بعد أسبوع من استيلاء الجيش على السلطة في غينيا بيساو، توقفت العملية الانتخابية، وبقي مصير قادة المعارضة غامضا، ولا يزال دومينغوس سيمويس بيريرا رهن الاحتجاز، بينما يختبئ حليفه، المرشح فرناندو دياس دا كوستا.
هل لا يزال من الممكن معرفة نتائج الانتخابات المزدوجة التي أُجريت في 23 نوفمبر/تشرين الثاني؟ يُطرح هذا السؤال في غينيا بيساو، بعد أسبوع من استيلاء القيادة العسكرية العليا لاستعادة الأمن الوطني والنظام العام على السلطة وتشكيل حكومة انتقالية، وفق تقرير لمجلة "جون افريك".
وأوضح التقرير أنه "في 2 ديسمبر/كانون الأول، أعلنت اللجنة الوطنية للانتخابات (CNE) أن "الظروف اللوجستية والمادية" غير مهيئة لإعلان نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية. وصرح إدريشا جالو قائلاً: "تم إتلاف جميع المواد الانتخابية؛ ولا توجد تقارير رسمية للانتخابات".
وكان نائب السكرتير التنفيذي للجنة الوطنية للانتخابات يتحدث من مقر اللجنة في بيساو، تحت حراسة عسكرية مشددة وبحضور رئيسها، الذي كان محتجزًا لعدة أيام ولم يُدلِ بتصريح علني. وكان هذا أول بيان من المؤسسة، وهي الجهة الوحيدة المخولة بإعلان النتائج، منذ 26 نوفمبر/تشرين الثاني.
في ذلك اليوم، أي قبل يوم من الإعلان، اقتحم مسلحون وملثمون مقر اللجنة الوطنية للانتخابات، حسبما روى إدريشا جالو، مضيفًا أن نظام حواسيب اللجنة تعرض للتخريب، وسُرقت معدات أعضائها (هواتف محمولة، حواسيب)، بالإضافة إلى وثائق هوية وأموال.
وينفي مونيرو كونتي، المتحدث باسم الحزب الأفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر (PAIGC)، ذلك قائلًا: "إذا تعذّر إعلان النتائج، فذلك لأسباب أمنية". هذا الحزب التاريخي، الذي يدعم المرشح فرناندو دياس دا كوستا، يدّعي فوزه في الجولة الأولى، مؤكدًا امتلاكه لتقارير مراكز الاقتراع الأصلية التي تثبت ذلك، كما يدّعي معسكر عمرو سيسوكو إمبالو - الرئيس المنتهية ولايته، الذي غادر البلاد في 27 نوفمبر/تشرين الثاني - الفوز أيضًا.
ويتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن محاولة زعزعة الاستقرار. وبينما تمكن الرئيس المنتهية ولايته من مغادرة بيساو، أُلقي القبض على عدد من قادة المعارضة. وأعلن فرناندو دياس، الذي يدّعي تعرضه لمحاولة اختطاف ويُشتبه في وجوده في داكار ثم زيغينشور، أنه لا يزال في بلاده.
ودياس اليوم تحت حماية نيجيريا التي تقول إنها منحته اللجوء السياسي. ووفقًا لعدة مصادر، فإنه لجأ إلى السفارة النيجيرية في بيساو، حيث يدعو من هناك إلى استمرار العملية الانتخابية.
وصرح المرشح في مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي في الأول من ديسمبر: "ما ينقص هو تجميع النتائج حسب المناطق، وهو متاح لجميع ممثلي الأحزاب السياسية"، كما أعلن ائتلافه أن أحد أفراد حرس دياس توفي متأثرًا بجراحه في الثالث من ديسمبر، إثر هجوم على منزل زعيم المعارضة.
ووفق التقرير لا يزال دومينغوس سيمويس بيريرا (DSP)، رئيس الحزب الأفريقي لاستقلال غينيا بيساو، الذي اعتُقل في 26 نوفمبر/تشرين الثاني، محتجزًا، وكذلك مسؤول آخر من حزبه، أوكتافيو لوبيز، وروبرتو مبيسبا، عضو حزب التجديد الاجتماعي (PRS) بزعامة فرناندو دياس.
وتندد عائلة الرئيس السابق للجمعية الوطنية بظروف احتجازه "اللاإنسانية". وصرح مقربون منه بأنه "بعد احتجازه في قاعدة عسكرية، وجد نفسه محرومًا من حريته تعسفيًا، دون إمكانية استقبال زيارات من أفراد عائلته أو استشارة محامٍ".