أعلن زعيم اليمين المتطرف غيرت فيلدرز تعليق حملته الانتخابية بعد تلقيه إخطاراً رسمياً من وكالة الأمن ومكافحة الإرهاب الهولندية يفيد بأنه كان هدفاً محتملاً لمخطط إرهابي يستهدف أيضاً رئيس الوزراء البلجيكي.
يأتي هذا القرار في وقت يتصدر فيه حزب فيلدرز، حزب الحرية (بي.في في)، استطلاعات الرأي قبل انتخابات 29 أكتوبر، وسط توتر سياسي وأمني متصاعد في أوروبا، بحسب صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية.
قال غيرت فيلدرز في منشور على منصة "إكس" إنه أُبلغ من قبل وكالة مكافحة الإرهاب بأنه كان أحد المستهدفين في مؤامرة إرهابية تم إحباطها حديثاً في بلجيكا، مضيفاً: "الوكالة لا تعتبر أن هناك تهديداً مستمراً، لكن لدي شعور سيئ، ولذلك أعلق كل أنشطة حملتي الانتخابية مؤقتا".
وأوضح فيلدرز أنه لن يشارك في المناظرات الانتخابية المقررة، بعد أن ألغى في اللحظات الأخيرة مشاركته في مناظرة إذاعية، قائلاً: "لا أريد المخاطرة"، وذلك عقب تقارير إعلامية بلجيكية تحدثت عن تهديدات موجهة إليه.
وأفادت قناة "في تي إم" الإخبارية البلجيكية بأن فيلدرز ذكر اسمه ضمن قائمة أهداف لمجموعة كانت تخطط لشن هجوم إرهابي باستخدام طائرة مسيّرة مفخخة تستهدف شخصيات سياسية، من بينها رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر.
وأكدت النيابة الفيدرالية البلجيكية أنه تم توقيف ثلاثة أشخاص يشتبه في تحضيرهم لاعتداءات إرهابية.
وقالت متحدثة باسم النيابة إن اثنين منهم وُضعا قيد التوقيف الاحتياطي بتهم “التحضير لاغتيال إرهابي، والمشاركة في أنشطة جماعة إرهابية"، ومن المقرر أن يمثل المتهمان أمام القضاء الأربعاء المقبل للنظر في استمرار احتجازهما. أما المتهم الثالث فقد أُفرج عنه مؤقتاً.
وقال محامي أحد الموقوفين، سفين دي بوتر، إن موكله “يتعاون مع التحقيق وقد أدلى بإفادته، لكنه متأثر بشدة بما حدث".
في بلجيكا، لم يعلق رئيس الوزراء بارت دي ويفر رسمياً بعد، لكنه ظهر مبتسماً أمام الكاميرات في بروكسل ورفع إبهامه في إشارة إلى طمأنة الجمهور، ثم نشر رسالة طريفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع قطه كتب فيها: "هل تعرف كيف تصطاد الطائرات بدون طيار (درون) ؟".
وأشارت القناة نفسها إلى أن رئيسة بلدية أنتويرب، إلس فان دوسبورغ، كانت أيضاً من بين الأهداف المحتملة.
من جانبه، قال وزير العدل الهولندي فورت فان أوستن عبر منصة "إكس "إنه طلب من وكالة مكافحة الإرهاب “اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لتمكين السيد فيلدرز من استئناف عمله في أقرب وقت ممكن".
ويعد خيرت فيلدرز أحد أبرز الشخصيات اليمينية المتطرفة في أوروبا، واشتهر بمواقفه العدائية تجاه الإسلام والمهاجرين. وهو يعيش تحت حماية أمنية دائمة منذ عام 2004 بعد تلقيه سلسلة من التهديدات بالقتل.
وقال في منشوره الأخير باللغة الهولندية: "هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك خلال 21 عاماً من التهديد والحماية، لكن في كل مرة أشعر بنفس القلق".
تأتي هذه التطورات في وقت حساس، إذ يتصدر حزب الحرية (بي.في في) استطلاعات الرأي قبل الانتخابات التشريعية المقررة في 29 أكتوبر الجاري.
وكان فيلدرز قد تسبب في سقوط الائتلاف الحاكم في يونيو الماضي بسبب خلافات حول ملف الهجرة، ما أدى إلى الدعوة لانتخابات مبكرة.
ورغم شعبيته المتزايدة، يخشى مراقبون أن تؤدي التهديدات الأمنية الجديدة إلى تجميد نشاطه الانتخابي مؤقتاً، وربما تغيير قواعد اللعبة السياسية في البلاد.