"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال
يهدد الحديث عن وضع "صفر تخصيب" شرطا أساسيا في المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، بدفع الاتفاق المنشود إلى حافة الانهيار.
وقد تقدم إيران تنازلات مرحلية، مثل السماح بإشراف دولي على منشآتها النووية أو تجميد مؤقت للتخصيب بنسب عالية، بينما تصر على رفض ما تصفها بـ"الشروط التعجيزية"، وعلى ربط أي اتفاق برفع العقوبات أولاً.
تأتي هذه المفاوضات في ظل أجواء متشائمة، مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية ووضع واشنطن شروطاً صارمة، مما يضع الاتفاق النووي على خط النار.
وقد يؤدي التشدد من كلا الجانبين إلى تعطيل المسار الدبلوماسي أو حتى تصعيد عسكري، ومع ذلك، لا تزال الدبلوماسية هي الأداة الرئيسة، رغم التحديات التي تحيط بها.
حول هذه التطورات، يقول أستاذ الدراسات الفارسية في كلية الآداب بجامعة عين شمس المصرية، أحمد لاشين، إن إيران دخلت هذه الجولة من المباحثات في إطار أكثر تشاؤماً وتشدداً، بخلاف الجولات السابقة؛ بسبب الموقف الأمريكي من تصفير التخصيب، وكذلك التهديدات الإسرائيلية بضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وأضاف لـ "إرم نيوز" أن هناك أيضا تصريحات إيرانية تؤكد رفض أي تفكيك لأجهزة الطرد المركزي أو وقف التخصيب بشكل كامل، وكذلك حالة الاستقطاب السياسي في الداخل الاجتماعي بين مؤيد لعملية التفاوض ورافض تماماً لأي تنازل تقدمه إيران لأمريكا.
وأوضح لاشين أن المفاوض الإيراني يحاول أن يصل إلى تسوية جيدة مع أمريكا، حتى وإن كانت تسوية مرحلية مؤقتة، عن طريق عرض إشراف أمريكي ودولي على المنشآت الرسمية الإيرانية مثل فوردو أو نطنز، بحيث لا يتعدى التخصيب الحدود السلمية بنسبة 3.67% مع تقديم عرض لمشاركة إقليمية في تخصيب اليورانيوم ممثلة في السعودية والإمارات بإشراف أمريكي.
وأشار إلى أن الأمر قد يصل في حال تعقيده إلى عرض تجميد مؤقت للتخصيب لفترة زمنية محددة، مع نقل مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة تفوق 60% إلى دولة مضيفة ثالثة، قد تكون روسيا في هذه الحالة، وبإشراف من وكالة الطاقة الذرية.
وبيّن أن الجانب الأمريكي قد يقبل بهذا العرض، في مقابل الوجود الاقتصادي الجيد في الداخل الإيراني، خاصة مع سعي إدارة ترامب لحالة استقرار اقتصادي في الإقليم يعود على أمريكا في المقام الأول، ولكن إن تأزمت الأمور فقد تقدم إسرائيل بدعم أمريكي على تنفيذ عملية عسكرية ضد إحدى المنشآت النووية الإيرانية، ما قد يضع جميع الأطراف على خط المواجهة خاصة مع سعي نتنياهو إلى مزيد من إشعال للمنطقة، وإيران تعد نقطة اشتعال دائمة لنتنياهو.
المحلل والباحث السياسي، مصيب نعيمي، رأى أن المحادثات قد تطول بعض الوقت؛ لأن هناك مشروعا إيرانيا معروفا وواضحا، وهو أن إيران لا يمكنها القبول بأي شروط تعجيزية إلا في إطار الاتفاق المشروع للمنظمة النووية.
وأضاف لـ "إرم نيوز" أن لكل دولة الحق في امتلاك التقنيات النووية والاستفادة منها في الإطار السلمي، وإذا كان هناك طلب على شكل ضمانات لعدم الخروج عن هذا الإطار فإيران مستعدة، ولكن النقطة الأساسية التي تركز طهران عليها هي ضرورة وجود ثقة بمواقف الجانب الآخر، بطريقة متبادلة.
وأوضح أن النقطة الأخرى التي تركز عليها إيران أنه إذا حدث اتفاق، فيجب أن يكون متزامناً مع تنفيذ تعهدات الطرف الآخر، أي وقف العقوبات أو بعض منها، وهذه الأمور هي التي لا تزال قيد النقاش، ولكن إن كانت هناك رغبة أمريكية للحل فسيصلون بالنهاية إلى نتيجة.
وأشار إلى أنه يجب أن تكون هناك التزامات من الأطراف الأخرى إن كانت غربية وأوروبية ومن الدول دائمة العضوية المشاركة، وبذلك فإن قلق الجانب الآخر من أن التقنية النووية الإيرانية هي من أجل الأسلحة النووية غير مبرر لأن إيران لم تقم بأي من ذلك.
وخلص إلى أن المحادثات لن تصل إلى نتيجة فورية؛ إذ يحتاج الأمر إلى جولات أخرى، وقد يحتاج كل طرف أن يأخذ مقترحات الطرف الآخر لدراستها ثم البت في الأمر نحو الحل أو مزيد من الجولات.