ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
يرى خبراء في العلاقات الدولية، أن هناك عراقيل تواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في عقد قمة تجمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني، شي جين بينغ، أبرزها حجم الثقة من جانب بكين وموسكو تجاه مساعي ونوايا ترامب، لافتين إلى أن هذه القمة لو كتب لها النور ستلعب دورا مهما في حماية السلام والاستقرار والأمن الدولي.
وكان ترامب أعلن عزمه على عقد قمة ثلاثية مع الزعيمين الروسي والصيني، وهو ما يأتي في أعقاب اتفاقه مع بوتين على بدء محادثات السلام في أوكرانيا، مشيرا أن الصين ستساعد في إنهاء حرب أوكرانيا.
فكرة جريئة
ويؤكد الخبير في الشؤون الدولية، محمد بايرام، أن فكرة ترامب بعقد قمة ثلاثية مع بوتين وشي جين بينغ جيدة وجريئة من حيث المبدأ، وتحمل فوائد للجميع، لا تقف عند إمكانية التعامل مع الحرب في أوكرانيا ولكن أزمات وصراعات دولية أخرى، وملفات متعثرة بين الدول الثلاث.
وأوضح بايرام في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن عقد هذه القمة يتوقف على عدة اعتبارات، منها مواقف الصين وروسيا، ومدى الثقة في مساعي ترامب، مشيرا إلى أن بكين لن تمانع في حال جدية الرئيس الأمريكي، بجانب اعتبارات أمريكية تتعلق بوجود جانب من الرفض لعقد القمة في بعض المواقع داخل إدارة ترامب والبنتاغون والاستخبارات، لكن الرئيس الجمهوري معروف عنه اتخاذ قرارات دون العودة إلى المقربين منه.
ويعتقد بايرام أن ترامب سيسير في العمل على عقد هذه القمة، بغض النظر عن مدى موافقة الداخل السياسي، أما بوتين فسيقبل بحذر؛ لأنه إذا دخل في مفاوضات فسيتمسك بأن يكون في صورة "المنتصر" الذي استطاع اقتطاع أجزاء من أوكرانيا ومن المحتمل في هذا الصدد أن يكون إعادة صياغة النظام العالمي في صالحه.
وسيط عالمي
وبين بايرام أن الصين تريد من مثل هذه القمة أيضا في حال إتمامها، فك بعض التعقيدات مع واشنطن في ظل القرارات الاقتصادية والتجارية التي اتخذها ترامب مؤخرا، على الرغم من قبول بعض الأوساط في بكين، بنسبة الـ10% التي فرضها كرسوم جمركية على الصادرات الصينية إلى بلاده.
وأضاف بايرام أن ترامب يريد إظهار قدرته على التفاوض مع الكبار مقارنة بالرئيس السابق جو بايدن، فضلا عن الترويج لنظام عالمي جديد يكون فيه هو "الوسيط" المقبول والمسيطر بين القوى الكبرى ويعزز نفوذه، لافتا إلى أن محاولات ترامب إعادة روسيا إلى مجموعة "السبع الكبار" يواجه صعوبات، أبرزها رفض الدول الأوروبية لا سيما مع استمرار حرب أوكرانيا.
ورجح أن تكون القمة بداية صفقة من الممكن أن تشمل توقف الدعم الأمريكي إلى أوكرانيا مقابل تنازلات روسية مع إيقاف الحرب؛ ما يسجل لـترامب تاريخيا، في وقت لن يقبل فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومن خلفه أوروبا بذلك.
انعكاسات إيجابية
فيما يقول الباحث الصيني المختص في العلاقات الدولية، تشو تشيوان، إن مقترح ترامب لعقد قمة ثلاثية تجمعه مع الرئيسين الروسي والصيني، إذا كان يحمل الجدية والرغبة الحقيقة في إتمامه، سيكون بمثابة منصة مناسبة لتحقيق التواصل والتنسيق بين الدول الثلاث، مما سيكون له انعكاسات إيجابية على عدة مجالات عالميا.
وشكك تشيوان في تصريح لـ"إرم نيوز"، في جدية ونوايا ترامب حول هذه القمة، لاسيما أن الولايات المتحدة لا تترجم أقوالها إلى أفعال، لافتا إلى أن واشنطن كانت تتحدث عن تحسين العلاقات مع بكين، لكن في الحقيقة استمرت في معاداتها واستهداف عمل الصين على التنمية في مجالات الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية، بجانب ما يتمسك به ترامب منذ ولايته السابقة في 2018، بشن حرب تجارية على الصين.
حماية السلام الدولي
وأشار تشيوان إلى ضرورة الوقوف على مدى إمكانية تحقيق هذا الاقتراح بقمة ثلاثية بشكل يجعل هناك منفعة حقيقة بين بكين وواشنطن وموسكو، وهو ما سيترتب عليه رد "الخارجية الصينية" بخصوص ذلك، لافتا إلى أن بكين تسعى إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، لاسيما مع ما شهدته العلاقات من توتر مستمر خلال السنوات الأخيرة، ولكن هناك أسس لذلك تنطلق من الاحترام المتبادل.
وذكر تشيوان أن الصين دائما تظهر الرغبة والفعل في تحسين العلاقات الثنائية على عكس ما تفعله الولايات المتحدة، وتتعامل انطلاقا من مبادئ في علاقاتها الدولية سواء مع أمريكا أو بقية بلدان العالم، أساسها الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتعايش السلمي.
وأردف تشيوان أن الصين وأمريكا وروسيا دول كبرى في الساحة العالمية، ومن المؤكد أن تعاونهما سيلعب دورا مهما في حماية السلام والاستقرار والأمن الدولي، وبكين تتطلع لبذل الجهود المشتركة مع واشنطن وموسكو، لتحقيق المزيد من المساهمة لحماية السلم العالمي.
