ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
أثار التقارب العسكري بين أوغندا وروسيا في الفترة الأخيرة تساؤلات حول دلالات ذلك، خاصة في ظل نجاح موسكو في تعزيز نفوذها في منطقة غرب إفريقيا مستغلة بذلك تراجع الحضور الغربي بعد طرد القوات الفرنسية من دول مثل النيجر ومالي وبوركينا فاسو.
وتسلم الرئيس الأوغندي، يوري موسيفيني، شحنة عسكرية من روسيا تشمل حفارات الخنادق، والقوارب الدورية، وشاحنات إزالة العوائق وذلك بقية 53 مليون دولار، وقد قطع موسيفيني حملته الدعائية للانتخابات الرئاسية من أجل حضور مراسم تسلّم هذه الشحنة.
وهذه الشحنة ليست الأولى من نوعها بين البلدين، حيث استلمت البلاد في العام 2023 شحنة تضمّ معدات عسكرية من روسيا بقيمة 100 مليون دولار الأمر الذي يكرس شراكة بين موسكو وكامبالا.
توسع عسكري
وتأتي هذه التطورات في وقت كانت قد افتتحت فيه أوغندا في العام 2022 أول مركز لصيانة المروحيات العسكرية الروسية في إفريقيا، وذلك وسط مخاوف من تحالف بين كامبالا وموسكو قد لا يخدم مصالح الأولى، خاصة في ظل التنافس القويّ على النفوذ بين روسيا والمعسكر الغربي في القارة السمراء.
وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، إن "هذا التقارب بين روسيا وأوغندا يكشف عن نجاح موسكو بالفعل في التوسّع عسكريًا، والهدف المعلن هو مساعدة الدول الإفريقية على التعافي الأمني وتحقيق الاستقرار، لكن الهدف المخفيّ هو استغلال ثروات القارة وتحقيق مصالح اقتصادية أعمق".
وتابع ديالو في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "الشراكة العسكرية بين أوغندا وروسيا أعمق أيضًا، حيث يتم تبادل خبراء على الرغم من الاستقرار الحذر الذي تعرفه البلاد الواقعة في شرق إفريقيا، لذلك أعتقد أن المخاوف خاصة الغربية من توسع النفوذ الروسي في المنطقة مشروعة".
وشدد على أنّ "مسؤولين عسكريين أوغنديين أكدوا في وقت سابق أن الشراكة مع روسيا تأتي ضمن مصالح متبادلة، لكن التوسع القائم يثير جدلًا مشروعًا، خاصة في ظل تكهنات بإمكانية إنشاء موسكو قاعدة عسكرية في كامبالا".
نفوذ ناعم
ومنذ انهيار النفوذ الفرنسي في إفريقيا بعد موجة من الانقلابات، عززت روسيا توجهها نحو القارة السمراء، وباتت تملك قوات سواء في النيجر أم مالي أم غيرهما.
واعتبر المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، قاسم كايتا، أن: "النفوذ الروسي في أوغندا بات يتجاوز الأمور العسكرية والاقتصادية، وأصبح نفوذًا ناعمًا حيث تمّ على سبيل المثال إدراج اللغة الروسية ضمن المناهج التعليمية في هذا البلد".
وأضاف كايتا في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "روسيا تستعمل العديد من الأدوات لترسيخ حضورها في إفريقيا سواء ثقافيًا أم اقتصاديًا أم عسكريًا، وهو ما يقوض ما تبقى من النفوذ الغربي".
ولفت إلى أنّ: "وضع الغرب في إفريقيا يتدهور، حيث باتت روسيا تملك حضورًا كبيرًا في دول مثل غينيا الاستوائية، وأوغندا، ومالي، وبوركينا فاسو، والنيجر وغيرها من الدول".