ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"

logo
العالم

خبراء: أجواء محادثات عُمان تمنح أملًا حذراً بين طهران وواشنطن

خبراء: أجواء محادثات عُمان تمنح أملًا حذراً بين طهران وواشنطن
منشأة نطنز النووية الإيرانيةالمصدر: رويترز
11 أبريل 2025، 4:32 م

تبدأ يوم السبت في سلطنة عُمان جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، في وقت يتصاعد فيه التوتر الإقليمي والدولي حول الملف النووي الإيراني، ومستقبل العلاقات بين طهران وواشنطن.

هذه الجولة تأتي بعد سنوات من الانقطاع الرسمي، ومحاولات فاشلة لإحياء الاتفاق النووي (JCPOA) الذي انسحبت منه واشنطن في 2018.

ورغم هذا الانفتاح النسبي، تبقى الشكوك قائمة حول نوايا إيران الحقيقية؛ فبينما تصر أطراف داخل النظام على ضرورة إنهاء التوتر عبر الحوار، يرى آخرون – ومن بينهم شخصيات محسوبة على التيار المتشدد – أن الولايات المتحدة لا يمكن الوثوق بها، وأن التفاوض لن يغيّر من سياسات العقوبات أو العداء الغربي لطهران.

أخبار ذات علاقة

علما الولايات المتحدة وإيران

واشنطن تحذر إيران من "التصعيد" قبل مفاوضات مسقط

نتائج مفاوضات إيران وأمريكا أهم من شكلها

وقال الخبير في العلاقات الدولية والدبلوماسية العامة، علي نصري، إن نتائج المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة هي الأهم، بغض النظر عن شكل أو نوعية الحوار سواء كان مباشراً أو غير مباشر، مشدداً على أن ما قام به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً كان يحمل ثلاث رسائل واضحة لإيران.

وأوضح نصري لـ"إرم نيوز"، أن الرد المفاجئ لستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الشرق الأوسط، على تغريدة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بكلمة واحدة: "عظيم" (Great)، كان بمثابة "إشارة ناعمة "في الدبلوماسية العامة تهدف إلى تهيئة أجواء نفسية إيجابية، وإعادة تشكيل صورة الطرف الآخر تمهيداً لتفاعل لاحق.

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي

عراقجي: محادثات عُمان "اختبار حقيقي" لجدية واشنطن

وأشار نصري إلى أن تغريدة ويتكوف، وما تبعها من حذف لاحق، تعكس إما حساسية داخل الأوساط السياسية الأمريكية أو أنها قد تكون تكتيكاً إعلامياً لجذب الانتباه أو لإثارة الغموض في حسابات الجانب الإيراني، معتبراً أن هذه الإشارة، رغم بساطتها، تؤكد وجود نافذة دبلوماسية جديدة بين البلدين يمكن استغلالها.

وعن إعلان ترامب المفاجئ حول المفاوضات مع إيران خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال نصري إن هذه "العرضية الإعلامية" حملت ثلاث رسائل: "تفضيل الولايات المتحدة للحوار المباشر مع إيران لحل الملفات العالقة، وتوجيه تحذير مبطن لإيران بأن فشل المفاوضات قد يفتح المجال لتطبيق رؤى نتنياهو الأكثر تشدداً".

وأكد نصري أن تركيز بعض الأوساط الإعلامية الإيرانية على شكل المفاوضات – سواء مباشرة أو غير مباشرة – يشتت الانتباه عن الهدف الأهم وهو حماية المصالح الوطنية والاستجابة لمطالب الشعب.

وأضاف، أن "تحويل مصطلحات مثل 'المفاوضات المباشرة' إلى خطوط حمراء سياسية يقلل من قدرة الدبلوماسية الإيرانية على المناورة".

أخبار ذات علاقة

علما إيران وأمريكا

3 أسباب لموافقة إيران على إجراء محادثات مباشرة مع ترامب

نتائج هذه المفاوضات لن تكون فورية أو سريعة

وفي سياق متصل، قال المحلل السياسي عبد الرضا فرجي في حديث لـ"إرم نيوز"، إن المحادثات المرتقبة ستكون معقدة للغاية، خاصة في ظل عدم وضوح طبيعة المطالب المتبادلة بين الطرفين حتى الآن.

وأشار إلى أن قصر المطالب الأمريكية على الملف النووي قد يفتح الباب لتقدم تدريجي، لكن في حال اتسعت لتشمل قضايا مثل البرنامج الصاروخي أو ملفات مرتبطة بإسرائيل، فإن المسار سيكون أكثر صعوبة وتشابكاً.

وأكد أنه من غير الواقعي توقع انفراجة اقتصادية سريعة بعد الجلسة الأولى، لافتاً إلى احتمال استمرار اللقاءات وتحوّلها إلى مفاوضات مباشرة إذا أبدى الطرفان جدية في التقدم.

كما حذر من أن الوقت يداهم الطرفين مع اقتراب تفعيل آلية "السناب باك" (عودة العقوبات تلقائياً)، وهو ما قد يدفعهما إلى تسريع المفاوضات أو يضاعف تعقيدها.

وفيما يخص الموقف الأوروبي، أوضح فرجي ، أن الدول الأوروبية لن تقدِم على خطوات فاعلة إلا إذا لمست إشارات جدية من طهران وواشنطن، ما يجعل من تحسين السياسة الخارجية الإيرانية أولوية ملحة قبل انتظار رفع العقوبات.

وأضاف أن الأشهر المقبلة ستكون مفترق طرق حاسماً، ليس فقط للعلاقة بين إيران والولايات المتحدة، بل أيضاً لمستقبل الاقتصاد الإيراني الذي يتأثر بشكل مباشر بمخرجات هذه المفاوضات.

تحذيرات إيرانية من مفاوضات مباشرة مع واشنطن

بدوره، رأى المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية والقريب من معسكر المحافظين، حميد غلام زاده، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن إصرار الولايات المتحدة على إجراء مفاوضات مباشرة مع إيران يحمل أهدافاً دعائية بحتة، حيث تسعى واشنطن من خلالها إلى تصوير إيران وكأنها رضخت لضغوطها وخضعت لسياستها، في حين تصر طهران على إبقاء الحوار غير مباشر لتفادي هذا الفخ السياسي والإعلامي.

وقال: "بمجرد جلوس إيران إلى طاولة مفاوضات مباشرة، يبدأ الطرف الأمريكي في جني المكاسب السياسية والإعلامية، ولهذا فإن إيران تفضل الوساطة والحوارات غير المباشرة، حفاظاً على هامش المناورة والسيادة الدبلوماسية".

وأضاف أن طهران سبق أن أظهرت حسن نيتها في جولات سابقة من الحوار، بينما كانت واشنطن هي من أخلّ بالتزاماتها وانسحب من التفاوض، ما يجعل من الضروري أن تثبت الأخيرة جدّيتها قبل المطالبة بخطوات إضافية من إيران.

أخبار ذات علاقة

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي

الخارجية الإيرانية: طهران تمنح المحادثات مع واشنطن "فرصة حقيقية"

لماذا رضخت إيران للتفاوض؟

وبخصوص خلفيات قرار العودة إلى المفاوضات، أشار غلام زادة إلى أن "القرار على الأرجح صدر عن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وربما بُني على تقدير مفاده أن الانخراط في التفاوض يخفّض منسوب التهديدات، ويمنع أي تصعيد عسكري، لكنه يرى أن هذا التقدير غير دقيق".

وفي ما يتعلق بتحليل بعض الجهات الإقليمية والدولية للوضع، أوضح أن "هناك محاولة لتصوير لجوء إيران للتفاوض كأنه نتاج ضعف أو خوف، بينما الواقع مختلف"، مشيراً إلى أن الوضع الأمني الإيراني لا يُظهر مؤشرات خطر حقيقي لاندلاع حرب.

وحول خطر الحرب، أردف غلام زاده، بأن "احتمال الهجوم العسكري حالياً ضعيف جداً، وحتى خلال ذروة التصعيد قبل أشهر، عندما اغتيل زعيم ميليشيا حزب الله، حسن نصر الله، واحتدمت الأزمة في سوريا، كان الوضع لا يزال يثير الشكوك لدى الطرف الآخر بخصوص قدرة إيران على الرد، وجدوى الضربة من حيث تحقيق الأهداف".

وختم حديثه بالقول: "حتى ذلك الحين، المفاوضات غير المباشرة تبقى الخيار الوحيد المقبول والمضمون لصون عزّة الشعب الإيراني ومصالحه الوطنية". وفق قوله.

أخبار ذات علاقة

إزالة صور نصر الله في لبنان

لماذا أُزيلت صور نصر الله عن طريق مطار بيروت؟

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC