تُثير مشاركة قوات كوريا الشمالية مع الدب الروسي ضد قوات كييف، وتحديدًا داخل "كورسك"، التساؤلات عن تأثيرها على مجريات الحرب، وسيناريوهات الرد الغربي على هذه الخطوة.
وصوّت مجلس النواب الروسي "الدوما"، أمس الخميس، بالإجماع لصالح المصادقة على "معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة" مع كوريا الشمالية. ويأتي التصويت في مجلس الدوما في وقت تؤكد أطراف غربية امتلاكها أدلة على إرسال آلاف الجنود الكوريين الشماليين إلى روسيا.
ويؤكد خبراء أن اتفاقية الشراكة بين كوريا الشمالية وروسيا تسمح بالتعاون العسكري الاستراتيجي في تبادل الخبرات العسكرية والمعلومات الاستخبارتية ومواجهة الأخطار المشتركة في حالة تعرض أي دولة لتهديد أو حرب.
ويشير الخبراء إلى أن رد الفعل الغربي لن يكون بشكل مباشر، بل بأيدي كوريا الجنوبية التي بدأت تدخل على خط المواجهة هي الأخرى بشكل جديد في مسألة دعم أوكرانيا.
"الاتفاق لا يتعارض مع القانون الدولي"
ويقول الأستاذ بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، رامي القليوبي، إن وجود قوات من كوريا الشمالية في روسيا لم تؤكده أو تنفيه كل من روسيا أو كوريا الشمالية، موضحاً أن هذه الأنباء إن كانت صحيحة فعلى الأرجح ستكون القوات ما زالت في مرحلة التدريب، ولم تشارك في عمليات القتال حتى الآن.
ويؤكد القليوبي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن مجلس الدوما الروسي صدّق على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع كوريا الشمالية، مما يتيح مثل هذا التعاون ولن يتعارض ذلك مع القانون الدولي بين بلدين مستقلين.
ويشير الأستاذ بكلية الاستشراق، إلى أن اتفاقية الشراكة تسمح بالتعاون العسكري الاستراتيجي في تبادل الخبرات العسكرية والمعلومات الاستخبارتية ومواجهة الأخطار المشتركة في حالة تعرض أي دولة لتهديد أو حرب، وتلتزم كلا الدولتين روسيا وكوريا الشمالية بتقديم المساعدة العسكرية سواء بالأسلحة أو خبراء عسكريين أو جنود.
وفيما يتعلق برد واشنطن المتوقع على تلك الخطوة من وجود قوات من كوريا الشمالية في روسيا أوضح القليوبي، أن رد الفعل الأمريكي أو الغربي سيكون غير مباشر بأيدي كوريا الجنوبية التي بدأت تدخل على خط المواجهة هي الأخرى بشكل جديد في مسألة دعم أوكرانيا.
"دعاية إعلامية أمريكية"
من جانبه، يؤكد المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، محمود الأفندي، أن الحديث عن وجود قوات لكوريا الشمالية في روسيا دعاية أمريكية يتم الترويج لها، وأنه في حال وجودها فهي عناصر متطوعه كما هو الحال في أوكرانيا، حيث تتواجد قوات أمريكية وكندية وفرنسية وإنجليزية وكولومبية، قائلاً يوجد في أوكرانيا ما يزيد عن قوات لـ40 دولة من المتطوعين.
ويقول الأفندي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إنه من الطبيعي أن تكون في روسيا قوات متطوعة من جنسيات أخرى، من سوريين ويمنيين وهنود وكوبيين، وأن تلك القوات ليست نظامية، وروسيا ترحب بوجود قوات تطوعية على أراضيها مثلما تقوم به أوكرانيا .
ويشدد الخبير في الشؤون، على أن وجود قوات نظامية من كوريا الشمالية تعد دعاية إعلامية فقط لعدة أهداف، أبرزها تصدير صوره أمام العالم أن روسيا لم تنتصر بقواتها، بالإضافة لوضع حجج وتبريرات لإمكانية إرسال قوات أمريكية أو من حلف الناتو بشكل رسمي إلى الجبهة الأوكرانية، موضحا أن الغاية من تلك الدعايات الغربية لأهداف إعلامية وعسكرية وسياسية.
ويضيف الأفندي، أن هناك تعاوناً عسكرياً بين روسيا وكوريا الشمالية، وبالتالي فمن الطبيعي وجود خبراء عسكريين روس لدى كوريا الشمالية وأيضاً خبراء من كوريا الشمالية في روسيا، وكذلك وجود جنود كوريين للتدريب في القواعد الروسية، مؤكداً وجود قوات من مختلف دول العالم للتدريب داخل روسيا على خلفية التعاون الاستراتيجي والعسكري المتبادل.
ويشير المحلل السياسي، إلى أن أوكرانيا أصبحت غير قادرة على التصدي للقوات الروسية حتى أن زيلينسكي يقوم بمناشدة الغرب دائماً بضروره إنقاذه وتحجيم العمليات الروسية، مما يعني احتمالية انهيار الجبهة الأوكرانية في أي وقت بشكل كامل، الأمر الذي يؤكد حاجة أوكرانيا إلى قوات إضافية بشرية وأسلحة.
ويختم الأفندي بقوله إن "رد واشنطن يعد دعاية إعلامية واستفزازاً لروسيا ليس أكثر، وأضاف أن روسيا تحارب على الجبهة للقضاء على القوات الأجنبية والمرتزقة الموجودين، بينما وفقاً للرد الأمريكي فمن المتوقع أن تقوم أمريكا بتوجيه قصف بالطيران داخل مواقع الجبهة الروسية التي من المحتمل أن تكون فيها قوات لكوريا الشمالية".