logo
العالم

فتحت نافذة للروس والصينيين.. تهديدات ترامب ضد نيجيريا تثير مخاوف أفريقيا

الرئيس الأمريكي دونالد ترامبالمصدر: Getty Images

بعد فنزويلا، أصبحت نيجيريا الآن هدفًا رئيسًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أمر البنتاغون بالاستعداد لعملية عسكرية محتملة في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، ما أدخل البلاد في حالة من القلق ساور جيرانها في القارة.

وقالت الرئاسة النيجيرية الأحد، إن الرئيس بولا تينوبو مستعد للقاء ترامب في الأيام المقبلة، بعد تهديدات بشن عمل عسكري ضد أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان بسبب ما أسماه "اضطهاد المسيحيين". 

وكشف دانيال بوالا، مستشار الاتصالات للرئيس النيجيري عبر منصة "أكس"، أن اللقاء المرتقب الذي لم يحدد موعده سوف يناقش إما في قصر الرئاسة أو البيت الأبيض "حقيقة استهداف المتطرفين للمسيحيين فقط في نيجيريا".

وأشار بوالا إلى أن المناقشات المتعلقة بالعمليات العسكرية في نيجيريا ينبغي أن تتضمن اتفاقًا متبادلًا بين البلدين.

وأصر المسؤولون في أبوجا على أن العنف الذي تعاني منه أجزاء من البلاد ناجم عن عوامل سياسية واقتصادية وأمنية معقدة وليس عن استهداف قائم على أساس ديني.

ولطالما واجهت نيجيريا، التي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة، هجمات متشددة متعددة شنّتها جماعة بوكو حرام وتنظيم داعش، حيث توضح السلطات أن هذه الهجمات تتغذى بالأساس بالتنافس على الموارد والتوترات المحلية، وليس بدوافع دينية.

وكانت الهجمات الأخيرة، التي وقعت في ولاية بلاتو، أسفرت عن مقتل أكثر من 30 شخصا في هجوم على قرى ذات أغلبية مسيحية، ونُسبت المسؤولية إلى ميليشيات يُعتقد أنها مرتبطة بجماعات متطرفة.

وفي وقت سابق، من يوم الجمعة، صنّف ترامب نيجيريا كـ"دولة مثيرة للقلق بشكل خاص" بموجب قانون الحريات الدينية الدولية.

وأخذت تصريحات ترامب بعدا قاريا ومخاوف بشأن تحول محتمل في العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا، مما قد يؤدي إلى تعقيد العلاقات الدبلوماسية القائمة.

وفي رأي مراقبين، يثير تحذير ترامب الأخير حالة من القلق في العواصم الإفريقية، حيث تقوم الحكومات بتقييم ما إذا كانت تصريحاته تمثل تحولا في تعامل واشنطن مع القارة.

وتعكس نبرة الرئيس ترامب تبني موقف أمريكي أكثر صرامة تجاه الدول الإفريقية المتهمة بانتهاكات حقوق الإنسان أو الاضطهاد الديني.

كما تتبادر مخاوف إلى ترجمة هذه الخطابات الحادة إلى سياسات ميدانية، الأمر الذي قد يؤدي إلى تآكل الثقة وإحياء ذكريات العلاقات المتوترة التي اتسمت بها فترة ولاية ترامب الأولى.

في المقابل، يخشى محللون من أن النهج الأمريكي الأكثر مواجهة قد يعقد الشراكات الجارية في مجالات التجارة ومكافحة الإرهاب وإصلاح الحكم، بينما قد يترك هذا التهديد المجتمع الدبلوماسي الإفريقي في حالة من التوتر، حيث يشعر بعدم اليقين بشأن ما إذا كان يمثل مجرد موقف سياسي أم بداية لمواجهة أخرى. 

أخبار ذات علاقة

الصحافة خلف الخط الأحمر.. ترامب يرسم "منطقة محظورة" داخل البيت الأبيض

"حرب في قلب أفريقيا".. لماذا وجّه ترامب بالاستعداد لضرب نيجيريا؟ (فيديو إرم)

في المقابل، يرجح أن تصريحات ترامب تحمل أبعادا انتخابية داخلية، إذ يسعى إلى تعزيز دعم القاعدة الإنجيلية المحافظة، غير أن مراقبين أمريكيين يحذرونه من المغامرة بهذه الخطابات بتوسيع قاعدة النفوذ الروسي والصيني في القارة السمراء.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC