ردًا على تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن ضمانات طهران المكتوبة لواشنطن بعدم اغتيال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أعلنت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، أن إيران "تلتزم تمامًا" بمبادئ القانون الدولي.
وأضافت أن الحكومة الإيرانية تعلن "منذ سنوات" أنها تتابع مقتل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، عبر الجهات القانونية والقضائية.
كما أكد المندوب الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، أنها لا تعلق علنًا على "تفاصيل الرسائل الرسمية" بين طهران وواشنطن.
وردًا على أنباء ضمان الحكومة الإيرانية المكتوب بعدم اغتيال ترامب، كتب جوني إرنست، السيناتور الجمهوري الأمريكي، على إكس: "لا يمكن للولايات المتحدة أن تثق بوعود إيران، في حين أن هذا النظام قد حدد مكافآت للعديد من المسؤولين السابقين من إدارة ترامب".
وأضاف: "علينا تطبيق أقصى العقوبات وإضعاف النظام الذي يدعم الإرهاب حتى يثبت أنه لم يعد يسعى لاغتيال الأمريكيين".
وأعلنت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير حصري، اليوم الجمعة، أن إيران قدمت الشهر الماضي تأكيدات مكتوبة للرئيس الأمريكي جو بايدن في رسالة سرية بأنها "لا تنوي اغتيال دونالد ترامب"، الذي كان حينها مرشحًا لمنصب الرئاسة.
وتم إرسال هذه الرسالة بعد الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل في 1 أكتوبر/تشرين الأول، وقبل أن تهاجم إسرائيل مواقع الدفاع الجوي الإيرانية ومنشآت إنتاج الصواريخ في 26 أكتوبر.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في الوقت نفسه أنها لم تلعب أي دور في الهجوم الإسرائيلي، لكن إدارة بايدن زادت قواتها في المنطقة قبل الضربات الجوية الإسرائيلية.
وبحسب مسؤولين أمريكيين، أعلن بايدن في رسالته إلى طهران أن الحكومة الأمريكية ستعتبر التهديدات ضد ترامب قضية أمن قومي من الدرجة الأولى وعملاً من أعمال الحرب.
وأكد المسؤولون الأمريكيون أن رسالة واشنطن وصلت إلى علي خامنئي المرشد الإيراني، لكنهم لم يذكروا عبر أي وسيط أرسلت هذه الرسائل.
وقال عباس عراقجي وزير خارجية إيران بعد يومين من الرسالة: "كانت هناك عملية بيننا وبين الأمريكيين تسمى عملية مسقط، وكانت مرتبطة بالمفاوضات النووية، وتلك العملية متوقفة حاليًا، لكن عملية تبادل الرسائل ونقلها "لا تزال الآراء موجودة بمختلف الطرق وسنستخدمها عند الضرورة".
وبحسب مصادر وول ستريت جورنال، فإن رد طهران لم يكن موقعًا من مسؤول محدد، لكن الاتهام "بارتكاب جريمة لإصدار الأمر بقتل قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني" تكرر ضد ترامب.
ومنذ مدة طويلة، سعت إيران إلى الإضرار بمسؤولي إدارة ترامب الذين شاركوا في عملية مقتل سليماني وسياسة الضغط الأقصى على طهران.
وزير الخارجية مايك بومبيو، وبريان هوك رئيس "مجموعة العمل الإيرانية"، وجون بولتون مستشار الأمن القومي، كانوا ثلاثة مسؤولين مؤثرين في سياسات إدارة ترامب الأولى ضد طهران، الذين بعد ترك مناصبهم وحتى اليوم، وبسبب التهديدات الخطيرة التي تعرضت لها حياتهم، أصبحوا تحت حماية جهاز الخدمة السرية الأمريكي.
وكان ترامب أعلن مطلع يناير/كانون الثاني 2020 مسؤوليته عن إصدار أوامر باغتيال قاسم سليماني خلال خروجه من مطار بغداد الدولي في العراق.