هاجمت صحيفة كيهان الإيرانية، الثلاثاء، الرئيس مسعود بزشکیان، متهمة إياه بـ"تبييض وجه أمريكا" وإنكار مسؤوليتها عن الهجمات المشتركة مع إسرائيل ضد إيران.
واعتبرت الصحيفة، التي يمولها مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، أن تصريحات بزشكيان الأخيرة خلال مقابلة مع الإعلامي الأمريكي المحافظ تاكر كارلسون تمثل "تساهلاً غير مقبول" تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل.
وخاطب رئيس تحرير الصحيفة، الإعلامي المتشدد حسين شريعتمداري، الرئيس بزشكيان بالقول "السيد بزشكيان، جميع المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، من ترامب ونتنياهو إلى وزراء الخارجية والدفاع، أعلنوا صراحة أن الهجوم الإسرائيلي على إيران تم بالتنسيق الكامل بل وبمشاركة الولايات المتحدة".
وأضاف: "تخرجون أنتم لتقولوا إن الهجوم الإسرائيلي جاء مفاجئاً وإنه أفسد مسار المفاوضات. هذا الكلام لا يليق بشخصيتكم، ويشبه للأسف أفكار بعض مستشاريكم الذين يتبنون رؤى مدمّرة".
كما انتقد شريعتمداري تصريحاً آخر أدلى به الرئيس الإيراني خلال المقابلة، قال فيه إن "المرجعيات الدينية لم تصدر فتاوى ضد أفراد بعينهم"، معتبراً ذلك تنزيهاً غير مبرر لزعماء الحرب.
وقال: "فتاوى المراجع صادرة بوضوح ضد ترامب ونتنياهو، لأنهما مسؤولان بشكل مباشر عن قتل الأبرياء في غزة وشن العدوان على إيران".
وأشار إلى أن "جميع قادة أمريكا وإسرائيل أقروا صراحة بتنسيقهم المشترك في استهداف إيران"، متسائلا: "كيف يُعقل إنكار هذه الحقيقة؟".
ويعكس هجوم شريعتمداري، وهو من أبرز الأصوات المقربة من التيار المتشدد، توتراً داخلياً متصاعداً داخل إيران بشأن كيفية التعامل السياسي والإعلامي مع ملف الحرب الأخيرة، والعلاقة مع واشنطن وتل أبيب.
وفي خضم الجدل المتصاعد بشأن فتاوى أصدرها بعض المراجع الدينية في إيران بحق قادة من الولايات المتحدة وإسرائيل، صرح الرئيس الإيراني أنه "حتى الآن، لم تصدر أي فتوى تستهدف شخصاً بعينه"، نافياً بذلك صلة الحكومة أو القيادة الرسمية الإيرانية بهذه الدعوات.
ويأتي تصريح بزشکیان بعد أن تناقلت وسائل إعلام إيرانية وعالمية أن مراجع بارزين مثل آية الله ناصر مكارم شيرازي وآية الله حسين نوري همداني أصدروا فتاوى تُجيز قتل دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، على خلفية دورهما في الهجمات الأخيرة التي طالت أراضي إيران.
كما أطلقت جهات متشددة حملة لجمع ملايين الدولارات كمكافأة لمن ينفذ هذه "الفتوى".
وردا على ذلك نفى الرئيس الإيراني، خلال المقابلة مع الإعلامي الأمريكي، أن تكون هذه الفتاوى رسمية أو صادرة عن الدولة.
وقال: "ما أعلمه بأنه لم تصدر أي فتوى بحق شخص معين، ولا علاقة للحكومة الإيرانية أو قائد الثورة بهذه الأقوال. بعض العلماء قد يُدلون بآرائهم العلمية، لكن لا يمكن تفسير ذلك كدعوة للقتل أو التهديد".