تُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة دعماً كاسحاً في الأوساط الإسرائيلية للضربات على إيران، على اختلاف التوجهات السياسية، ورغم وابل الصواريخ الباليستية، في تناقض صارخ مع الانقسامات الحادة حول حرب غزة.
ووفق صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن استطلاعين للرأي من الأسبوع الأول من الحرب يظهران دعماً كاسحاً لعملية "الأسد الصاعد"، على الأقل بين السكان اليهود في إسرائيل.
أظهر استطلاع أجرته مختبرات "أغام"، أن 83% من السكان اليهود، و12% فقط من المشاركين العرب، أيدوا هجوم إسرائيل على أهداف إيرانية، حتى مع تذكيرهم بأن طهران ردت بإطلاق "مئات الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز". وبلغ متوسط نسبة التأييد لإجمالي السكان 70%.
وأجرى معهد الديمقراطية الإسرائيلي استطلاعاً أظهر نتائج متطابقة تقريباً، على الرغم من طرح أسئلة مختلفة قليلاً وتقديم خيارات إجابات مترابطة، وإن كانت مختلفة.
ويتناقض هذا التوجه بشكل صارخ مع مواقف الجمهور الإسرائيلي المنقسمة والمكتئبة تجاه حرب غزة، وفق "هآرتس"، ففي استطلاع "أغام" نفسه، فضّل 75% من الجمهور الإسرائيلي إنهاء تلك الحرب مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس.
كما كشف استطلاع أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي في مايو عن انقسامات أكثر حدة بشأن غزة، إذ اعتقد ما يقرب من نصف الإسرائيليين أن عملية "عربات جدعون"، ستفشل في تحقيق أهداف إسرائيل المتمثلة في تدمير حماس أو استعادة الرهائن، أكثر من أولئك الذين يعتقدون أنها ستحقق أياً من الهدفين.
وفي تفسير "هآرتس" لتناقض الجمهور الإسرائيلي في تأييد الحربين، ترى أن الحرب في غزة طالت أكثر من اللازم، في حين أن الاستطلاعات الجديدة التي أُجريت بعد أيام قليلة من بدء المواجهة مع إيران، ما عكس "نشوة مبكرة لا تُفسر الفرق تماماً، وفق الصحيفة العبرية.
منذ البداية، أثارت حرب غزة ردود فعل شعبية "غير عادية"، وتضيف "هآرتس" أنه "رغم الخوف والغضب والرغبة الانتقامية الجارفة ضد حماس، إلا أن إخفاقات إسرائيل في السابع من أكتوبر، أدت أيضاً إلى انخفاض حاد في دعم الحكومة الإسرائيلية".
ولمدة ستة أشهر بعد 7 أكتوبر، لم تبدُ شعبية أحزاب الائتلاف الحاكم ولا أهلية بنيامين نتنياهو لرئاسة الوزراء مقبولة في نظر الجمهور الإسرائيلي، فبعد اتفاق قصير لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن في نوفمبر 2023، اشتعلت الحرب مجددًا في ديسمبر واستمرت، بينما نُكثت وعود رئيس الوزراء بأن الضغط العسكري سيعيد الرهائن إلى الأبد.
ورأت "هآرتس" أن العمليات العسكرية والاستخباراتية الناجحة في لبنان وإيران، هي التي أسهمت في استقرار الانتخابات الحكومية، و"ليس جرح غزة المتفاقم الفاشل، حيث انخفضت المعنويات ومعدلات الاستجابة الاحتياطية خلال الصيف وحيث كان يتم إعدام الرهائن".