logo
العالم

يواجه "عاصفة" اتهامات.. ترامب في مواجهة "الجنرالات"

يواجه "عاصفة" اتهامات.. ترامب في مواجهة "الجنرالات"
دونالد ترامبالمصدر: رويترز
23 أكتوبر 2024، 3:38 م

يقول الجنرال جون كيلي إنه يعتقد أن ترامب يستوفي مواصفات الفاشية، مضيفًا أنه لا يعرف التاريخ ولا يفهم الدستور الأمريكي. 

وليس جيدًا إطلاقًا بالنسبة إلى المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب توقيتًا ومضمونًا عندما يقول أحد كبار قادة الحزب الجمهوري مثل هذا الكلام.

وكيلي هو الرجل الأكثر خدمة من بين موظفي ترامب جميعهم في البيت الأبيض، إضافة إلى السجل العسكري الطويل لجنرال البحرية الأمريكية المتقاعد.

ونقل كيلي على لسان ترامب قوله إنه يعتقد أن هتلر فعل بعض الأشياء الجيدة، وأن الأمر تكرر لأكثر من مرة واحدة، مشددًا على أن الرئيس السابق "استبدادي ومعجب بالأشخاص الديكتاتوريين، وقد قال ذلك وبالتالي فإنه يندرج ضمن التعريف العام للفاشية بكل تأكيد"، وفق قوله. 

وأضاف كيلي أن ترامب وصف الأمريكيين الذين قتلوا في الحرب العالمية الأولى بأنهم مغفلون وخاسرون، مؤكدًا أن ترامب كرر هذا القول في أكثر من مناسبة .

الجنرال كيلي كان قد عمل في إدارة ترامب بصفة كبير الموظفين بين العامين 2017 و2019، وقال إن ترامب أبلغه في أكثر من مناسبة بأنه يرغب في جنرالات على طريقة جنرالات هتلر الذين كانوا يطيعونه بالكامل وينفذون أوامره.

وأشار إلى أنه شرح لترامب أن كتب التاريخ تقول غير هذا؛ لأن جنرالات هتلر كانوا يسعون لقتله وحاولوا ذلك في 3 مناسبات على الأقل، ولكن ترامب قال إن هذا الأمر خاطئ، وإنهم كانوا مخلصين له تمامًا.

قصص "مفبركة"

 من جانبها، حملة ترامب ردت على تصريحات كبير الموظفين السابق بقولها  إن كيلي بهذه التصريحات جعل من نفسه مهرجًا تمامًا بهذه القصص المفبركة التي اختلقها.

ورأت أنه فشل في خدمة رئيسه بشكل جيد أثناء عمله في البيت الأبيض، وهو يعاني حاليًّا حالة من متلازمة الهوس المرضي بترامب، على حد تعبيرها، منوهة إلى أن ترامب احترم دائمًا خدمة نساء القوات الأمريكية ورجالها وتضحياتهم جميعهم. 

هذا من حيث المضمون، أما من حيث القراءة السياسية، فإن الأمر ليس مريحًا بالتأكيد بالنسبة للرئيس السابق؛ لأن هذه التصريحات تأتي في توقيت حساس للغاية، قبل أقل من أسبوعين من موعد الانتخابات العامة إضافة إلى صدورها عن أحد أكبر معاونيه ومقربيه خلال وجوده في البيت الأبيض، وهو الجنرال كيلي الذي عمل مع ترامب لأطول فترة في منصبه من بين زملائه السابقين جميعهم الذين شغلوا هذا المنصب المركزي في إدارة ترامب. 

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

حملته تنفي.. تسريب محادثة لترامب تشيد بولاء الجنرالات لهتلر

وعلى المستوى الشخصي يعدُّ الجنرال كيلي واحدًا من كبار معاوني ترامب الذين التزموا الصمت الكامل منذ مغادرته البيت الأبيض العام 2019، ولم يتحدث لأي وسيلة إعلامية منذ ذلك الوقت، ولم يصدر كتابًا كما جرت التقاليد السياسية في واشنطن.

لكنّ كيلي اختار هذا التوقيت كما يقول على لسانه في تصريح مسجل لصحيفة "نيويورك تايمز"؛ لأنه يشعر أن البلاد في طريقها إلى لحظة تاريخية حاسمة، وأن من واجبه أن يقول هذه الحقيقة للأمريكيين. 

أمر آخر مرتبط بهذه التصريحات هو أنها تأتي تبعًا لتصريحات مشابهة لقائد الأركان الأمريكي السابق الجنرال مارك ميلي الذي خدم مع الرئيسين ترامب وبايدن قبل أن يتقاعد في وقت سابق من العام الحالي عندما أخبر الصحفي بوب وودوارد في كتابه عن ترامب في البيت الأبيض "الخوف" بقوله "ترامب فاشي حتى النخاع"، مضيفًا أنه يدرك الآن أن ترامب فاشي بالكامل، وأنه أخطر شخص على البلاد. 

ميلر كان قد قال في مناسبة تخرج دفعة عسكرية جديدة بقاعدة عسكرية بولاية فرجينيا في حديثه إلى المتخرجين قبل تقاعده بوقت قصير "نحن لا نؤدي القسم لديكتاتور محتمل، ولا نؤدي القسم لفرد، وإنما نؤدي القسم للدستور، ونؤدي القسم للفكرة التي هي أمريكا، ونحن على استعداد للموت من أجلها".

جمهوريون مع هاريس

هذه التصريحات التي تأتي تباعًا من قيادات الصف الأول للمؤسسة العسكرية الأمريكية بشأن المخاوف من عودة محتملة للرئيس السابق إلى البيت الأبيض تتماهي مع ذلك السياق الذي تتحدث به أسماء ثقيلة من الصف الأول في الحزب الجمهوري، والتي اختارت هي الأخرى أن تدعم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في السباق الرئاسي.

وفي مقدمة هؤلاء العضو السابقة في مجلس النواب ليز تشيني التي ترافق هاريس في جولاتها الانتخابية بولايات الجدار الأزرق، ويسكنسن وميشيغان وبنسلفانيا حاملة رسالة واحدة للناخبين المترددين من حزبها بأن التصويت لترامب هو تصويت لرجل يشكل خطرًا على أمن البلاد وأنه لا يجب أن يعود إلى البيت الأبيض مرة ثانية؛ لأنه سيتصرف كديكتاتور في حال حدوث ذلك .

الرئيس بايدن الغائب عن مشهد الحملة الانتخابية بصورة تكاد تكون كاملة قال هو الآخر في زيارته لولاية نيو هامشير مخاطبًا جمعًا من أنصار الحزب الديمقراطي إنه يتعين على الديمقراطيين إيقاف ترامب سياسيًّا مضيفًا أنه يجب علينا العمل الجاد للفوز بالانتخابات؛ لأن المرشح الجمهوري يشكل خطرًا على الديمقراطية ويريد تجاهل ضمانات الدستور الأمريكي. 

هذه السياقات من التصريحات المتتالية من جهات مختلفة جمهورية وديمقراطية عسكرية وسياسية جميعها تتطابق مع تلك الإستراتيجية التي تعتمدها حملة المرشحة الديمقراطية في الأسبوعين الأخيرين من عمر الحملة الانتخابية، وذلك من خلال التركيز الكامل على أهلية ترامب لتولي منصب الرئاسة، وما يعانيه من عدم اتزان في المواقف وتغيرها باستمرار وعدم قدرته على الثبات عند موقف واحد في القضايا المطروحة للنقاش الانتخابي جميعها في المرحلة الحالية. 

وعلى الجانب الآخر تقول قيادات في حملة المرشح الجمهوري إن هذه التصريحات الصادرة عن معاوني الرئيس السابق في البيت الأبيض هي تصريحات مفبركة ولا صحة لها، وإن هؤلاء جميعهم فشلوا في أداء المهام التي كلفوا بها من قبل الرئيس، وهو ما أدى إلى الاستغناء عنهم جميعًا.

وحول ما يقوله الديمقراطيون فهم بذلك يحاولون التغطية على فشلهم في إدارة البلاد في هذه الأربع سنوات التي قضوها في البيت الأبيض، ولو كان أداؤهم جيدًا لما فكر ترامب في العودة إلى السباق الرئاسي مجددًا.

وأشارت حملة ترامب إلى أن "رغبته في خدمة أمريكا هي التي حركته للتحرك سعيًا لإنهاء الفوضى التي خلقتها سياسات إدارة بايدن وهاريس في الاقتصاد وفي الحدود والسماح بدخول ملايين المهاجرين غير النظاميين عبر الحدود الذين باتوا يشكلون خطرًا حقيقيًّا على أمن البلاد واقتصادها وعلى مستقبل أمريكا".

أخبار ذات علاقة

كامالا هاريس ودونالد ترامب

ماذا يعني فوز هاريس أو ترامب "فعلياً" لسوق الأسهم؟

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC