سارة عبد الرازق
أعلنت برلين استدعاء سفيرها في جورجيا، بيتر فيشر، للاستشارة وذلك على خلفية التوتر القائم بين الاتحاد الأوروبي وبلد القوقاز.
وصرحت وزارة الخارجية الألمانية عبر منصة "إكس" قائلة: قادة جورجيا يتحركون منذ شهور ضد الاتحاد الأوروبي وألمانيا والسفير الألماني نفسه".
وأشارت إلى أن قرار الاستدعاء جاء لمناقشة الخطوات القادمة، حيث يواجه بيتر فيشر انتقادات من شخصيات سياسية جورجية، من بينهم رئيس الوزراء إيراكلي كوباخيدزه.
ذروة تصعيد دبلوماسي طويل
صحيفة "شبيغل" الألمانية قالت إن استدعاء السفير الألماني لدى جورجيا، يشير إلى ذروة تصعيد دبلوماسي طويل بين رئيس الوزراء الجورجي الموالي لروسيا والمبعوث الألماني.
وأوضحت الصحيفة أن التوترات تصاعدت في منتصف سبتمبر، عندما اتهم كل من كوباخيدزه ورئيس البرلمان شالفا بابواشفيلي، السفير الألماني بالتدخل في الشؤون الداخلية لجورجيا، وحتى ناقشا علنًا إمكانية ترحيله.
وتابعت أن فيشر انتقد مرارًا ميل الحكومة الجورجية نحو السلطوية، وأن حضوره جلسات المحكمة الخاصة بشخصيات المعارضة زادت من توتر العلاقات مع تبليسي.
كما تعرض السفير أيضًا للانتقاد بسبب استئجاره منزلًا من سياسي معارض، وهو الأمر الذي أسهم في تصاعد الهجمات ضده من دوائر موالية للحكومة على مدار أشهر.
فيشر ليس الممثل الأوروبي الوحيد
فيشر ليس الممثل الأوروبي الوحيد الذي يواجه احتكاكات مع السلطات الجورجية، فالأسبوع الماضي فرضت وزارة الداخلية الجورجية غرامة على وزيرة الخارجية الفنلندية إلينا فالتونين بعد أن أعربت عن تضامنها مع المحتجين المناهضين للحكومة خلال زيارتها لجورجيا.
ووفقًا لمجلة "بوليتيكو" يُتوقع أن تُناقش هذه القضية في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المقرر الاثنين.
"جسر بين الدول لا جدار"
رئيس البرلمان الجورجي علق على استدعاء السفير الألماني لدى جورجيا، قائلا: "لقد كررت من قبل أن الشراكة الخاصة بين جورجيا وألمانيا التي استمرت 30 عامًا وصلت إلى أدنى مستوى لها تحت هذا السفير الحالي، نأمل بصدق أن يكون استدعاء السفير إشارة لرغبة في إعادة ضبط العلاقات. نحن بالطبع مستعدون لأن تعود العلاقات مع ألمانيا إلى المستوى الذي تستحقه".
وأضاف: "حقيقة استدعاء السفير الألماني مهمة بالنسبة لنا. لن أدخل في تفاصيل مطولة الآن؛ مواقفنا واضحة، بما في ذلك ما يتعلق بأنشطة السفير الألماني. لقد أعلنّا هذه المواقف عدة مرات ونحافظ عليها. لدينا حجج قوية لدعمها، وقد شهد المجتمع بأكمله ما جرى. لذلك أفضل عدم التوسع في تصريحات إضافية؛ ما يهم هو أن يكون هذا إشارة لإعادة النظر. يجب أن يكون السفير جسرًا، لا عقبة".
وختم بابواشفلي قائلاً: بشكل عام، أعتقد أن جميع السفراء يجب أن يكونوا نموذجًا إيجابيًا، ويظلوا ضمن حدود أدوارهم الدبلوماسية، ويهتموا بالبلد الذي يمثلونه. يجب أن يكونوا جسرًا بين الدول، لا جدارًا. نأمل بصدق أن تدرك الحكومة الألمانية أن الأنشطة الحالية للسفير تسبب فقط صعوبات في العلاقات بين حكومتينا".
الرئيسة السابقة تعلق
أما سالومي زورابيشفيلي، الرئيسة السابقة لجورجيا المؤيدة لأوروبا، فكتبت عبر منصة "إكس": إن ألمانيا استدعت السفير بيتر فيشر بعد أشهر من الهجمات عليه، مضيفة "هذا القرار من الحكومة الألمانية لا يعني أن أوروبا أدارت ظهرها لجورجيا".
وذكرت " ليس أوروبا التي تدير ظهرها، بل الحكومة الجورجية التي تنحرف عن إرادة الشعب، ومع ذلك يواصل الشعب الجورجي كل يوم اختيار أوروبا، بشجاعة وأمل"، وفق تعبيرها.
