رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي
ذكر تقرير حديث أن غموضاً يلف مصير بقايا الأسطول الأمريكي "السرّي" الذي نجحت واشنطن باقتنائه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، والذي يضم أسلحة مهمة كطائرة ميغ-29 "فولكروم"، وهي مقاتلة من الجيل الرابع صُممت لمنافسة نظيراتها الأمريكية مثل إف-15 وإف-16.
وقال تقرير لموقع "ناشيونال سكيورتي جورنال" إن شائعات ظهرت حول إمكانية نقل بعض تلك الطائرات إلى أوكرانيا كجزء من المساعدات العسكرية لمواجهة روسيا.
إلا أن آراء أخرى ترجّح أن الطائرات، التي أصبحت قديمة نسبياً مقارنة بالمقاتلات الحديثة مثل إف-35، لن تكون مجدية عمليًا في الصراعات الحالية، خاصة مع تقدم أنظمة الدفاع الجوي الروسية.
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، واجهت الولايات المتحدة تحديات جديدة تتعلق بانتشار الأسلحة المتقدمة التي خلّفها الاتحاد المنهار، ومن بين هذه الأسلحة، برزت طائرة ميغ-29 إذ استحوذت عليها واشنطن عام 1997 من مولدوفا في خطوة استراتيجية لمنع وقوعها في أيدي إيران.
وورثت مولدوفا، الدولة الصغيرة التي كانت تعاني من ضائقة مالية، أسطولاً يضم 34 طائرة ميغ-29، بما في ذلك الطراز "سي" القادر على حمل أسلحة نووية.
ومع عجز مولدوفا عن صيانة تلك الطائرات، بدأت تبحث عن مشترين، مما أثار قلق الولايات المتحدة من احتمال استحواذ إيران عليها، إذ كانت طهران، التي تمتلك بالفعل صواريخ سكود وقاذفات سو-24، تسعى لتعزيز قوتها الجوية، وكان اقتناء ميغ-29 سي يمثل تهديداً استراتيجياً كبيراً للأمن الإقليمي.
تحت مظلة برنامج نان-لوغار التعاوني للحد من التهديدات، أبرمت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون صفقة بقيمة 40 مليون دولار مع مولدوفا لشراء 21 طائرة (14 ميغ-29 سي، 6 ميغ-29 إيه، وواحدة ميغ-29 بي)، إلى جانب 500 صاروخ جو-جو ومعدات دعم.
تم تفكيك الطائرات ونقلها عبر طائرات شحن من طراز سي-17 إلى قاعدة رايت باترسون الجوية في أوهايو، حيث يقع المركز الوطني للاستخبارات الجوية والفضائية. هناك، أجرى الطيارون الأمريكيون والإسرائيليون اختبارات مكثفة على الطائرات لفهم قدراتها، بما في ذلك أنظمة الرادار، التوجيه الصاروخي، وخصائص المناورة.
كشفت هذه الدراسات عن نقاط قوة ميغ-29، مثل سرعتها التي تتجاوز ماخ 2 وخفة حركتها في القتال الجوي القريب، لكنها أظهرت أيضاً نقاط ضعف، مثل محدودية أنظمة التحكم الأرضي مقارنة بالطائرات الغربية.
وأشاد الطيارون الإسرائيليون بخصائص الطائرة، واصفين إياها بـ"الرائعة" في مناورات الاشتباكات القريبة، إذ ساهمت هذه الاختبارات في تطوير تكتيكات مضادة لمواجهة ميغ-29 في سيناريوهات قتالية محتملة، خاصة أن الطائرة كانت تُستخدم على نطاق واسع من قبل دول مثل إيران وكوريا الشمالية وسوريا.
يؤكد تقرير "ناشيونال سكيورتي جورنال" الاستقصائي أن جزءاً من الأسطول السري لم يعد قيد التشغيل، مشيراً إلى أنه تمّ الاحتفاظ ببعض الطائرات لأغراض العرض في قواعد جوية أمريكية أو متاحف عسكرية.
على سبيل المثال، يمكن رؤية إحدى هذه الطائرات في متحف القوات الجوية الأمريكية، كما أشار تقرير لـ"ناشيونال سكيورتي جورنال" خلال زيارة حديثة للمتحف.
وبينما لم تُدمج الطائرات في الخدمة الفعلية للقوات الجوية الأمريكية، بل استُخدمت حصرياً لأغراض التقييم الاستخباراتي والتدريب، كشفت تقارير مؤخراً عن نقل بعضها إلى أوكرانيا كجزء من المساعدات العسكرية لمواجهة روسيا.
لكن تقرير "ناشيونال سكيورتي جورنال" يؤكد أنه لا توجد أدلة تدعم هذه المزاعم، رغم إقراره بـ "اختفاء" جزء من الطائرات التي كانت ضمن الأسطول "السري".