logo
العالم

أسطول بلا شاطئ.. ما سر خطط أوغندا لبناء قوة بحرية؟

الرئيس الأوغندي يويري موسيفينيالمصدر: رويترز

تتجه أوغندا، الدولة الواقعة في قلب شرق أفريقيا والتي تفتقر إلى ساحل بحري، نحو تطوير قوة بحرية خاصة بها، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً حول إمكانية تنفيذ هذه الخطط وكيفية الوصول إلى المحيط الهندي. 

تعكس تصريحات الرئيس يويري كاجوتا موسيفيني الأخيرة توجهاً أكثر تصعيداً، إذ لم يستبعد اللجوء إلى القوة إذا استمر ما وصفه بـ"العقلية الأنانية" للدول الساحلية في المنطقة، بحسب صحيفة "تنزانيا تايمز".

أوغندا تطمح إلى بحرية قوية دون ساحل

رغم افتقارها للواجهة البحرية، يرى موسيفيني أن لأوغندا الحق الكامل في الوصول إلى البحر، مستعيناً بتشبيه يُبرز موقفه: "أوغندا تشبه منزلًا يقع في الطابق العلوي من مبنى متعدد الطوابق… وله الحق في المجمع أسفله مثل باقي الشقق". 

ويضيف الرئيس: "بحري هو المحيط الهندي"، في إشارة إلى تصميمه على تأمين منفذ بحري مباشر لدعم التجارة والإستراتيجية الوطنية.

أخبار ذات علاقة

قوات أوغندية

شراكة المصالح.. كيف تحولت أوغندا إلى مختبر للأسلحة الروسية؟

تأتي الخطوة، التي قد تشمل بناء أسطول بحري، في وقت تواصل فيه أوغندا مشاريع بنى تحتية ضخمة مثل خط أنابيب النفط الممتد من هويما عبر تنزانيا إلى ميناء تانجا على المحيط الهندي. 

هذا المشروع يُعد مؤشراً عملياً على رغبة الدولة في الربط البحري رغم عدم امتلاكها سواحل مباشرة.

بين السطور، يبدو أن موسيفيني يوجه رسائل مباشرة إلى كينيا، الدولة التي توفر أقصر وأيسر وصول إلى البحر عبر ميناء مومباسا وخط سكة حديد يربط بحيرة فيكتوريا بالميناء. 

تصريحات ابنه، موهوزي كينيروجابا، قائد الجيش الأوغندي، عززت هذه الرسائل بتحذيرات صريحة بشأن استعداد أوغندا لاستخدام القوة لضمان الوصول إلى المحيط الهندي.

يعكس هذا التوتر المحتمل صراعاً أوسع بين دول شرق أفريقيا على السيطرة على الموانئ والبنى التحتية البحرية الحيوية، وسط مخاوف من أن تتحول الطموحات الأوغندية إلى نزاع إقليمي إذا لم يتم التوصل إلى حلول دبلوماسية.

خيارات أوغندا المتعددة

في السابق، اقترح موسيفيني استخدام نهر النيل كنقطة وصول إلى البحر الأبيض المتوسط، مستغلاً أطول مسطح مائي داخلي في أفريقيا لتسهيل التجارة الدولية.

لكن تصريحات الرئيس الأخيرة تشير إلى تراجع هذا الخيار، وتحوله إلى التركيز على الوصول المباشر إلى المحيط الهندي عبر الأراضي المجاورة.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني

سلمتها شحنة عسكرية.. ما سر التقارب بين أوغندا وروسيا؟

يبقى السؤال الكبير؛ هل ستتمكن أوغندا من تحقيق طموحاتها البحرية عبر الاتفاقات والبنى التحتية، أم أن الرغبة في الوصول المباشر ستقود المنطقة نحو تصعيد عسكري محتمل؟ تصريحات موسيفيني وإشارات الجيش الأوغندي تجعل المنطقة على أهبة الاستعداد لمراقبة أي تحركات مستقبلية قد تُغيّر ميزان القوى في شرق أفريقيا.

الكلمة الأخيرة هنا تشير إلى أن حلم أوغندا البحري، رغم كونه طموحاً إستراتيجياً مشروعاً، قد يتحول إلى أزمة إقليمية إذا ما استمر النزاع مع الدول الساحلية، خاصة كينيا وتنزانيا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC