الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش

logo
العالم

مع اشتعال "حرب إيران".. ماذا وراء زيارة كبير مستشاري بوتين لكوريا الشمالية؟

مع اشتعال "حرب إيران"..  ماذا وراء زيارة كبير مستشاري بوتين لكوريا الشمالية؟
لقاء مستشار الأمن القومي الروسي سيرجي شويغو مع الرئيس الك...المصدر: رويترز
20 يونيو 2025، 5:00 م

أوفد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كبير مستشاريه وسكرتير مجلس الأمن القومي، سيرغي شويغو، إلى كوريا الشمالية، حاملًا تكليفات خاصة بحسب ما أوردته وكالات روسية، وسط تصاعد التوترات في المنطقة إثر المواجهة العسكرية المحتدمة بين تل أبيب وطهران.

الزيارة الروسية التي شهدت لقاء مباشرًا مع الزعيم الكوري كيم جونغ أون، لم تكن بروتوكولية، بل حملت رسائل واضحة حول نوع ومستوى التحالف الجديد بين موسكو وبيونغ يانغ، خاصة في ظل تصاعد التوتر وارتفاع احتمالات دخول واشنطن الحرب ضد الحليفة إيران.

تصاعد الضغوط الغربية 

وأكد الخبراء أن زيارة مستشار الأمن القومي الروسي إلى كوريا الشمالية تعكس تحولًا نوعيًا في مستوى التعاون العسكري بين البلدين، إذ تأتي في وقت تسعى فيه موسكو لتعزيز جبهتها الشرقية وسط تصاعد الضغوط الغربية على الحلفاء، لا سيما طهران. 

وأضاف الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن إرسال بوتين لمبعوث على هذا المستوى يعد مؤشرًا على سعي الكرملين لتنسيق الدعم العسكري مع بيونغ يانغ، في ظل امتلاكها مخزونًا هائلًا من الأسلحة التقليدية والصواريخ بعيدة المدى، ما يمثل عنصرًا حاسمًا في الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك رسالة ردع للمعسكر الغربي.

زيارات روسية 

قال سمير أيوب، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية تشهد تطورًا متسارعًا يتجلى في الزيارات المتعددة التي يجريها مسؤولون روس متخصصون في مجالات مختلفة. 

وأكد أيوب في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن اتفاقية التعاون الاستراتيجي الموقعة بين البلدين تمنح كل طرف حق تقديم المساعدة العسكرية للطرف الآخر في حال تعرضه لأي اعتداء.

وأشار المحلل السياسي إلى أن التعاون العسكري بين البلدين بات يحتل مساحة أوسع، خاصة أن مشاركة قوات كورية شمالية إلى جانب القوات الروسية في تحرير مناطق عدة بمقاطعة كورسك، وهو ما يمثل تطورًا نوعيًا في طبيعة الشراكة بين الجانبين.

وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى بكل الوسائل لتحقيق أهداف العملية العسكرية في أوكرانيا، وهو ما يفسر زيارة مستشار الأمن القومي الروسي، المقرب من بوتين، إلى كوريا الشمالية، بهدف تنسيق الدعم العسكري مع بيونغ يانغ، في ظل امتلاك الأخيرة مخزونًا ضخمًا من القذائف والصواريخ بعيدة المدى القادرة على لعب دور حاسم في المواجهات.

إرسال عمال كوريين إلى كورسك

وأشار سمير أيوب إلى أن كوريا الشمالية قد تجني أيضًا فوائد اقتصادية من هذا التعاون، لا سيما مع احتمالات إرسال عمال كوريين إلى مقاطعة كورسك للمشاركة في مشروعات البناء وإزالة مخلفات الحرب، بما فيها الألغام.

وتابع قائلًا: "هذه الزيارة لا يمكن فصلها عن تطورات الشرق الأوسط، في ظل الهجوم الإسرائيلي المتواصل على إيران، بدعم أمريكي وتحريض أوروبي، مع احتمالية تدخل عسكري أمريكي مباشر".

ولفت الخبير في الشؤون الروسية إلى أن روسيا ترى في هذا الهجوم تهديدًا لا يقتصر على إيران، بل يمتد ليشملها وكوريا الشمالية والصين، وهي الدول التي سبق أن صنفت أمريكا كمحور الشر.

وشدد أيوب على أن أي هجوم على إحدى هذه الدول يُعد تهديدًا مباشرًا للأخرى، ما يدفع موسكو وبيونغ يانغ إلى تعزيز تحالفهما كقوة ردع أمام التهديدات الغربية، مشيرًا إلى إمكانية أن تلعب الصين دورًا إيجابيًا في دعم هذا التقارب المتنامي.

وأكد المحلل السياسي أن زيارة مستشار الأمن القومي الروسي تحمل أبعادًا عسكرية واضحة، خصوصًا بعد الضربات الأوكرانية على قواعد جوية روسية واستهداف المقاتلات الروسية. 

اتفاقيات شراكة استراتيجية 

من جانبه، قال نزار بوش، أستاذ العلوم السياسية بجامعة موسكو، إن روسيا وكوريا الشمالية ترتبطان باتفاقيات شراكة استراتيجية تشمل التعاون العسكري والدفاع المشترك، مشيرًا إلى أن كوريا الشمالية سبق أن أرسلت قوات شاركت إلى جانب القوات الروسية في تحرير مدينة كورسك، في إطار تعاون مباشر.

وأضاف في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن الرئيس فلاديمير بوتين وجه الشكر في حينه لكوريا الشمالية ولرئيسها على هذا الدعم، موضحًا أن موسكو أنشأت مصانع لإنتاج الذخيرة داخل كوريا الشمالية، مستفيدة من وفرة اليد العاملة، ضمن جهود دعم عملياتها في أوكرانيا.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن هذا التعاون يفسّر تعدد زيارات المبعوثين الروس إلى بيونغ يانغ، لا سيما زيارة وزير الدفاع الروسي السابق سيرغي شويغو، الذي يتولى حاليًا منصب سكرتير مجلس الأمن القومي، ولعب دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع كوريا الشمالية.

وأوضح بوش، أن بيونغ يانغ أرسلت مؤخرًا وحدات متخصصة في نزع الألغام إلى المناطق المحررة من مدينة كورسك، في مؤشر واضح على تصاعد الشراكة العسكرية، التي باتت تستند إلى معاهدة دفاع مشترك.

تعزيز التعاون العسكري 

ورأى نزار بوش، أن زيارة شويغو الحالية ولقاءه مع الزعيم الكوري الشمالي تأتي لتعزيز التعاون العسكري، خصوصًا في ظل استمرار روسيا في دعم كوريا الشمالية بمجالي الطاقة والنفط، رغم العقوبات الغربية المفروضة، ما ساهم نسبيًا في تحسين الظروف المعيشية داخليًا.

وأضاف أن هذه الزيارات تسعى إلى تطوير مشاريع عسكرية مشتركة، بما في ذلك بناء مصانع أسلحة، لتأمين الدعم المتبادل حال وقوع أي اعتداء، مؤكدًا أن الصين حاضرة بقوة في هذا الإطار، خاصة في دعم كوريا الشمالية صناعيًا وعسكريًا وتقنيًا.

وقال أستاذ العلوم السياسة إن كوريا الشمالية باتت حديث الساعة في موسكو وبكين، نظرًا لقدراتها النووية واحتمال امتلاكها صواريخ قادرة على الوصول إلى الأراضي الأمريكية، ما يمنحها ثقلًا استراتيجيًا مهمًا في مواجهة ما تعتبره روسيا والصين تهديدًا غربيًا.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC