logo
العالم

تفاوض من موقع القوة.. كيم يخاطب ترامب باستعراض الرؤوس النووية

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أونالمصدر: (أ ف ب)

رجّح خبراء في العلاقات الدولية، أن إعلان بيونغ يانغ تخصيص أصول استراتيجية للرد على الحشد العسكري الأمريكي في كوريا الجنوبية، مؤخرًا، يستهدف التمهيد لفتح قنوات جديدة للتواصل من زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للتفاوض من موقع القوة.

وعلى الرغم من مشهد استعراض كيم لأحدث التقنيات العسكرية المتطورة لبلاده في معرض أقيم في بيونغ يانغ بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس حزب العمال الكوري، إلا أن الخبراء استبعدوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، المواجهة العسكرية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة على المدى القصير، مشيرين إلى أن بيونغ يانغ لن تستطيع خوض الحرب بمفردها ضد واشنطن من دون دعم روسي وصيني.

الرد على الحشد العسكري

وكانت وكالة الأنباء المركزية الكورية قد نقلت عن الزعيم الكوري الشمالي قوله، إن بلاده خصصت أصولا استراتيجية للرد على الحشد العسكري الأمريكي في كوريا الجنوبية، وتعهد باتخاذ إجراءات عسكرية إضافية.

ويقول الخبير في العلاقات الدولية، محمد بايرام، إنها خطوة تصعيدية مثيرة للقلق من بيونغ يانغ وتعني أنها ستتخذ إجراءات عسكرية إضافية خلال الفترة القادمة في وقت يحمل مؤشرات كبيرة على تحركات عسكرية واسعة، حيث تم تكثيف اختبارات الصواريخ الباليستية منها، بما فيها الصواريخ العابرة للقارات، في محاولة لرفع مستوى الردع النووي.

وأضاف بايرام في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن كوريا الشمالية نقلت أسلحتها الاستراتيجية، بما في ذلك الصواريخ والغواصات النووية الهجومية، إلى مواقع أقرب من الحدود الجنوبية، كما أجرت مناورات عسكرية مشتركة مع كل من روسيا والصين في الفترة الأخيرة، شملت نشر القوات البرية والمدفعية في تدريبات منسقة، في وقت شهدت البلاد العديد من الاستعراضات العسكرية الضخمة التي أظهرت القوة وعززت ما يسمى بـ"الردع الإقليمي".

أخبار ذات علاقة

زعيم كوريا الشمالية يتفقد ترسانة الأسلحة لبلاده

كوريا الشمالية: لن نتخلى أبدا عن برنامجنا النووي

تصعيد خطير

وأكد بايرام أن هذه الخطوة قد تؤدي، بشكل أو بآخر، إلى تصعيد خطير في شبه الجزيرة الكورية، مشيرا إلى أن بيونغ يانغ استعرضت خلال المعرض أحدث تقنياتها العسكرية، من صواريخ متطورة إلى مركبات حديثة، وكان اللافت حضور وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى جانب الزعيم الكوري الشمالي، في مؤشر واضح على تعميق التعاون العسكري بين بيونغ يانغ وموسكو.

وأوضح أن كوريا الشمالية تعمل على تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع كل من روسيا والصين، حيث استفادت موسكو في الفترة الأخيرة من دعم عسكري من بيونغ يانغ خلال النزاع مع أوكرانيا، في حين تعمق بيونغ يانغ تعاونها مع بكين في وقت ظهر فيه منذ فترة قليلة زعيم كوريا الشمالية إلى جانب الرئيسين الصيني والروسي خلال العرض العسكري الذي أُقيم في بكين بمناسبة الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، لافتا إلى أن اتحاد الرؤساء الثلاثة بات يمثل قوة لا يمكن لأي قوة أخرى هزيمتها.

واستكمل بايرام أن تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية يدفع المنطقة بأكملها نحو شفا مواجهة محتملة، موضحا أن كوريا الشمالية بمفردها لن تستطيع خوض أي حرب ضد الولايات المتحدة من دون دعم روسي وصيني.

دعم تقني

وأردف أن هناك دعما تقنيا متزايدا في مجالات الأسلحة بعيدة المدى والقدرات النووية، مما يجعل الوضع الأمني في كوريا الجنوبية أكثر هشاشة، في حين تتابع واشنطن وحلفاؤها هذه التطورات عن كثب، ومع ذلك، يرى أن احتمال المواجهة العسكرية على المدى القصير ضعيف، مشيرا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها كوريا الشمالية بخطوة من هذا النوع.

فيما أوضح الخبير في الشؤون الآسيوية، سامر خير أحمد، أن من الواضح أن كوريا الشمالية في هذه الأيام تستعرض قوتها من خلال عرض إنجازاتها العسكرية في معرضٍ مخصص للصناعات العسكرية، في وقت يتزامن مع تصريحات تصعيدية موجهة لجارتها الجنوبية، والولايات المتحدة، بالتوازي مع استعراضٍ واسع لإنجازاتها العسكرية.

وأفاد خير في تصريحات لـ"إرم نيوز"، بأن هذا المشهد لا يعني بالضرورة أن كوريا الشمالية تتجه نحو التصعيد العسكري، بل قد يكون تمهيدا لفتح قنوات تواصل جديدة مع الولايات المتحدة، ولكن من موقع القوة بعد أن كانت هناك محاولات سابقة للتواصل بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الأولى مع بيونغ يانغ، ما يجعل هناك احتمالية تكرار هذه المحاولات في المرحلة المقبلة.

وتوقع أن دونالد ترامب سيهتم بملف كوريا الشمالية مجددا، وأن يسعى إلى إعادة فتح قنوات الحوار معها، خاصةً وأنه تحدث عن هذا الأمر خلال حملته الانتخابية، في إطار سعيه للظهور بمظهر رجل السلام الذي يسعى إلى إغلاق ملفات التوتر في العالم، مبينا أن هذه الخطوات تأتي ضمن استراتيجية تهدف إلى تعزيز صورة الولايات المتحدة كقوة قادرة على تحقيق الاستقرار العالمي.

التوصل لحل سلمي

وقال خير إن المرحلة المقبلة قد تشهد بالفعل تطورات تصب في خانة التواصل مع كوريا الشمالية، والوصول إلى حل سلمي للأزمة الممتدة في شبه الجزيرة الكورية، لافتا إلى أن التصعيد الكلامي الذي تقوم به كوريا الشمالية تجاه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، بالتزامن مع المعرض العسكري الذي تريد بيونغ يانغ إظهار قوتها العسكرية من خلاله الذي شمل رؤوسا نووية، لا يعني بالضرورة نية لشن حرب، وإنما هو وسيلة لإظهار القوة استعدادا للجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وأشار أيضا إلى أن كوريا الشمالية تسعى من خلال هذه الاستعراضات إلى أن تظهر نفسها كقوة يحسب لها حساب عند بدء أي حوارٍ سياسي أو تفاوضي مع واشنطن أو سول لافتا إلى أن الرئيس الحالي لكوريا الجنوبية يبدو أكثر انفتاحا على فكرة استئناف الحوار مع بيونغ يانغ، في محاولة للوصول إلى حلولٍ سلمية للملفات الشائكة والعالقة بين الجانبين.

واستطرد خير قائلا إن هذا الانفتاح ينسجم مع توجهات ترامب، الذي يسعى بدوره إلى الظهور بشكل الرجل القادر على الوصول لحلول سلمية وصفقات، خصوصا في شرق آسيا، وربما يكون ذلك ضمن مساعيه للحصول على جائزة نوبل للسلام.

وختم خير بالتأكيد على أن كوريا الشمالية، رغم تصعيدها الكلامي واستعراضها العسكري الحالي، لا تبدو في طريقها إلى مواجهة عسكرية مباشرة، لا مع جارتها الجنوبية ولا مع الأصول العسكرية التي تنشرها الولايات المتحدة، بل على الأرجح أنها تستخدم هذا النهج كوسيلة للدخول في الحوار والمفاوضات من موقع القوة.

أخبار ذات علاقة

لقاء كيم وترامب عام 2019

مسؤول أمريكي: ترامب منفتح على الحوار مع زعيم كوريا الشمالية

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC