أقرّ مجلس الشيوخ الأمريكي تعيين تشارلز كوشنر، والد جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب، سفيراً للولايات المتحدة في فرنسا.
ويأي التعيين بعد خمسة أعوام من إصدار ترامب، في سنته الأخيرة من ولايته الأولى عام 2020، عفواً عن كوشنر الأب الذي سُجن بتهمة التهرب الضريبي، والتلاعب بالشهود، والتبرعات غير القانونية للحملات الانتخابية.
واعترف كوشنر للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في وقت سابق من هذا الشهر، أنه ارتكب "خطأ خطيراً للغاية ودفعتُ ثمناً باهظاً لهذا الخطأ".
لكنه أضاف أن أخطاءه الماضية ستجعله "أكثر تأهيلاً للقيام بهذه الوظيفة" كسفير للولايات المتحدة في فرنسا، حسبما نقلت عنه وكالة رويترز.
وجاء تعيين كوشنر الأب بأغلبية 51 صوتاً مقابل 45، وسيتوجه قريباً إلى فرنسا في ظل توتر العلاقات بين الحليفين التقليديين، وبين واشنطن وبقية أوروبا، بسبب سياسات ترامب التجارية وموقف الولايات المتحدة من الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.
يُعرف تشارلز كوشنر (71 عاماً) بأنه قطب عقارات، وهو أيضاً مؤسس شركة "كوشنر كومبانيز" العقارية. كما أنّه والد جاريد كوشنر زوج إيفانكا ترمب، الابنة الكبرى للرئيس الأمريكي.
حُكم عليه بالسجن عامين عام 2005 بعد إقراره بالذنب في الإدلاء بتصريحات كاذبة للجنة الانتخابات الفيدرالية، والتلاعب بالشهود، والتهرب الضريبي بشأن تبرعات وهدايا سياسية بقيمة 6 ملايين دولار، وُصفت على أنها نفقات تجارية.
قضى كوشنر 14 شهراً في سجن فيدرالي في مونتغمري، ألاباما، وقضى بقية عقوبته البالغة عامين في دار رعاية مؤقتة في نيوارك، لكن في ديسمبر 2020، قبيل نهاية ولايته الأولى، أصدر ترامب عفواً عن كوشنر.
وقال كوشنر في معرض ندمه "منذ ذلك الحين، عفا عني الرئيس ترامب. لكنني لا أجلس هنا أمامكم اليوم لأقول لكم إنني شخص مثالي. أنا لستُ كذلك. لقد ارتكبتُ خطأً فادحاً للغاية، ودفعتُ ثمناً باهظاً جداً لهذا الخطأ".
ثم وصفه ترامب فيما بعد بـ "قائد أعمال بارع، ومُحسن، وصانع صفقات"، ليعلن في نوفمبر/ تشرين الماضي رغبته في ترشيح كوشنر سفيراً لواشنطن في باريس، معتبراً أنّه سيُعزّز الشراكة بين الولايات المتحدة وفرنسا.
وحينها، قال البيت الأبيض: "إن هذا السجل من الإصلاح والإحسان يطغى على إدانة كوشنر والحكم عليه بالسجن لمدة عامين بتهمة إعداد إقرارات ضريبية كاذبة، والانتقام من الشهود، والإدلاء بتصريحات كاذبة" للجنة الانتخابات الفيدرالية.
فيما وصف حاكم ولاية نيوجيرسي السابق كريس كريستي، الذي قام بمحاكمة هذه القضية، في وقت لاحق بأنها "واحدة من أكثر الجرائم إثارة للاشمئزاز والبغضاء التي قمت بملاحقتها".