ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم

التهديد النووي.. لماذا تتشدد واشنطن مع إيران وتتساهل مع كيم؟

لقاء ترامب وكيم عام 2019المصدر: أ ف ب

أبدت واشنطن مرونة في التفاوض مع بيونغ يانغ حيال الملف النووي لكوريا الشمالية في حين أن هناك تعاملًا على النقيض مع إيران بخصوص برنامجها النووي، بممارسة كافة أشكال الضغط الأقصى عليها.

ويرى خبراء أن الشدة في تعامل الولايات المتحدة مع طهران بخصوص برنامجها النووي ولا سيما مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ترجع إلى اتخاذ كافة الإجراءات التي تمنع توجيه طهران أي تهديد لإسرائيل وحماية أمنها، في ظل محيط الشرق الأوسط الذي يجمع البلدين، في حين أن كوريا الشمالية خارج هذا المجال الجغرافي تمامًا.

وكان صرّح زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون مؤخرًا، أن بلاده لا ترى ما يمنع من الدخول في حوار مع الولايات المتحدة إذا توقفت واشنطن عن الإصرار على تخلي بلاده عن الأسلحة النووية، وذلك حسبما أفادت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء.

أخبار ذات علاقة

ذكريات جميلة جمعتني مع ترامب

زعيم كوريا الشمالية يغازل ترامب.. ويضع شرطه لمحادثات جديدة (فيديو)

وكشف كيم خلال اجتماع مجلس الشعب الأعلى أنه لا يزال يحمل ذكريات طيبة عن الرئيس الأمريكي، وقال إنني شخصيًّا، لا تزال لدي ذكريات جيدة مع ترامب.

 وفي أغسطس/ آب الماضي، أبدى دونالد ترامب، رغبته في عقد لقاء مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون خلال هذا العام، فيما جمعت 3 قمم سابقة بينهما، الأولى في سنغافورة عام 2018، وأسفرت عن اتفاق مبدئي لنزع الأسلحة النووية، والثانية في هانوي عام 2019، والتي فشلت بسبب الخلاف حول العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ، بينما كانت القمة الثالثة في منطقة بانمونجوم في يونيو 2019، وهي قرية مهجورة بين الكوريتين، تسمى بموضع الهدنة، حيث تم فيها اتفاق وقف الحرب الكورية في عام 1953.

ويقول الخبير في الشؤون الآسيوية، سامر خير أحمد، إن كوريا الشمالية تنظر إلى نفسها، من حيث المبدأ في إطار أنها دولة كاملة السيادة ومكتفية ذاتيا، مشيرًا إلى أن العقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي، لا تؤثر في قدرتها على الاستمرار والنمو، بل على العكس، تدفعها إلى زيادة ترسانتها من الأسلحة، سواء النووية أو الصواريخ البالستية.

 وأضاف خير في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن كوريا الشمالية لا ترى نفسها بحاجة إلى الحوار مع الولايات المتحدة أو إقامة سلام مع كوريا الجنوبية مقابل التخلي عن سلاحها النووي، موضحًا أنها تعتبر ذلك ثمنًا غير عادل، إذ لا يمكن أن تستغني عن ترسانتها النووية مقابل رفع العقوبات الأمريكية.

وأشار خير إلى أن الإطار العام للسياسات التي ينطلق منها الرئيس الكوري الشمالي في التعامل مع واشنطن وحلفائها والتي اتضحت في مثل هذه التصريحات، هو التأكيد أن بلاده تقبل الحوار، لكن بشرط ألا يكون السلاح النووي جزءًا منه، لأنها قادرة على الاستمرار على ما هي عليه كدولة كاملة السيادة لها حضور على المستوى الدولي وتحالفات، كما ظهر في السنوات الأخيرة من خلال تحالفها العسكري مع روسيا.

أخبار ذات علاقة

الرئيسان الروسي والكوري الشمالي

روسيا وكوريا الشمالية.. دراسة ألمانية تشير إلى شراكة "غير متكافئة"

وأوضح خير أن بيونغ يانغ تعتقد أنها ليست بحاجة إلى الحوار إلا بالقدر الذي تحتاجه كوريا الجنوبية أو الولايات المتحدة، مشددًا على أنها تنظر إلى نفسها بشكل متكافئ مع الطرفين.

 ويؤكد خير أن المسألة بالنسبة لإيران مختلفة تمامًا، لافتًا إلى أن العامل الرئيسي الذي يجعل الحالة الإيرانية مختلفة عن الكورية الشمالية هو وجود إسرائيل، حيث إن البرنامج النووي الإيراني مرتبط مباشرة بمنطقة الشرق الأوسط ومدى تأثير ذلك على تل أبيب، وهو عامل غير متوفر في حالة كوريا الشمالية.

 كما أشار خير إلى أن الرئيس الكوري الشمالي يستند أيضًا إلى رغبة الرئيس الأمريكي في هذا التوجه مع بيونغ يانغ، الذي عقد ثلاث قمم مع كيم جونغ أون خلال فترته الرئاسية الأولى، إحداها عند الحدود الفاصلة بين الكوريتين؛ ما يعكس اهتمام واشنطن بذلك وإمكانية العودة إلى الحوار مستقبلًا.

 وختم خير بالقول إن كوريا الشمالية لا تمانع في استئناف المفاوضات، لكن دون أي شرط مسبق يتعلق بالتخلي عن الأسلحة النووية، مؤكدة أنها قادرة على الحفاظ على مكانتها كدولة ذات سيادة كاملة وتحالفات مؤثرة في الساحة الدولية.

 وبدوره، يرى الخبير في الشؤون الآسيوية نادر رونج، أن إبداء ترامب مرونة مع بيونغ يانغ حيال الملف النووي الكوري الشمالي، على عكس التعامل مع إيران بشدة، يرجع إلى أن الرئيس الأمريكي يمسك بإحداثيات تعكس ما لدى كوريا الشمالية من برنامج نووي مسلح وقائم على الأرض ويتنامى.

 ويعتقد رونج في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه رغم أن القضية النووية في كوريا الشمالية والملف النووي الإيراني على شكلية متشابهة، فإن هناك اختلافًا في المضمون ولا يمكن المقارنة بين الأمرين، حيث إن هناك فارقًا في الإمكانيات بين الجانبين.

وأفاد رونج بأن القضية النووية القائمة في شبه الجزيرة الكورية هي نتاج انعدام الثقة بين بيونغ يانغ وواشنطن، بعد أن خالفت الأخيرة ما أعلنت عنه من دور سلمي في خمسينيات القرن الماضي خلال الحرب الكورية، وجاء التحالف الذي عملت عليه الولايات المتحدة مع كوريا الجنوبية؛ ما أسهم في تكوين قلق أمني لدى كوريا الشمالية.

وتابع رونج أن كوريا الشمالية عملت على هذا الأساس بالذهاب إلى تطوير منظومتها النووية المسلحة من أجل الدفاع عن أمنها في ظل تنامي عدم الثقة والتهديد من جانب الولايات المتحدة لها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC