logo
العالم

"شرطة الفضاء".. خبراء يطرحون مشروعًا لمنع اندلاع حرب فضائية

أفراد تابعين لقيادة الدفاع الصاروخي والفضاء بالجيش الأمريكي.المصدر: US Space Command

تحوّل الفضاء الخارجي إلى ساحة مفتوحة بلا حارس فعلي، مع تسارع الثورة التقنية والتجارية والعسكرية وتصارع القوى العظمى على النفوذ؛ ما يعيد إلى الأذهان فكرة "شرطة الفضاء" بوصفها الحل العملي الأخير لإنقاذ المدار من الانهيار.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ

من أعماق البحار إلى عوالم الفضاء.. كيف تمهد بكين طريقها لقيادة النظام العالمي؟

وبحسب "فورين بوليسي"، فإن تضاعُف أعداد الأقمار الاصطناعية، وتزايد اعتماد العالم على الفضاء في الاتصالات والتجارة والأمن، يجعل القواعد التي تحكم هذه البيئة الحساسة أسيرة معاهدات صيغت في زمن الحرب الباردة.

وحذر مسؤولو الحكومات والجيوش وشركات الفضاء من أن الفضاء بات "مزدحمًا ومتنازعًا عليه"؛ فالمدارات تمتلئ بالأقمار والحطام، والمخاطر تتراكم؛ ما يهدد بازدياد احتمالات الاحتكاك أو الحوادث غير المقصودة بين القوى. 

وبحسب الصحيفة، فإن الحوكمة الفضائية الحالية تستند إلى معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، التي وضعت مبادئ عامة مثل "مراعاة مصالح الآخرين" وضرورة "الترخيص والإشراف المستمر" على الأنشطة الفضائية، غير أن افتقارها إلى تعريف واضح للالتزامات الأساسية جعلها عاجزة عن ضبط السلوك اليومي في المدار.

أخبار ذات علاقة

وحدة فضائية قابلة للنفخ

سباق جديد في الفضاء.. الصين تنافس أمريكا في ميدان "التصنيع المداري"

ورغم وجود خلافات سياسية وقانونية بين القوى الفضائية الكبرى حول استغلال الموارد أو مناطق السلامة أو عسكرة الفضاء، فإن جوهر الأزمة لا يكمن في هذه الانقسامات بقدر ما يكمن في غياب قواعد تشغيلية ملزمة. 

ويرى مراقبون أن مفهوم "شرطة الفضاء" يبرز باعتباره توصيفًا عمليًا لأزمة الحوكمة، لا كقوة عسكرية، بل كآلية تنظيمية قادرة على المراقبة، والتنسيق، ووضع قواعد تشغيل مشتركة؛ فالمعضلة ليست نقص القوانين، بل غياب مؤسسة قادرة على تحويل المبادئ إلى سلوك ملزم، وعلى إدارة الازدحام والتواصل بين الدول والشركات في بيئة تتسم بالحساسية والتعقيد.

في هذا السياق، يطرح محللون بديلًا عمليًا أقرب إلى إنشاء "شرطة فضائية مؤسسية" عبر آلية مؤتمر أطراف (COP) لمعاهدة الفضاء الخارجي؛ إذ إن تجربة مؤتمرات الأطراف في مجالات أخرى أظهرت كيف يمكن لمثل هذه الآليات أن تنتج "تشريعًا ثانويًا" فعالًّا يحدد القواعد، ويرفع كلفة المخالفة، ويخلق قنوات اتصال مؤسسية بين جميع الفاعلين.

ويعتقد الخبراء أن مثل هذا الإطار يمكنه أن يبدأ من مناطق الإجماع القائمة من خلال وضع معايير إلزامية لإدارة حركة المرور الفضائية، وتحديد قواعد واضحة لإخراج الأقمار من الخدمة، وتوحيد صيغ تبادل البيانات، وتوضيح المسؤوليات القانونية في المهمات متعددة الجنسيات. 

ورجح مؤيدون أن فكرة "شرطة الفضاء" لا تعكس نزعة سيطرة بقدر ما تعكس اعترافًا متأخرًا بأن الفضاء لم يعد مجالًا نخبويًا محدودًا، بل بنية تحتية عالمية معرضة للفشل؛ إذ بدون آلية تنظيمية فعالة، قد يتحول الازدحام والحطام إلى كارثة تجعل أجزاء واسعة من المدار غير صالحة للاستخدام.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC