الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن

logo
العالم

خبراء: مخاوف من تحالف روسي صيني غيّرت المعادلة الأمريكية تجاه أوكرانيا

خبراء: مخاوف من تحالف روسي صيني غيّرت المعادلة الأمريكية تجاه أوكرانيا
لقاء سابق بين الرئيسين زيلينسكي وترامبالمصدر: أ ف ب
16 يوليو 2025، 8:05 م

لا يتوقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن كسر كل ما هو ثابت، حتى بات "رجل التناقضات"، بعد أن كان ضد أوكرانيا ولا يعبأ بأمن الحليف الدائم أوروبا أمام خطط روسيا، وفي خط سير مباشر تجاه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تغيّرت المعادلة في أيام معدودة.

واعتبر خبراء في العلاقات الدولية، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ترامب تحوّل بالفعل، بالذهاب إلى دعم الأوكرانيين والوقوف على كافة الاحتياجات والدعم العسكري واللوجستي، عبر زيارة مبعوثه كيث كيلوغ إلى كييف، وذلك بعد أن أدرك استغلال الرئيس الروسي بوتين له في العمل على تفكيك "الناتو"، وفي الوقت نفسه، إمكانية تحالف روسيا مع الصين ضده هو والأوروبيين، بعد أن كان يدفع إلى تحييد موسكو عن أي تحالف مع بكين.

أخبار ذات علاقة

وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس

الاتحاد الأوروبي: تهديد ترامب لبوتين "ليس قويا بما يكفي"

وفي الوقت نفسه، يرون أن هناك مخاوف من اختلاف موقف ترامب من جديد مع أي متغيرات قد تعمل عليها قنوات اتصال غير مباشرة وغير خاضعة لمؤسسات الخارجية الأمريكية أو هيئة الأمن القومي الأمريكي مع موسكو، أو بين دوائر محيطة بترامب والرئيس الروسي بوتين، وأن يكون هناك مستجدات تحمل صفقة جديدة تغيّر هذا المشهد وتعيد موقف ترامب كما كان، بالتقارب مع الكرملين على حساب أوكرانيا وأمن أوروبا.

وكان المبعوث الأمريكي الخاص كيث كيلوغ قد وصل إلى كييف مؤخرًا، وفق ما أفاد به مسؤول في مكتب الرئيس الأوكراني، بعد إعلان ترامب أن بلاده سترسل إمدادات جديدة من منظومات باتريوت للدفاع الجوي للبلاد.

ويتوقّع المختص في العلاقات الأوروبية الأوكرانية، محمد العروقي، أن تمضي مواقف ترامب نحو خطة جديدة لتسليح أوكرانيا، بمثابة مرحلة جديدة ستكون تصعيدية، بعد أن أغلقت موسكو آفاق الدبلوماسية في وقت يرى فيه الطرف الأوكراني أن فرض عقوبات على روسيا سيجبرها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وقال العروقي لـ"إرم نيوز"، إن الجميع يتابع التغيرات في لهجة ترامب تجاه روسيا وتصريحاته الأخيرة بعد المكالمة التي جمعته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والتي أعلن بعدها عن خيبة أمله فيه.

وأضاف أن وصول ترامب إلى هذه القناعة كلّف أوكرانيا الكثير منذ اللقاء الشهير الذي جمع ترامب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض وما حدث بعده، حيث اتبعت كييف سياسة مهادنة لترامب ولكل تصريحاته وأفعاله، وكانت تأخذ بـ"المشورة" من بريطانيا وفرنسا، حتى أوصلوا الرئيس الجمهوري إلى هذه القناعة الخاصة بتعطيل السلام من موسكو.

وأوضح العروقي أن نوايا ترامب، بغضّ النظر عن تصريحاته الأخيرة، لا تترجم إلا بما سيجري على الأرض خلال الفترة المقبلة في أوكرانيا، لاسيما أن هناك مواقف جاءت فيها تصريحات تتناقض بين الحين والآخر، خاصة مع توجه بوتين إلى احتلال المناطق الشرقية لأوكرانيا حتى حدودها الإدارية، مما أسهم في خلخلة الوضع الداخلي في البيت الأبيض وبين أعضاء الكونغرس، وزاد من الضغوط على ترامب.

وتابع أنه "منذ عقد مفاوضات السلام المستقبلية لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا في مارس الماضي بالسعودية، مرورًا بمحادثات إسطنبول، لم يسفر أي شيء سوى تبادل للأسرى، في وقت يتخوّف فيه "الناتو" من الوضعية القائمة في ظل انعدام الثقة مع موسكو، مع سيطرة قناعات لدى الأوروبيين أن بوتين يخطط للتوغل في أوروبا واحتلال بعض المناطق، مما أدى إلى تغيير حسابات ونظرات ترامب في تعاونه مع الأوروبيين، خاصة مع ما يتضح أمامه من إمكانية تحالف روسيا مع الصين ضده وضد الأوروبيين، مما جعله يعيد حساباته بتسليح كييف".

من جانبه، أوضح الخبير في العلاقات الدولية، فتحي ياسين، أن الأوروبيين استطاعوا استغلال جولات تفاوض رُتبت بين بوتين وترامب عبر عدة قنوات اتصال، منها ما هو مباشر، ولم تحقق للأخير ما كان يسعى إليه من إبرام اتفاق على طريقته، وفي الوقت نفسه يمنح بلاده مكاسب اقتصادية وتجارية.

وبيّن ياسين لـ"إرم نيوز"، أن موسكو غيّرت كل أوراقها وتفاصيلها وتوجّهات عدة، اتّضح من خلالها أن "بوتين" استطاع تطويع "ترامب" لصالح كل ما يريد تحقيقه، بل إنه قد يُلحق أضرارًا استراتيجية بالولايات المتحدة مع أطراف أخرى، في إشارة إلى الصين، وأن توجه ترامب بتحييد روسيا عن أي تحالف ضده ليس حقيقيًا، والغرض منه هو فك أي ارتباط أمريكي مع الناتو.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

وبحسب ياسين، فإن كل هذه المشاهد جعلت ترامب يشعر أن بوتين يستغله، الأمر الذي وضعه في أكثر من مواجهة سواء داخل مؤسسات الإدارة الأمريكية الدبلوماسية والأمنية، أو مع قيادات في الحزب الجمهوري.

وأشار الخبير في العلاقات الدولية إلى أن هناك مخاوف من تردد موقف ترامب مع أي متغيرات قد تنشأ عبر قنوات اتصال غير مباشرة وغير خاضعة لمؤسسات الخارجية الأمريكية أو هيئة الأمن القومي الأمريكي مع موسكو، أو بين دوائر مقربة من ترامب وبوتين، وأن تكون هناك مستجدات تحمل صفقة جديدة تُعيد موقف الرئيس الأمريكي كما كان، بالتقارب مع الكرملين على حساب أوكرانيا وأمن أوروبا.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC