مقتل 5 جنود بتفجير انتحاري في شمال شرق نيجيريا

logo
العالم

هل تكون تركيا "الملاذ الأنسب" لمادورو إذا خرج من فنزويلا؟

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادوروالمصدر: رويترز

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن احتمالية أن تتحول تركيا إلى الوجهة الأكثر ترجيحاً للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إذا ما قرر مغادرة كراكاس واللجوء إلى الخارج، في ظل ضغوط أمريكية غير مسبوقة وتصعيد عسكري وسياسي يضع مصير حكمه على المحك.

واستعرضت الصحيفة في تقرير تاريخًا ممتدًا من التقارب بين مادورو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويرصد حسابات واشنطن وأنقرة وكراكاس في مرحلة يرسم فيها البيت الأبيض ملامح نهاية حكم مادورو، إمّا بالطريقة "السهلة" أو "الصعبة".

وبيّنت أنه على مدى السنوات الأخيرة، تحولت تركيا إلى أحد أبرز حلفاء مادورو خارج دائرة البلدان التقليدية الداعمة له. فبعد الانتخابات الفنزويلية المثيرة للجدل عام 2024، والتي وصفتها الولايات المتحدة وأكثر من 50 دولة بأنّها "مزورة"، كان أردوغان واحداً من أوائل القادة الذين تواصلوا مع مادورو لتهنئته.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

دون إطلاق رصاصة واحدة.. إستراتيجية ترامب "غير العسكرية" لإسقاط مادورو

وفي المقابل، لم يتردد مادورو في السفر إلى أنقرة عام 2023 لحضور مراسم تنصيب أردوغان لولاية جديدة، واصفاً إياه بـ"الأخ"، وتبادل البلدان وفوداً وزارية رفيعة المستوى، وعقدا اتفاقات استراتيجية، إلى جانب علاقات تجارية واسعة كان أبرزها الارتباط بقطاع الذهب الفنزويلي.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها، إنّ أنقرة تبدو مرشحة لتكون "الملاذ الأنسب" لمادورو إذا ما اختار الخروج من المشهد.

وبيّنت أن العلاقة الشخصية الوثيقة مع أردوغان، إضافة إلى الثقة المتبادلة وتداخل المصالح الاقتصادية، تجعل تركيا خياراً آمناً وأكثر قدرة على تقديم “ضمانات” بعدم تسليم مادورو إلى الولايات المتحدة، حيث يواجه لوائح اتهام تشمل تهريب المخدرات والفساد والإرهاب المرتبط بالمخدرات، مع مكافأة قدرها خمسون مليون دولار لمن يقود للقبض عليه.

ورغم تمسّك كراكاس بخطاب التحدي، ونفيها المتكرر لاحتمال بحث مادورو عن منفًى، فإنّ السياق الحالي لا يخلو من مؤشرات تدفع الخبراء لاعتبار هذا الخيار مطروحاً.

وصعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديداته، ملمحاً إلى إمكانية استخدام القوة العسكرية ضد فنزويلا.

كما حشدت الولايات المتحدة قوات بحرية وجوية كبيرة في منطقة الكاريبي، في خطوة تقول الإدارة إنها تستهدف "تفكيك شبكات تهريب المخدرات"، التي تتهم مادورو بإدارتها، بينما يشكك مشرعون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في قانونية تلك العمليات ومصداقية مبرراتها.

وفي الداخل الأمريكي، أثارت تهديدات ترامب وتصعيده ضد مادورو جدلاً واسعاً، خصوصاً بعد تسجيل نشره 6 نواب ديمقراطيين من قدامى العسكريين والاستخبارات، ذكّروا فيه الجنود الأمريكيين بضرورة رفض تنفيذ أي أوامر غير قانونية، ورد ترامب باتهامهم بـ“الخيانة”، فيما فتحت وزارة الدفاع تحقيقاً بحق أحدهم.

وتشير استطلاعات رأي عديدة إلى أنّ غالبية الأمريكيين لا تؤيد تدخلاً عسكرياً في فنزويلا، ما يجعل اندفاع ترامب نحو المواجهة موضع تساؤل حتى داخل قاعدته السياسية.

وعلى الرغم من الدعم، الذي يتلقاه مادورو من حلفائه الدوليين مثل كوبا وروسيا وإيران، إلا أنّ الصحيفة تستبعد بشكل كبير أن يتجه للنفي في أي من هذه الدول.

أخبار ذات علاقة

نصري عصفورة

نصري عصفورة.. رهان ترامب في هندوراس لـ"كبح جماح" مادورو

وفي حين يرى الخبراء أنّ موسكو أو طهران أو هافانا لا توفر له بيئة آمنة مستقرة، ولا الضمانات الكافية لحمايته من الضغوط الدولية أو من تقلبات سياسية محتملة، تبدو تركيا خياراً أكثر عملية، ليس فقط لاعتبارات الأمان، بل أيضاً لوجود ثروة كبيرة لمادورو وشبكات مالية وتجارية واسعة مرتبطة بأنقرة، خاصة في قطاع الذهب الذي منحت فنزويلا فيه امتيازات تعدين ضخمة لشركات تركية.

ويلفت الخبراء إلى أنّ تركيا قد تستثمر ورقة مادورو لتعزيز موقعها داخل ملفات السياسة الخارجية الأمريكية، ومن بينها مساعيها للعودة إلى برنامج المقاتلة "F-35"، إضافة إلى دورها في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، ومساهمتها في جهود واشنطن للتوصل إلى اتفاقات توقف إطلاق النار في غزة.

ويشير محللون إلى أنّ استقبال مادورو قد يمنح أردوغان ورقة قوة إضافية في التفاوض مع إدارة ترامب.

وتؤكد الصحيفة، في تقريرها، أنّ سيناريو انتقال مادورو إلى تركيا سيكون "المخرج الأقل خسارة" لجميع الأطراف، فترامب لن يظهر كمن سمح له بالهروب إلى إحدى الدول المعادية لواشنطن، ومادورو لن يشعر بأنه انتقل إلى "الظل" كما ستكون الحال في روسيا أو إيران، بينما تحقق أنقرة مكسباً سياسياً يعزز موقعها كوسيط دولي لاعب.

وفي ظل ضبابية المشهد، يبقى السؤال مفتوحاً: هل تقود الضغوط الأمريكية المتصاعدة مادورو إلى نهاية هادئة في أنقرة، أم أنّ الصراع سيأخذ منحى أكثر خطورة في المرحلة المقبلة؟.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC