logo
العالم

درع السيليكون" يتصدع.. تايوان أمام اختبار البقاء بين طموح ترامب وضغط بكين

أمام شعار شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية (TSMC) في ...المصدر: مجلس العلاقات الخارجية (CFR)

أثارت سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه تايوان  مخاوف كبيرة داخل الجزيرة حول متانة ما يُعرف بـ«درع السيليكون»، وهو المفهوم القائم على أن التفوق في تصنيع أشباه الموصلات سيحمي تايوان من أي هجوم محتمل. 

أخبار ذات علاقة

ترامب وشي

رهان المصالح.. هل تصبح تايوان بيدقًا في محادثات ترامب والرئيس الصيني؟

وكشفت مصادر أن هذه المخاوف يرافقها قلق من أن واشنطن قد تسعى إلى «تفريغ» الجزيرة اقتصاديا قبل أن تتخلى عنها نهائيا؛ خصوصا أن الشرارة بدأت مع فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 20% على تايوان، التي تُعد الشريك التجاري السادس للولايات المتحدة.

وعلى الرغم من ذلك، امتنعت تايوان، التي تحتل المرتبة الثانية بين شركاء الولايات المتحدة التجاريين، عن الرد بالمثل، مؤكدة على الحاجة المتبادلة بين اقتصادَي البلدين لتعميق الروابط التجارية.

من جهته شدد رئيس تايوان، لاي تشينغ-تيه، على أهمية الجزيرة باعتبارها «شريكا لا غنى عنه في عملية إعادة إحياء التصنيع الأمريكي وتعزيز ريادة الولايات المتحدة في التكنولوجيا المتقدمة»، مضيفًا: «نريد مساعدة الولايات المتحدة على إعادة التصنيع وتحقيق الريادة في الذكاء الاصطناعي، ونريد أن نستمر في دعم أمريكا لتظل رائدة في هذا العصر الجديد، ونريد المساهمة في جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى».

أخبار ذات علاقة

ترامب ونظيره الصيني خلال اللقاء

مخاوف من "صفقة خلف الكواليس".. هل باع ترامب تايوان مقابل "فول الصويا"؟

ورغم أن الهدف المعلن لترامب يتمثل في تقليص العجز التجاري الأمريكي، فإن الرسوم الجمركية لن تكون فعالة بشكل كبير مع تايوان؛ إذ إن أغلبية صادراتها من المنتجات التكنولوجية معفاة من الرسوم، بالإضافة إلى محدودية إنتاج الولايات المتحدة مقارنة بالطلب المتزايد، وتشير التقديرات إلى أن حصة الولايات المتحدة من إجمالي طاقة تصنيع أشباه الموصلات العالمية، ستزداد من نحو 10% فقط إلى 14% بحلول عام 2032.

لكن مع ذلك، يظل القلق قائمًا بشأن نوايا واشنطن الحقيقية وتأثير إعادة توجيه سلاسل التوريد العالمية على أمن تايوان، ويعتقد كثيرون في تايوان، بمن فيهم الرئيسة السابقة تساي إنغ-وين، أن ما يُعرف بـ«الدرع السيليكوني» يحمي الجزيرة؛ إذ لن تُقدم الصين على استخدام القوة طالما أن فقدان الوصول إلى الرقائق التايوانية سيضر بقطاعها الصناعي، وسيتدخل المجتمع الدولي لمنع أي صراع اقتصادي عالمي محتمل.

لكن إذا قل الاعتماد العالمي على قدرات تايوان في تصنيع الرقائق، قد يتلاشى هذا الدرع. والأسوأ من ذلك، إذا نجحت الولايات المتحدة في نقل الإنتاج إلى أراضيها، فقد يقل اهتمامها بأمن تايوان؛ ما يثير مخاوف من عدم الدفاع عن الجزيرة ضد أي عدوان صيني. ويرى كثير من التايوانيين أن قرار TSMC بالإنتاج داخل الولايات المتحدة «يفرغ الجزيرة ويقوّض الدرع السيليكوني»، بحسب رئيس حزب الشعب التايواني هوانغ كوو-تشانغ.

وأظهرت استطلاعات حديثة أن 60% من التايوانيين لا يعتبرون الولايات المتحدة دولة جديرة بالثقة، بزيادة 10% عن 2024، فيما عبّر 40.5% عن وجهات نظر سلبية تجاه الولايات المتحدة، ارتفاعًا من 24.2% العام الماضي، واعتبر 81.9% أن سياسة ترامب غير منطقية.

إذا تعمق هذا التحول في الرأي العام، فقد يعتقد كثيرون أن التوحيد مع الصين حتمي، ومن الأفضل التفاوض على الشروط قبل أن تفقد تايوان أي نفوذ؛ ما يجعل من الصعب على الحكومة تأمين التمويل اللازم لتطوير مجتمع أكثر صلابة وقوة ردع أكبر، وقد تختار بكين زيادة ضغوطها على تايوان، معتقدة أن الولايات المتحدة لن تتدخل؛ ما يضر بمصالح واشنطن الاستراتيجية في ضمان قدرة الجزيرة على تقرير مستقبلها بحرية، ويقوض مصداقية الولايات المتحدة مع حلفائها الإقليميين، بما في ذلك أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية.

وبحسب مراقبين فإن على الولايات المتحدة توضيح أن مصالحها في مضيق تايوان لا تقتصر على الرقائق، وأن التزامها بأمن الجزيرة يسبق اختراع أشباه الموصلات وسيستمر بغض النظر عن كمية الرقائق المستوردة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC