logo
العالم

من اليمينية إلى الاعتدال.. هولندا تتجه لانتخابات "تعاقب" الشعبوية

لوحات انتخابية في هولنداالمصدر: أ ف ب

يتّجه الناخبون الهولنديون، نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، نحو استبدال الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ البلاد الحديث بائتلاف أكثر اعتدالاً و"عقلانية"، وفق وصف تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية.

وتعكس هذه الانتخابات، التي ستجرى بعد انهيار الائتلاف الحاكم الذي لم يتجاوز عمره 11 شهراً في يونيو/حزيران الماضي، تحولاً سياسياً عميقاً في هولندا، حيث يسيطر النظام المجزأ على المشهد، مما يجعل العديد من النتائج ممكنة رغم تفوق اليمين المتطرف في الاستطلاعات. 

أخبار ذات علاقة

إريك أكيربوم مدير الاستخبارات الهولندية

"تسييس الاستخبارات".. هولندا تقلص تبادل المعلومات مع واشنطن

وانهار الائتلاف بعد انسحاب حزب الحرية، بقيادة اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، من الحكومة بسبب خلافات حول سياسة الهجرة. وكان حزب الحرية قد صدم الجميع في انتخابات 2023 بفوزه بـ37 مقعداً، مما أدى إلى تشكيل ائتلاف يميني هش من أربعة أحزاب.

في 3 يونيو، سحب الاتحاد الأوروبي دعمه لخطة فيلدرز الجذرية لمكافحة الهجرة، التي تتضمن 10 نقاط مثل تجنيد الجيش لدوريات الحدود، إعادة جميع طالبي اللجوء، إغلاق معظم مساكن اللاجئين، وإعادة السوريين إلى بلادهم.

ورغم تراجع دعم الحزب، تشير الاستطلاعات إلى فوزه بأكبر عدد من المقاعد، لكن جميع الأحزاب الرئيسة استبعدت الدخول في ائتلاف رسمي معه، مما يعزز فرص تشكيل حكومة أكثر توازناً.

أخبار ذات علاقة

غيرت فيلدرز

تحذيرات استخباراتية تدفع فيلدرز لتعليق حملته الانتخابية في هولندا

ويضم البرلمان الهولندي 150 نائباً، ويحتاج الائتلاف إلى 76 مقعداً للأغلبية، وهو أمر لم يحققه أي حزب وحده منذ أكثر من قرن. وتُجرى الانتخابات كل أربع سنوات، أو قبل ذلك عند الانهيار، عبر نظام التمثيل النسبي في دائرة واحدة وطنية، أي حزب يحصل على 0.67% من الأصوات يضمن مقعداً.

ويُتوقع دخول 16 حزباً على الأقل، لكن لا أحد سيحصل على أكثر من 20%، مما يعني مفاوضات ائتلافية قد تستمر أشهراً قبل ظهور الحكومة الجديدة، التي غالباً ما تكون لاعباً مؤثراً على الساحة الأوروبية والعالمية.

خريطة المنافسة

شهدت السياسة الهولندية، كما في معظم أوروبا، انخفاضاً حاداً في دعم الأحزاب التاريخية من يمين الوسط واليسار، من أكثر من 80% في الثمانينيات إلى 40% اليوم، مع انتشار مذهل للأحزاب الصغيرة. يتنافس 27 حزباً هذه المرة، بما في ذلك حزب لمن تزيد أعمارهم على 50 عاماً، وحزب للشباب، وحزب للحيوانات، وحزب للدخل الأساسي، وحزب للرياضة.

أخبار ذات علاقة

متظاهرون في أمستردام يتهمون إسرائيل بالإرهاب

"تحول مفاجئ" في موقف هولندا من حظر تصدير السلاح إلى إسرائيل

يتصدر حزب الحرية المشهد، لكنه قد يخسر حتى 8 من 37 مقعداً، مطالباً بتجميد اللجوء، وإعادة الأوكرانيين الذكور، محاربة "إرهابيي الشوارع" بالجيش، وإنهاء "التلقين الفكري" في المدارس.

 ويتنافس خلفه حزبان: الديمقراطي المسيحي، الذي هيمن سابقاً لكنه تراجع إلى 5 مقاعد في 2023، ويعود قوياً بقيادة النجم الشاب هنري بونتنبال، الذي يركز على أزمة الإسكان، مع نقص 400 ألف منزل ويعد بـ"سياسة طبيعية ومتحضرة"، متوقعاً 26 مقعداً.

 أما تحالف اليسار الأخضر/العمال، بقيادة فرانس تيمرمانز الخبير الأوروبي، فيسير لعدد مشابه، مع أولوية بناء منازل جديدة وحداً أقصى للهجرة الصافية بين 40-60 ألف سنوياً.

كما أن ثلاثة أحزاب أخرى قوية محتملة، "الديمقراطيين 66" الليبرالي التقدمي، الذي يرتفع من 9 إلى 17 مقعداً بقيادة روب جيتن، مركزاً على الإسكان (10 مدن جديدة) و"مزايا أساسية فردية". حزب VVD، بزعامة ديلان يشيلغوز، يتراجع إلى 16 مقعداً من 24، متهماً بدفعه نحو اليمين، ويتعهد بتخفيضات ضريبية وتقليص الرعاية الاجتماعية.

 أما JA21 الشعبوي المحافظ، فهو امتداد لحزب منتدى الديمقراطية (FvD) الذي يواجه فضيحة، ويستفيد من هجرة الناخبين وقد يفوز بـ14 مقعداً.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC