بات اللقاء بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، أكثر من محتمل، مع تصعيد الجانبين "خطط الطوارئ"، في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين.
ويعمل الدبلوماسيون الأمريكيون، وفق صحيفة "التلغراف" البريطانية على "إزالة الغبار" عن الخطط التي وضعتها إدارة ترامب لزيارة مفاجئة إلى المنطقة منزوعة السلاح خلال رحلته المقبلة إلى كوريا الجنوبية.
في عام 2019، أصبح ترامب أول رئيس أمريكي في السلطة تطأ قدمه كوريا الشمالية، بعد عبور خط ترسيم الحدود الذي يقسم شبه الجزيرة الكورية.
ويبلغ طول الخط، الذي يوجد لأن حرب عام 1950 بين البلدين انتهت بهدنة وليس معاهدة سلام، نحو 155 ميلًا وهي الحدود الأكثر تسليحًا في العالم.
ومن المقرر أن يعود الرئيس الأمريكي إلى كوريا الجنوبية لحضور قمة دولية كبرى في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، ورغم عدم وجود اجتماع مقرر مع كيم، فإن المسؤولين الأمريكيين يستعدون لكل الاحتمالات.
ووفق مصدر دبلوماسي رفيع المستوى، فإن السفارة الأمريكية في سيول، تعيد النظر في خططها لزيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة منزوعة السلاح على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، لكنه استدرك أنها "مجرد خطوة طارئة في الوقت الراهن".
وفي 2019، كان من المقرر أن يزور ترامب المنطقة المنزوعة السلاح، لكنه فاجأ العالم برسالة في اللحظة الأخيرة على منصة "إكس" يدعو فيها كيم إلى المصافحة وقول "مرحبًا".
وتخطى ترامب حاجزًا خرسانيًا منخفضًا قبل أن يمشي حوالي عشرين خطوة داخل الأراضي الكورية الشمالية برفقة الزعيم الكوري الشمالي، ثم عادا إلى كوريا الجنوبية لمخاطبة الصحفيين.
ويبدو أن التغيير المفاجئ في الخطط قد فاجأ موظفيه حينها، إذ تعرّض الصحفيون للمعاملة القاسية من قبل حراس الأمن الكوريين الشماليين، واشتبكت ستيفاني جريشام، السكرتيرة الصحفية للرئيس آنذاك، مع المسؤولين أثناء محاولتها ضمان تمكن الصحفيين من توثيق اللحظة.
ومن المقرر أن يغادر ترامب واشنطن العاصمة في وقت لاحق من هذا الشهر في جولة تشمل 3 دول في آسيا، حيث ستنتهي الزيارة في كوريا الجنوبية.
وقبيل الرحلة، لا يترك المسؤولون أي شيء للصدفة، بما في ذلك اللقاء المحتمل مع كيم، إذ قال مصدر ثان: "لا يمكنك أن تعرف أبدًا ما سيحدث مع هذا الرجل".
وكما فعل قبل 6 سنوات، طرح ترامب فكرة عقد اجتماع قبل الموعد المحدد، وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي في أغسطس/ آب عندما رحب بالرئيس الكوري الجنوبي الجديد في البيت الأبيض: "أود أن أقابله هذا العام"، وأضاف أنه سيلتقي بالزعيم الكوري الشمالي في "المستقبل المناسب".
وهذا يتناسب مع نمط ترامب في استخدام الاجتماعات رفيعة المستوى لبدء مفاوضات صعبة أو متوقفة، وقال مسؤول كبير في الإدارة: "عقد الرئيس ترامب في ولايته الأولى ثلاث قمم تاريخية مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والتي أدت إلى استقرار شبه الجزيرة الكورية.
ولم تتغير سياسة الولايات المتحدة تجاه كوريا الشمالية، ولا يزال الرئيس ترامب منفتحًا على الحوار مع كيم دون أي شروط مسبقة.
