كشف المواطن الأمريكي، مصري الأصل، محمد صبري سليمان، منفذ هجوم كولورادو، الذي استهدف خلاله عدداً من المتضامنين اليهود مع الرهائن الإسرائيليين المختطفين في قطاع غزة، السبب وراء الهجوم ولجوئه للقنابل الحارقة بدل السلاح.
وقال ممثلو الادعاء إن مصرياً متهماً بإلقاء قنابل حارقة على مسيرة مؤيدة لإسرائيل في ولاية كولورادو الأمريكية؛ ما أدى إلى إصابة أكثر من 10 أشخاص، أمضى عاما كاملاً في التخطيط لهجومه واستخدم القنابل الحارقة بدلاً من السلاح الناري؛ لأن وضعه كمهاجر يمنعه من شراء الأسلحة.
وتفيد وثائق محكمة الولاية والمحكمة الاتحادية بأن سليمان (45 عاماً) قال للمحققين إنه كان يريد "قتل جميع الصهاينة"، لكنه أرجأ تنفيذ الهجوم الذي وقع في مدينة "بولدر" إلى ما بعد تخرج ابنته من المدرسة الثانوية.
وبحسب الوثائق القضائية، اتهمت المحكمة سليمان بالشروع في القتل والاعتداء وارتكاب جريمة كراهية اتحادية، وفق "رويترز".
ونقلت إفادات الشرطة ومكتب التحقيقات الاتحادي عن المشتبه به قوله إنه تعلم إطلاق النار من مسدس في فصل تعليمي حضره بغرض الحصول على تصريح حمل سلاح مخفي، لكن انتهى به الأمر باستخدام القنابل الحارقة بسبب وضعه كمهاجر.
وقال سليمان للمحققين إنه تعلم كيفية صنع القنابل الحارقة من موقع "يوتيوب" لمقاطع الفيديو على شبكة الإنترنت.
من جهته، قال تود لايونز القائم بأعمال مدير "وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك" إن سليمان تجاوز مدة تأشيرة سياحية ولديه تصريح عمل منتهي المدة.
واستغل مسؤولو إدارة ترامب على الفور هجوم، يوم الأحد، ليكون مثالاً على سبب اتخاذهم إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية.
وجاء في إفادة خطية من الشرطة تدعم مذكرة اعتقال سليمان أنه ولد في مصر وعاش في الكويت لمدة 17 عاماً وانتقل قبل 3 سنوات إلى مدينة "كولورادو سبرينجز"، الواقعة على بعد 161 كيلومترا جنوبي بولدر، حيث عاش مع زوجته وأبنائه الخمسة.
وقال وزير الخارجية ماركو روبيو على موقع إكس: "في ضوء هجوم أمس المروع، يجب أن يعلم جميع الإرهابيين وأفراد أسرهم والمتعاطفين مع الإرهابيين الموجودين هنا بتأشيرات دخول، أننا في عهد إدارة ترامب سنجدكم وسنلغي تأشيراتكم ونرحلكم".
وجاء في إفادة شرطة بولدر أن سليمان خطط لمدة عام لتنفيذ الهجوم الذي وقع في مركز "بيرل ستريت" التجاري، وهو مكان تسوق للمشاة يحظى بشعبية ويقع بالقرب من جامعة كولورادو.
وكان المصابون، ومعظمهم من كبار السن، يشاركون في فعالية نظمتها منظمة (اركضوا من أجل حياتهم) والتي تكرس جهودها لتسليط الضوء على الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ هجوم حركة "حماس" في 2023 على إسرائيل.
وهجوم "بولدر" أحدث أعمال العنف التي تستهدف اليهود الأمريكيين والمرتبطة بالغضب من الهجوم العسكري الإسرائيلي المتصاعد في غزة. وجاء في أعقاب مقتل موظفَين بالسفارة الإسرائيلية بعد إطلاق النار عليهما خارج المتحف اليهودي في واشنطن الشهر الماضي.
وقالت وزيرة العدل الأمريكية بام بوندي إن المشتبه به سيخضع للمساءلة بأقصى ما يسمح به القانون على ما وُصف بأنه "هجوم إرهابي معاد للسامية".
وقالت السلطات إنها عثرت على 16 زجاجة مملوءة بالبنزين بالقرب من مكان اعتقال المشتبه به.
وعثرت الشرطة أيضا على عبوة بنزين في سيارته المتوقفة في موقع قريب، وعلى بخاخة لرش الأعشاب الضارة مملوءة بالبنزين في مكان الواقعة.
تشير الإفادة الخطية إلى مقطع فيديو تداولته وسائل التواصل الاجتماعي يظهر سليمان "عاري الصدر وهو يسير ذهابا وإيابا بينما يحمل ما يبدو أنها قنابل حارقة".
وخلال مثوله الوجيز أمام محكمة اليوم الاثنين، ظهر سليمان عبر بث مرئي من سجن مقاطعة بولدر، واقفا ومرتديا بدلة برتقالية. ورد قائلا "نعم" على بعض الأسئلة الإجرائية التي طرحها القاضي، لكنه لم يقل شيئا آخر.
وقالت كاثرين هيرولد محامية سليمان خلال الجلسة إنها ستحتفظ بأي دفوع تتعلق بشروط الكفالة إلى وقت لاحق.
ويواجه المشتبه به عقوبة قصوى بالسجن مدى الحياة إذا ثبتت إدانته بتهمة جريمة الكراهية الاتحادية؛ لأنه متهم أيضا بالشروع في القتل في محكمة الولاية.
وتصل عقوبة تهم الشروع في القتل المتعددة إلى السجن لمدة تصل إلى 384 سنة.
وقال متحدث باسم وزارة الأمن الداخلي في وقت سابق إن سليمان دخل البلاد في أغسطس/ آب 2022، وقدم طلب لجوء في الشهر التالي.
وأضاف المتحدث "المشتبه به محمد سليمان موجود بشكل غير قانوني في بلادنا".
وقال لايونز خلال مؤتمر صحفي في بوسطن: "هناك الملايين مثله نحاول تحديد أماكنهم من عهد الإدارة السابقة الذين لم يتم التدقيق بشأنهم كما ينبغي وسُمح لهم بالدخول".
وأضاف: "هذا جهد كبير لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك في الوقت الحالي".
وكتب الرئيس دونالد ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أنه لن يتم التسامح مع مثل هذه الهجمات.
وقال: "هذا مثال آخر على سبب وجوب الحفاظ على أمن حدودنا وترحيل المتطرفين المعادين للولايات المتحدة الموجودين بشكل غير قانوني من وطننا".
وذكرت شرطة بولدر أنه تم نقل 4 نساء و4 رجال، تتراوح أعمارهم من 52 إلى 88 عاماً، إلى المستشفيات بعد الهجوم.
وقالت السلطات المحلية اليوم الاثنين إنه تم تسجيل 4 مصابين آخرين منذ ذلك الحين.