الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
أثارت محادثات أجراها قائد القوات الأمريكية في أفريقيا، الجنرال داغفين أندرسون، مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، تساؤلات حول أهدافها ودلالاتها، خصوصا في ظل الحديث عن استعدادات يقودها مستشار الرئيس دونالد ترامب، مسعد بولس، لإطلاق مسار جديد يهدف إلى كسر الجمود السياسي في البلاد.
وجاءت هذه المحادثات في وقت تتصاعد فيه الاحتجاجات في ليبيا للمطالبة بتنظيم انتخابات رئاسية، ما يضع الفرقاء أمام اختبار سياسي وجماهيري بالغ الأهمية.
وعلق نائب رئيس حزب الأمة، أحمد دوغة بأن "هناك تقارير تتحدث عن مساعي مسعد بولس لإيجاد حل للانسداد السياسي في ليبيا، وأعتقد أن زيارة قائد الأفرِيكوم إلى ليبيا ولقاءه مع الدبيبة تؤكد ذلك أو تُعتبر دعما لمساعي مستشار الرئيس الأمريكي".
وأوضح دوغة، في تصريح لـ"إرم نيوز": "إذا كانت هناك جدية من الولايات المتحدة الأمريكية لإيجاد حل أو مخرج من الأزمة السياسية في ليبيا، فهي قادرة على كسر الجمود الحالي؛ لأن كل الأطراف السياسية والمتمترسة في السلطة في ليبيا لا تريد أن تتنازل من أجل الوطن، وهذا ما ثبت خلال السنوات الماضية. لذلك أعتقد أنه إذا تم الضغط عليها عن طريق الولايات المتحدة الأمريكية، ربما من خلال استبعاد كل المعرقلين، فسوف تنجح المساعي الأمريكية للحل" وفق تقديره.
وأشار إلى أنّه "بالنسبة للدعوات لإجراء الانتخابات الرئاسية، فأعتقد أنها غير مجدية في الوقت الحالي؛ لأن انتخابات رئاسية بدون دستور أو وثيقة دستورية سوف تنتج ديكتاتوراً جديداً بشكل مختلف، أو ربما تقود إلى حرب مرة أخرى" بحسب قوله.
واعتبر المحلل السياسي الليبي، حسام الدين العبدلي، أن "هناك بالفعل العديد من التحركات الأمريكية في الفترة السابقة، وهي تحركات قادها مسعد بولس في محاولة لتوحيد الإنفاق التنموي في البلاد، ونجحت في جمع مجلسَي النواب والدولة، وكان هناك توقيع على اتفاق بحضور محافظ مصرف ليبيا المركزي، ما أنهى ازدواجية في الإنفاق وإهدار المال العام الليبي".
وتابع العبدلي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "الولايات المتحدة تسعى إلى دعم ليبيا لكبح حالة التضخم وانهيار العملة المحلية بسبب الإنفاق المزدوج، وبولس قال في تصريحات له إن الولايات المتحدة جمعت 10 دول في مجلس الأمن واتفقت على بيان الدفع بالعملية السياسية والخطة الأممية، التي تتكون من مسارين هما الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وفي حال فشلها سيتم تنظيم حوار مهيكل، وهذا يعكس وجوداً أمريكياً في الساحة الليبية".
ولفت إلى أن "لقاء قائد أفريكوم مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية يأتي أيضا قبل مناورات عسكرية مرتقبة في ربيع 2026، والتي ستجمع قوات من شرق ليبيا وغربها في محاولة لتوحيد المؤسسة العسكرية، ما يعني أن الاستراتيجية الأمريكية تقوم على ثلاثة أبعاد: عسكرية، واقتصادية، وسياسية".