logo
العالم

الكونغو.. "متمردو إم23" يقتربون من السيطرة على "إمبراطورية المعادن"

أعضاء جماعة إم23 المتمردةالمصدر: رويترز

يشتعل جحيم جديد في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يشن متمردو حركة "إم23"، بدعم من رواندا، حملة شرسة للسيطرة على أغنى مناطق التعدين، مهدّدين قلب إمبراطورية المعادن في أفريقيا.

وتجتاح موجات العنف مقاطعتي جنوب وشمال كيفو، حيث تقع الميليشيات المتنافسة وآلاف المدنيين في مرمى النيران.

تقدّم استراتيجي نحو "كنز الكونغو"

وتكشف مصادر محلية أن استراتيجية "إم23" تتسم بالجرأة، إذ تبدأ بالاستيلاء على سهول روزيزي الغنية بالموارد، ثم الزحف نحو مقاطعة كاتانغا، موطن أكبر رواسب النحاس والكوبالت، التي تُقدّر قيمتها بمليارات الدولارات سنويًا.

وتخوض الحركة، إلى جانب تويروانيهو وريد تابارا، معارك دامية للسيطرة على قرى رئيسية مثل كاجيريغيري ومورانفيا، سعيًا لتوحيد صفوفها وفتح ممر مباشر إلى كاتانغا.

أخبار ذات علاقة

قوات حفظ السلام في الكونغو

رجال الدين يتدخلون لـ"وأد الحرب" في الكونغو الديمقراطية

ويُسيطر المتمردون بالفعل على غوما وبوكافو، ما يمنحهم الوصول إلى مناجم الذهب والقصدير والتنتالوم والتنغستن، التي تحظى بأهمية كبرى لصناعات التكنولوجيا والطاقة العالمية.

تورّط رواندا

يبدو أن دعم رواندا لحركة "إم23" واضح بشكل جلي؛ إذ تشير التقارير إلى مشاركة ما بين 3,000 و4,000 جندي رواندي في هجوم يناير 2025 على غوما؛ ما أدى إلى نزوح جماعي وخسائر بشرية فادحة، بحسب وكالة "أغينزا فيدس" الأفريقية.

ووفق بيانات الأمم المتحدة، تراوح عدد القتلى بين 900 و2,500 خلال الربع الأول من العام، فيما يحتاج أكثر من 21 مليون كونغولي إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

وفشلت اتفاقيات السلام الأخيرة في واشنطن (27 يونيو) في منع تجدد المواجهات، إذ يُقوّض انعدام الثقة واستمرار الأعمال العدائية جهود التفاوض.

التكلفة البشرية وتصاعد الإرهاب

يسود على الأرض الإرهاب والفوضى؛ فحكم حركة "إم23" يتسم بانتشار عمليات الاختطاف والاختفاء القسري والترهيب، حيث وثّقت منظمة ACMEJ الحقوقية أكثر من 12 حالة اعتقال تعسفي في قرية كامانيولا خلال أغسطس، إذ اختفى المعتقلون دون أي أثر.

وتُحاصر عواصم المقاطعات والمناطق المحيطة، وتشهد بوكافو وغوما تقارير يومية عن عمليات اختطاف وابتزاز.

أخبار ذات علاقة

أفراد من جيش الكونغو

تعثر جهود الوساطة ينذر بـ"تصعيد دموي" في الكونغو الديمقراطية

وتواجه القوات المسلحة الكونغولية (FARDC)، بدعم ميليشيا وازاليندو وقوات حفظ السلام الدولية، تمردًا واشتباكات ناجمة عن نقاط التفتيش والفساد؛ ما يزيد من معاناة المدنيين.

وتزداد ساحة المعركة تعقيدًا بسبب التحالفات المتغيرة؛ فجماعتا تويروانيهو ووازاليندو، اللتان تنتميان غالبًا إلى التوتسي البانيامولينج ذوي الأصول الكونغولية-الرواندية، تتحالفان الآن مع حركة "إم23" أو ضدها حسب مصالحهما الإقليمية.

يحذر المراقبون الدوليون من أنه في حال توحيد قواهما، سيصبح مسار حركة "إم23" نحو كاتانغا عصيًا على الإيقاف، وقد يضع ما يصل إلى 70% من إنتاج الكونغو المعدني تحت سيطرة المتمردين.

الكونغو على حافة الانفجار

على الرغم من الضغوط الدولية ومحاولات الوساطة، يُعد شرق الكونغو برميل بارود جاهز للانفجار.

ويراقب العالم حركة "إم23"، المدعومة أجنبيًا والمندفعة نحو المعادن، وهي تشق طريقها الدموي نحو أبواب كاتانغا.

ومع الأرواح المحطمة، وتعثر المفاوضات، ومستقبل القارة الاقتصادي على المحك، تُهدد نيران الحرب بابتلاع جمهورية الكونغو الديمقراطية؛ ما يفرض ضرورة عاجلة لاتخاذ إجراءات حاسمة وفق الخبراء.

.

أخبار ذات علاقة

أفراد من جيش الكونغو

بالمناجل والفؤوس.. مقتل ‭52‬ مدنياً في شرق الكونغو

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC