logo
العالم

عقب الانقلاب.. هل انسحب إمبالو من المشهد السياسي في غينيا بيساو؟

الرئيس الغيني المعزول عمر سيسوكو إمبالوالمصدر: رويترز

تتزايد الشكوك في غينيا بيساو والدول المجاورة حول نوايا الرئيس المعزول عمر سيسوكو إمبالو، الذي سمح له الانقلابيون بالتوجه إلى داكار ثم دخل برازافيل، لينأى بنفسه عن حالة عدم الاستقرار التي تعصف حاليا ببلاده، إلا أن انتقاله لا يعني انسحابه النهائي من المشهد السياسي.

وعلى الرغم من الإطاحة بسيسوكو إمبالو، لا يزال العديد من أقرب مساعديه يشغلون أهم المناصب الاستراتيجية في التغييرات الحكومية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الانتقالي لغينيا بيساو؛ إذ أصبح مدير حملته الانتخابية، إليديو فييرا تي، رئيسا للوزراء مع احتفاظه بمنصب وزير المالية، بينما شغل مساعده العسكري دينيز نتشاما منصب المتحدث باسم الحكومة، فيما أصبح أحد حلفائه، الجنرال هورتا نتام، الرئيس المؤقت.

أخبار ذات علاقة

رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو خلال الانتخابات

رئيس غينيا بيساو المعزول يصل إلى الكونغو

ووصل عمر سيسوكو إمبالو إلى برازافيل ليلة الجمعة 29 نوفمبر/تشرين الثاني على متن طائرة استأجرتها الرئاسة الكونغولية، حيث استقبله الرئيس دينيس ساسو نغيسو بناءً على طلبه، وجاء برفقة حوالي عشرة أشخاص من عائلته وأصدقائه، وأقام في فندق كبير بالعاصمة، قادما من السنغال.

وأُلقي القبض على عمر سيسوكو إمبالو في 26 نوفمبر/تشرين الثاني، وأُقيل من منصبه في اليوم التالي مباشرةً على يد المجلس العسكري الذي استولى على السلطة عشية إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي أُجريت في 23 نوفمبر/تشرين الثاني.

وأوقفت "القيادة العسكرية العليا لاستعادة النظام"، وهو الاسم الذي اعتمده المجلس الذي استولى على السلطة في بيساو، العملية الانتخابية وعينت اللواء هورتا نتام رئيسا للفترة الانتقالية.

ولم يكن اختيار رئيس غينيا بيساو السابق اللجوء إلى الكونغو محض صدفة؛ إذ يعرف عمر سيسوكو إمبالو ودينيس ساسو نغيسو بعضهما البعض منذ زمن طويل، وقد وطدت علاقتهما على مدى سنوات، حتى قبل تولي إمبالو السلطة عقب الانتخابات الرئاسية 2019-2020.

وخلال فترة ولايته، كان يزور المقر الرئاسي في أويو بانتظام ويتحدث باستمرار مع نظيره الكونغولي، الذي كان يناديه غالبا بـ"بابا".

في السنغال، حيث لجأ في البداية، تورط عمر سيسوكو إمبالو في جدل واسع وسط صراع محتدم على السلطة داخل الحكومة السنغالية. وقد وافق الرئيس باسيرو ديوماي فايي على استضافته، داعيا إلى عودة النظام الدستوري في غينيا بيساو، كما أعلن عبر وزارة الخارجية مشاركته الفاعلة في جهود الوساطة التي أطلقتها الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس).

غير أن رئيس الوزراء عثمان سونكو طعن في هذا الموقف في اليوم التالي مباشرة أمام الجمعية الوطنية، مؤكدا خلال جلسة استماع: "الجميع يعلم أن ما حدث في غينيا بيساو كان خدعة. يجب استكمال العملية الانتخابية ونشر نتائجها".

جعلت هذه التوترات إقامة عمر سيسوكو إمبالو في السنغال غير محتملة، وهو ما يفسر رحيله إلى الكونغو، حيث استُقبل لأسباب إنسانية وفي محاولة لتخفيف التوترات، وفقا لمصادر موثوقة.

وتتوافق وجهة نظر رئيس الوزراء السنغالي مع ما ذهب إليه الزعيم النيجيري السابق غودلاك جوناثان، الذي وصف التدخل العسكري في غينيا بيساو بأنه "لم يكن انقلابا"، موضحا أن الرئيس عمر إمبالو هو من أعلن الانقلاب بنفسه مستخدما هاتفه لمخاطبة وسائل الإعلام العالمية، وأن كل المؤشرات تشير إلى أنه لم يُعتقل فعليا.

وشدد جوناثان على أهمية مراقبة الموقف الديمقراطي، داعيا المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي إلى نشر نتائج الانتخابات العامة في البلاد لضمان استقرار العملية السياسية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC