logo
العالم

مستقبله السياسي على المحك.. أزمات تهدد "المعجزة الاقتصادية" لرئيس الأرجنتين

الرئيس الأرجنتيني خافيير ميليالمصدر: نيويورك تايمز

تواجه جهود الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، لتحقيق "معجزة اقتصادية"، أزمة جديدة ستحدّ من إنجازاته الأخيرة بخفض معدلات التضخم والإنفاق؛ ما يهدد أيضاً بشعبيته التي بنيت على آمال نجاحه بانتشال البلاد من أزمتها المزمنة.

وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن الأسابيع الأخيرة شهدت بوادر "انهيار اقتصادي حاد"، حيث بدأ المستثمرون في بيع العملة الوطنية، البيزو، والتخلص من الأصول الأرجنتينية.

أخبار ذات علاقة

الرئيس خافيير ميلي

كيف أثرت سياسات خافيير ميلي على الإنتاج السينمائي في الأرجنتين؟

وتأجّجت مشاعر الذعر بشأن التخلّف المحتمل عن سداد القروض الدولية الضخمة للبلاد؛ ما دفع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى إلقاء طوق نجاة لحليفه في أمريكا الجنوبية، من خلال عرض خطة إنقاذ بقيمة 20 مليار دولار .

وتدّخلت وزارة الخزانة الأمريكية، مؤكدة استعدادها لفعل "ما يلزم" لمنع الأسواق من عرقلة أجندة ميلي؛ إذ قال وزير الخزانة سكوت بيسنت إن "الرئيس الأرجنتيني يعمل على استعادة الاستقرار الاقتصادي بعد عقود من سوء الإدارة".

وساهم الدعم الأمريكي الاستثنائي، على الأقل في الوقت الحالي، في تهدئة توترات السوق واستعادة الثقة في تجربة ميلي الاقتصادية. وقد يكون الدعم المالي حاسماً أيضاً في حظوظ الرئيس الأرجنتيني السياسية، حيث تُشكل الانتخابات التشريعية الشهر المقبل أول اختبار انتخابي حقيقي لسياساته الاقتصادية.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب وخافيير ميلي

الرئيسان المثيران للجدل.. ما سر "الكيمياء" بين ترامب وخافيير ميلي؟

وسلّطت الأزمة الحالية في الأرجنتين الضوء على تحديات حل مشاكلها الاقتصادية المزمنة، الناتجة عن عقود من الإنفاق الجامح وسوء الإدارة الحكومية. وتشير إلى أن الحلول التي يطرحها ميلي قد تختبر صبر الأرجنتينيين العاديين؛ إذ إن سياساته الاقتصادية تُخفّض الرواتب وترفع تكاليف المعيشة.

وانتُخب ميلي عام 2023 بناء على وعود جريئة بتقليص الإنفاق العام وتحويل اقتصاد الأرجنتين، وقد أحرز تقدماً ملحوظاً نحو تحقيق بعض أهدافه، إذ انخفض معدل التضخم الشهري، الذي بلغ 12.8% قبل توليه منصبه، إلى أقل من 2% في الأشهر الأخيرة.

 ومن خلال تسريح عشرات الآلاف من موظفي الحكومة وخفض الإنفاق في قطاعات مختلفة، بما في ذلك الرعاية الاجتماعية والبحث العلمي، نجح في تقليص حجم البيروقراطية وتحقيق التوازن في الميزانية لأول مرة منذ أكثر من عقد.

لكن الرهان الجريء الذي أطلقه ميلي على أن سياساته ستضع الأرجنتين على مسار النمو، لم يؤت ثماره بعد، في حين أن آلام تخفيضات الإنفاق التي فرضها بدأت بالفعل تؤثر على ملايين الأشخاص.

ومع تراكم فقدان الوظائف وتباطؤ إنفاق المستهلكين، تعثّر اقتصاد الأرجنتين في الأشهر الأخيرة؛ ما أثار مخاوف من ركود اقتصادي. يعيش ما يقرب من ثلث الأرجنتينيين في فقر؛ إذ أدت تخفيضات دعم النقل ومطاعم الفقراء والأدوية إلى صعوبة تلبية احتياجاتهم الأساسية.

ويقول خبراء الاقتصاد إن ميلي ارتكب بعض الأخطاء التي هددت بعرقلة خططه، في محاولته معالجة التضخم والإنفاق الزائد في الأرجنتين بسرعة.

كان أحد أركان برنامجه إزالة الركائز الحكومية التي دعمت عملة الأرجنتين، البيزو، لسنوات؛ إذ سارع  ميلي إلى تحقيق ذلك مبكراً بخفض قيمة العملة، ثم طرح سياسات تهدف إلى مواءمته مع أسواق الصرف الأجنبي.

لكن الخبراء يقولون إن ميلي فشل في بناء احتياطيات كافية من العملات الأجنبية التي يحتاجها البنك المركزي الأرجنتيني للدفاع عن قيمة البيزو واستقرارها خلال نوبات الذعر من البيع، مثل تلك التي ضربت العملة هذا الشهر.

تدخّل البنك المركزي الأرجنتيني وباع احتياطياته المحدودة لتجنب انهيار البيزو خلال الأسابيع القليلة الماضية؛ ما أثار مخاوف من أن البلاد ستواجه صعوبة في سداد قروضها الدولية، إذ إن للبلاد تاريخا طويلا من التخلف عن سداد القروض.

وتضرّرت مصداقية ميلي السياسية أيضاً نتيجة فضائح الفساد التي طالت شقيقته، كارينا، التي تُعتبر مستشارته الأقوى. كما تعرّض حزبه لخسارة فادحة في انتخابات إقليمية مهمة هذا الشهر. فيما عارض حزب المؤتمر الوطني، بتحدٍّ، خططه للميزانية.

يقول الخبراء إن النفوذ السياسي لميلي قد يتضاءل، وقد يواجه صعوبة في حشد المزيد من الدعم في الانتخابات التشريعية الشهر المقبل. يحتاج حزبه إلى تحقيق نتائج قوية إذا أراد المضي قدماً في خططه الرامية إلى مزيد من التغييرات وخفض الإنفاق.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC