مع نُذر المواجهة في الكاريبي، يكشف تقرير حديث عن حجم القوة الجوية في نصف الكرة الغربي، إذ تشير تحليلات عسكرية إلى هيمنة أمريكية مطلقة، مدعومة بغياب منافسين قادرين على التحدي، مما يعزز من موقع واشنطن كقوة مهيمنة في الأمريكتين.
ووفق تقرير لمجلة "ناشيونال إنترست"، تتمتّع الولايات المتحدة بتفوق جوي لا يُضاهى في نصف الكرة الغربي، يعود جزئياً إلى موقعها الجغرافي المميز، ومواردها الهائلة، وصناعتها المتقدمة.
كما تساهم ندرة المنافسة الإقليمية في تعزيز هذه الهيمنة، مقارنة بمناطق أخرى مثل آسيا أو أوروبا، حيث تكتظ الساحة بـ "الدول المعادية"، إذ لا توجد دولة أخرى في الأمريكتين قادرة على تقديم منافسة قوية للنفوذ الأمريكي، مما يمنح واشنطن ميزة استراتيجية كبيرة.
ويتكوّن أسطول الولايات المتحدة من مقاتلات الجيل الخامس والرابع، مثل إف-22 وإف-35، إضافة إلى أنظمة الإنذار المبكر والتحكم (أواكس)، وناقلات الوقود، وطائرات بدون طيار المتطورة. وهذه الترسانة تفوق بكثير ما يمكن لأي قوة جوية إقليمية أن تواجهه، مما يجعل أي مواجهة محتملة قصيرة وغير متوازنة.
أما في أمريكا الجنوبية، تبرز البرازيل كأقوى منافس محتمل، بفضل علاقاتها التاريخية مع الولايات المتحدة، إذ تمتلك القوات الجوية البرازيلية مقاتلات Saab JAS 39 Gripen E/F الجديدة، وأنظمة إنذار مبكر جيدة، ومنظومة تدريب حديثة، بالإضافة إلى طائرة KC-390 للتزويد بالوقود والنقل.
ومع ذلك، تبقى قدرات البرازيل إقليمية فقط، بعيدة كل البعد عن مستوى الولايات المتحدة، حيث تفتقر إلى العمق التكنولوجي والعددي اللازم للمنافسة العالمية.
فيما تمتلك تشيلي، وهي حليفة أخرى لواشنطن، أسطولاً صغيراً لكنه عالي الجودة، يشمل طائرات إف-16 من جنرال ديناميكس، وعدداً محدوداً من بوينغ KC-135 للتزويد بالوقود، مع نظام تدريب منضبط، غير أن قدراتها محدودة إقليمياً، مع قيود واضحة في المدى والاستدامة، مما يجعلها غير قادرة على تحدي التفوق الأمريكي.
أما فنزويلا، التي تُعد خصماً محتملاً، وربما الوحيدة في المنطقة التي تسعى لإزعاج واشنطن، فتمتلك مخزوناً من مقاتلات سوخوي سو-30 إم كيه 2 الروسية، إضافة إلى صواريخ أرض-جو إس-300 في إم. وهذه الترسانة قد تمكّنها من إنشاء مناطق حظر وصول محلية فوق مواقع رئيسة، لكن الغموض السياسي والاقتصادي في كاراكاس يعيق الكفاءة.
بينما تمتلك كوبا، الشوكة التاريخية في خاصرة الولايات المتحدة، أسطولاً من مقاتلات سوفيتية قديمة، ومنظومات صواريخ أرض-جو عتيقة، لكن هذه القدرات التي تجعلها مصدر إزعاج طفيف، لا ترتقي إلى مستوى المنافسة الحقيقية، خاصة مع تقادم التكنولوجيا.
في المقابل، تفتقر بقية الدول في نصف الكرة الغربي إلى قوة جوية ملحوظة، فالمكسيك وكولومبيا وبيرو تركز على مكافحة التمرد والدوريات السيادية، بينما الأرجنتين بعيدة عن المستوى الأمريكي. أما دول صغيرة مثل الإكوادور وسورينام وبوليفيا، فهي غير قادرة على تقديم أي تحدٍ يُذكر.
في الشمال، تبرز كندا كأخطر خصم محتمل للولايات المتحدة. تمتلك أوتاوا أسطولاً حديثاً من طائرات ماكدونيل دوغلاس CF-18، وتنتقل تدريجياً إلى لوكهيد مارتن F-35 لايتنينغ 2.
كما تتمتع كندا بعمق عملياتي في القطب الشمالي، مما يعزز من قدراتها الاستراتيجية، لكن تقرير "ناشيونال إنترست" يصفها بـ "الشريك الخصم" للولايات المتحدة في إشارة لاعتبارها حليفا تاريخيا لواشنطن رغم التوتر الذي تشهده العلاقات في ظل ولاية دونالد ترامب الثانية.