سوى صفقة تجارية مهينة بعد زيارتها لترامب في إسكتلندا، حتى الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم، التي أعجب بها ترامب ظاهريًا، تلقت تهديدات بغزو بلادها، وهي أمثلة بحسب "الغارديان" تؤكد أن العلاقات مع الرئيس الأمريكي "غالبًا ما تكون شخصية، ومتقلبة، ومحكومة بمصالحه الضيقة".
في المقابل، يقدم قادة مثل الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، نموذجًا للمقاومة، فردًا على تهديدات ترامب الجمركية، أكد لولا أن البرازيل ستجد شركاء جددًا إذا رفضت الولايات المتحدة التعاون، مشيرًا إلى أن "العالم واسع".
كما أظهرت مواقف زعماء مثل الصيني، شي جين بينغ، والروسي فلاديمير بوتين، أن الثبات والقوة هما السبيل للتعامل مع ترامب، الذي يحترم القوة لـ "ضعفه الجوهري" وفق الصحيفة البريطانية التي تضيف أن الرئيس الأمريكي "يتراجع عند مواجهته بمواقف صلبة".
وتخلُص "الغارديان" إلى أن تكشف تجارب مودي ودا سيلفا وغيرهما تثبت أن المقاومة، وليس الخضوع، هي الاستراتيجية الأمثل للتعامل مع ترامب، معتبرة أن موقف ستارمر، الذي يبدو متمسّكًا بالتودد "يهدد بإضعاف مكانة بريطانيا، ويعزز صورتها كدولة تابعة".