الجيش الإسرائيلي: استعدنا خلال "عربات جدعون" 10 جثامين لإسرائيليين كانوا محتجزين في غزة

logo
العالم

أمام أعين ترامب.. طهران تشق "قنوات دفاعية" في أفريقيا عبر بريتوريا

أمام أعين ترامب.. طهران تشق "قنوات دفاعية" في أفريقيا عبر بريتوريا
من زيارة القائد العسكري الجنوب أفريقي لطهرانالمصدر: منصات إيرانية
15 أغسطس 2025، 3:30 ص

كشفت استضافة إيران القائد العسكري الأعلى في جنوب أفريقيا عن محاولات حثيثة تبذها طهران لتعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية، في إطار سعيها للتخفيف من آثار العقوبات الدولية، بالبحث عن شركاء اقتصاديين وسياسيين جدد.

وتهدف زيارة المسؤول الجنوب الأفريقي إلى تعزيز العلاقات الدفاعية الشاملة، وسط تحسن العلاقات بين البلدين، رغم التدقيق من جانب واشنطن، في حين تسببت الزيارة بأزمة داخلية في بريتوريا، وفق موقع "المونيتور".

وتكمن أهمية الزيارة، بحسب تقرير للموقع، في أن إيران تسعى لتوطيد التعاون مع جنوب أفريقيا، في إطار استراتيجيتها للتواصل مع القارة الأفريقية.

ورغم أن العلاقات العسكرية بين البلدين لا تزال في بداياتها، أعرب مسؤولون عن رغبتهم في العمل معًا في الشؤون الدفاعية، بالإضافة إلى الطاقة النووية.

أهداف مشتركة

والتقى الجنرال رودزاني مافوانيا، قائد قوات الدفاع الوطني في جنوب أفريقيا، قائد الجيش الإيراني، اللواء أمير حاتمي، في طهران. 

وخلال اللقاء، أكد حاتمي على مكانة جنوب أفريقيا المتميزة في تواصل إيران مع الدول الأفريقية، وأيد تعزيز التعاون العسكري المشترك بين البلدين، كما أشاد بقضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

من جانبه، قال مافوانيا إن جنوب أفريقيا وإيران تتقاسمان "أهدافاً مشتركة"، معرباً عن إدانته لتصرفات إسرائيل في غزة.

والتقى مافوانيا، خلال الزيارة، اللواء عبدالرحيم موسوي رئيس أركان الجيش الإيراني، الذي أكد قدرة إيران على تبادل الخبرات مع جنوب أفريقيا، مشيراً إلى جهود بلاده في مكافحة الإرهاب.

وكانت آخر زيارة لقائد جنوب أفريقي إلى إيران في أغسطس/ آب من العام الماضي، عندما زار قائد البحرية الجنوب أفريقية الأدميرال موند لوبيز، ميناء "بندر عباس" الإيراني. واطلع خلال الزيارة على القدرات الصناعية الإيرانية، وفقًا لما ذكرته وكالة "مهر" آنذاك.

مسارات التقارب

وكانت جنوب أفريقيا قد شاركت بصفة مراقب في المناورات البحرية المشتركة بين إيران وروسيا والصين في مارس/ آذار الماضي.

وفي فبراير/ شباط، قال وزير الموارد المعدنية والطاقة في جنوب أفريقيا جويدي مانتاشي إن بلاده ستكون منفتحة على التعاون النووي مع إيران وروسيا، بحسب "رويترز".

ووقّعت إيران وجنوب أفريقيا اتفاقية للتعاون السياسي والاقتصادي في عام 2023. حيث أولت إيران في السنوات الأخيرة أولوية لتطوير علاقاتها مع الدول الأفريقية في إطار جهودها للتخفيف من آثار العقوبات.

وحققت إيران بعض المكاسب في حشد دعم الدول الأفريقية لبرنامجها لتخصيب اليورانيوم في المحافل الدولية. 

وفي يونيو/ حزيران، انضمت بوركينا فاسو إلى روسيا والصين في التصويت ضد قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يدين إيران لعدم امتثالها لالتزاماتها النووية. وكانت جنوب أفريقيا وغانا من بين 11 دولة امتنعت عن التصويت.

وانضمت إيران إلى جنوب أفريقيا في تكتل "البريكس" الجيوسياسي عام 2024، سعيًا منها لتعويض أثر العقوبات الأمريكية، والانضمام إلى جهود التكتل الرامية إلى تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي في التجارة العالمية، وبناء علاقات مع دول الجنوب. 

وذكرت وكالة أنباء إيران الرسمية أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي التقى رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا على هامش قمة المجموعة في يوليو/ تموز، واستعرضا العلاقات الثنائية.

مواجهة واشنطن

وأثارت علاقات جنوب أفريقيا مع إيران تدقيقًا من الولايات المتحدة، حيث وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فبراير/ شباط أمرًا تنفيذيًا يقضي بوقف المساعدات الخارجية لجنوب أفريقيا. 

واتهم البيت الأبيض جنوب أفريقيا "بإعادة تنشيط علاقاتها مع إيران لتطوير ترتيبات تجارية وعسكرية ونووية".

وواجهت جنوب أفريقيا صعوبة في موازنة رغبتها في إقامة علاقات مع كل من إيران والولايات المتحدة. وزار رامافوزا واشنطن في مايو/ أيار، سعيًا لتعزيز العلاقات مع إدارة ترامب.

وفي جدالٍ متوتر في البيت الأبيض، زعم ترامب وجود "إبادة جماعية" مستمرة ضد المزارعين البيض في جنوب أفريقيا. وردًا على ذلك، قال رامافوزا إن الجريمة تؤثر على مجموعة متنوعة من الجماعات العرقية في البلاد.

أخبار ذات علاقة

لحظة إطفاء الأضواء خلال لقاء ترامب ورامافوزا

بعد خفوت الأضواء.. رئيس جنوب أفريقيا يستذكر لقاءه بترامب

تداعيات الزيارة

وتصاعدت التداعيات لاحقاً، حيث وجهت الرئاسة في جنوب أفريقيا، الخميس، انتقاداً شديداً إلى مافوانيا بسبب زيارته لإيران، في وقت يسعى فيه البلد الأفريقي لإصلاح علاقاته المتوترة مع الولايات المتحدة.

ونددت وزارة الخارجية بتصريحات الجنرال مافوانيا خلال الزيارة. ودعا حزب بارز في حكومة الوحدة الوطنية إلى إحالته لمحكمة عسكرية.

وصرح المتحدث باسم الرئاسة فينسنت ماغوينيا، في مؤتمر صحفي: "نحن بصدد إدارة عملية حساسة للغاية لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة".

وأضاف أن "إدلاء مسؤولين حكوميين أو عسكريين بتصريحات من شأنها تأزيم الوضع لا يساعد على الإطلاق" في هذه المرحلة.

وتابع المتحدث الرئاسي: "في هذه الفترة من التوتر الجيوسياسي المتزايد والنزاع في الشرق الأوسط، يمكننا القول إن هذه الزيارة لم تكن موفقة"، لافتاً إلى أن الرئيس سيريل رامابوزا لم يبلغ مسبقاً بأمرها.

وقال التحالف الديمقراطي، الشريك الرئيس لحزب رامابوزا في حكومة الوحدة الوطنية، إن على الجنرال مافوانيا أن يمثل أمام محكمة عسكرية بتهمة "انتهاك حياد الجيش".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC