logo
العالم

ترقب وحذر.. الصراع على مناجم الذهب يعيد التوتر إلى شمال تشاد

قوات أمنية تشاديةالمصدر: (أ ف ب)

عاد خطر اندلاع اشتباكات وشيكة بين الجيش التشادي ولجنة الدفاع الذاتي في منطقة مسكي، على إثر تقدم قوات عسكرية تابعة للسلطة الحاكمة إلى مسافة 5 كيلومترات تقريبًا من مواقع اللجنة، ما قد يهدد بانهيار اتفاق السلام.

وكشف مصدر من لجنة الدفاع الذاتي التشادية في مسكي بمنطقة تيبستي شمال البلاد الحدودية مع ليبيا، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، عن عمليات استطلاع مكثفة "على خط التماس" مع الجيش، وسط تحذيرات من أن أي توغل يتجاوز هذا الخط سيُعتبر انهيارًا فعليًا لاتفاق السلام.

أخبار ذات علاقة

عناصر من الجيش التشادي

تخفيض رتبة وزير الدفاع التشادي السابق يكشف عن صراع خفي على الثروة

وترغب السلطات في نجامينا بالحصول على تأثير سريع يُجبر اللجنة على الاستسلام الرمزي، رغم أن الاتفاقات الموقعة في 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، و8 كانون الأول/ يناير 2023، و20 نيسان/ أبريل 2025 لم تُنفذ قط، لكنها تعي جيدًا أن المهمة محفوفة بالمخاطر دون ضمانات في تجسيدها، بينما تؤكد اللجنة بدورها أن أي حل دائم يتطلب وضع حد لنهب مناجم الذهب والالتزام بالالتزامات كتابيًا.

وتفسر مصادر تشادية متطابقة تصاعد التوتر أيضًا بأجندة التعدين التي يقف وراءها مسؤولون تنفيذيون في شركة "سونيميك" ووسطاء من القطاع الخاص. وقد وجهت لجنة الدفاع رسالة إلى النظام الحاكم ترفض الحرب، لكنها قالت إنها "لن تتراجع خطوة واحدة على أرضنا".

ولا توجد حتى الآن سياسة تنظيمية لاستغلال موارد تشاد، مع ازدياد عمليات التنقيب وسعي بعض الدول الطامحة إلى الاستحواذ على الذهب التشادي بشرائه من باطن الأرض.

ومنذ أن بدأت عملية التنقيب عن الذهب في شمال تشاد لأول مرة عام 2013، ارتفعت مطالب سكان منطقة تيبستي بضرورة حصولهم على نسبة 5 بالمئة من عائدات المعدن الأصفر، وتحديد بعض المناطق للتعدين حتى لا تكون هناك أضرار بيئية تعرض حياة السكان للخطر.

وكانت الحكومة التشادية قد أرسلت رتلاً عسكريًا بتاريخ 3 أيلول/ سبتمبر الجاري لمواجهة لجنة الدفاع الذاتي، غير أن تدخلًا قاده وسيط الجمهورية في تنفيذ الاتفاقيات هدأ الوضع، ومع ذلك صار من العسير عودة الثقة مجددًا بين الجانبين.

وبين احتمالات المواجهة العسكرية، وهو خيار صعب لكنه متوقع، يرجح مراقبون استجابة حكومية لمطالب السكان ولجان الدفاع الذاتي، خاصة وأنها أيقنت تمامًا بصعوبة الحسم العسكري.

وعلى الرغم من توقيع اتفاق أول تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 بين الرئيس الراحل إدريس ديبي واللجنة المحلية، إلا أنه لم يجرِ تنفيذه قط، وخاصة بسبب الخلافات حول قضية استغلال رواسب الذهب التي أججت الصراع بين ميليشيا محلية والجيش التشادي في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وفي حزيران/ يونيو 2022، حدثت أكبر مجزرة في الجزء التشادي من صحراء تيبستي الشاسعة على الحدود الليبية، بعدما تسببت اشتباكات في مقتل مئة شخص من الباحثين بشكل غير قانوني عن هذا المعدن الثمين؛ إذ سهَّل اختراق الحدود مع ليبيا، التي يعد جنوبها قاعدة خلفية لعدد من المجموعات التشادية المتمردة المعادية للنظام منذ عقود، انتشار الأسلحة النارية التي يستخدمها المنقبون عن الذهب في نشاطهم.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC