كشف الجيش الأمريكي، فجر اليوم الجمعة، تفاصيل الضربة العسكرية التي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت سابق، تنفيذها ضد "داعش" في نيجيريا.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية النيجيرية، الجمعة، أن الولايات المتحدة شنت ضربات جوية دقيقة وأصابت "أهدافاً إرهابية" في شمال غرب البلاد، مضيفة أنها تظل منخرطة مع واشنطن في "تعاون أمني منظم".
وأعلنت القيادة الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم" تنفيذ قواتها غارة جوية بناءً على طلب السلطات النيجيرية في ولاية "سوبوتو"، أسفرت عن مقتل عدد من إرهابيي "داعش"، بحسب بيان أمريكي.
وقالت "أفريكوم"، في البيان، إنه "بناءً على توجيهات رئيس الولايات المتحدة ووزير الحرب، وبالتنسيق مع السلطات النيجيرية، نفذت القيادة ضربات ضد إرهابيي داعش في نيجيريا في 25 ديسمبر 2025، في ولاية سوكوتو".
وأضافت القيادة الأمريكية في أفريقيا أن "هذه الضربات القاتلة ضد داعش تظهر قوة جيشنا والتزامنا بالقضاء على التهديدات الإرهابية التي تستهدف الأمريكيين في الداخل والخارج".
وتجري الولايات المتحدة طلعات جوية لجمع المعلومات الاستخباراتية فوق مناطق واسعة من نيجيريا، منذ أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحسب ما ذكرته "رويترز" يوم الاثنين.
وقال مسؤول في البنتاغون: "عملت الوزارة مع حكومة نيجيريا لتنفيذ هذه الضربات، وقد حظيت هذه الضربات بموافقة حكومة نيجيريا".
وكان الرئيس الأمريكي أول من أعلن عن تنفيذ الضربات العسكرية الأمريكية ضد تنظيم "داعش" في نيجيريا، واصفاً إياها بأنها "قوية وقاتلة".
وكتب ترامب عبر منصته "تروث سوشال" للتواصل الاجتماعي، أن الضربات استهدفت من وصفهم بأنهم "حثالة إرهابيي تنظيم داعش في شمال غرب نيجيرياّ، متوعداً بشن مزيد من الضربات إذا استمر مسلحو التنظيم في قتلهم للمسيحيين".
من جهته، أشاد وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث، في تدوينة عبر منصة "إكس" بجاهزية وزارته للتحرك في نيجيريا، معرباً عن امتنانه لدعم الحكومة النيجيرية وتعاونها. وأضاف: "المزيد سيأتي لاحقاً...".
وتعدّ هذه الضربات، الأولى من نوعها، التي تقوم بها القوات الأمريكية في نيجيريا، في عهد ترامب، وتأتي بعد انتقاد الرئيس الجمهوري بشكل غير متوقع للدولة الواقعة في غرب إفريقيا، معتبراً أن المسيحيين هناك يواجهون "تهديداً وجودياً" يرقى إلى مستوى "الإبادة الجماعية".
ولقي هذا الهجوم الدبلوماسي ترحيباً من قبل البعض، بينما فسره البعض الآخر على أنه تأجيج للتوترات الدينية في أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان، سبق وأن عانت في الماضي موجات من العنف الطائفي.
وترفض الحكومة النيجيرية ومحللون مستقلون وضع النزاع في البلاد في إطار الاضطهاد الديني، وهي الرواية التي يستخدمها اليمين المسيحي في الولايات المتحدة وأوروبا منذ فترة طويلة.