logo
العالم

تشمل الحوثيين.. شركات عسكرية خاصة تعمّق الفوضى من القرن إلى الساحل الأفريقي

جانب من الفوضى والانفلات الأمني في الصومالالمصدر: رويترز

أفاد مصدر أمني في الصومال لـ"إرم نيوز" بأن أجهزة الأمن "رصدت استخدامًا مكثفًا من قبل حركة الشباب لأسلحة تم استجلابها من اليمن، على الأرجح من قبل الحوثيين، وأن الأمر نفسه ينطبق على تنظيم داعش، الذي زوّده الحوثيون بإمدادات عسكرية".

وأوضح المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته كونه غير مخوّل بالتصريح لوسائل الإعلام، أن "هناك اجتماعات جمعت قادة من الحوثيين ونظرائهم من حركة الشباب العام الماضي، ويبدو أنه تم خلالها إبرام تفاهمات من أجل التزوّد بأسلحة متطورة وخبرات فنية".

وشدد على أن "الحكومة الصومالية عاقدة العزم على التصدي لهذه الأنشطة، خاصة أنها شهدت تطورًا ملحوظًا، إذ شملت منذ عام 2020 نقل أسلحة خفيفة، لكنها في السنوات الأخيرة تطورت بشكل كبير، وهناك تخوف جدي من أن تشمل أيضًا طائرات مسيّرة".

خطورة متفاقمة

ويأتي هذا التطور في وقت تحدثت فيه تقارير غربية عن ظهور "شركات عسكرية خاصة متشددة"، تعمل على تزويد الحركات المتطرفة في منطقة الساحل الإفريقي بأسلحة متقدمة ومقاتلين، على غرار ما تقوم به مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية.

وعلق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، على هذا المستجد بالقول إنه "تم رصد تعاون كبير بين الحوثيين وحركة الشباب الصومالية، وأيضًا مع تنظيم داعش في مقديشو، وهذا التعاون يمثل تهديدًا خطيرًا لأمن الصومال ومنطقة القرن الإفريقي".

وتابع ديالو، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "هذا التعاون يعمق مآسي المنطقة، وهو أمر تتجاهله ميليشيا الحوثي، لكنها ليست الجهة الوحيدة؛ إذ رُصدت بالفعل جماعات تتبنى إيديولوجيا متطرفة في مناطق مثل غرب إفريقيا، تقوم بتزويد جماعات مثل (نصرة الإسلام والمسلمين) و(جبهة تحرير ماسينا) بالمقاتلين والمعدات العسكرية".

وشدد ديالو على أن "هذه التوجهات لن تزيد إفريقيا سوى فوضى أمنية تضع مستقبل الآلاف على المحك، لا سيما في ظل غياب أفق حقيقي لوقف الحروب التي تعرفها القارّة".

تغلغل خفيّ وتمويل مقلق

وتشهد دول مثل الصومال، ومالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، وتشاد، ونيجيريا، حروبًا مستمرة تقودها حركات متطرفة مثل "الشباب" و"نصرة الإسلام والمسلمين"، وهي جماعات تتبنى أفكارًا متشددة، وتخوض مواجهات دامية مع قوات الأمن والجيش في تلك الدول.

وفي السياق ذاته، اعتبر المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، قاسم كايتا، أن "الحوثيين، ومن خلفهم إيران، قاموا لسنوات بتغلغل خفي في إفريقيا، وباتوا يمولون حركات متشددة فعليًا، بعيدًا عن أنظار العالم المنشغل بشكل كبير بحرب أوكرانيا وروسيا، وأيضًا بما يحدث في قطاع غزة".

وأضاف كايتا، في تصريح لـ"إرم نيوز" قائلا: "هذه الأنشطة تُجرّمها القوانين الدولية، حيث يتم تزويد حركات إرهابية بمعدات عسكرية ضخمة ومتطورة، وأيضًا بمقاتلين، بهدف مهاجمة المدنيين العزل واستهداف قوات الجيش والأمن، ما يُسبب معاناة إنسانية جسيمة".

وأكد كايتا أن "على المنظمات الإقليمية والمجتمع الدولي التدخل، وإن لزم الأمر فرض عمليات تفتيش صارمة على غرار ما يُطبق على ليبيا، من أجل منع تسلل المقاتلين والمعدات العسكرية إلى المناطق المتأزمة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC