يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى ترسيخ ما يُسمّى "حرية التصرف" العسكري ضد إيران، على غرار النهج الذي اتبعته إسرائيل مع لبنان وسوريا وغزة، فيما تشير إفادات من واشنطن بدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للطلب الإسرائيلي، وفق ما جاء في القناة 12 العبرية.
وبحسب القناة، فقد نجحت إسرائيل في إجبار دول مثل لبنان وسوريا واليمن وبالطبع غزة على خيار ما يسمونه بـ"حرية التصرف"، للقيام بأعمال عدائية ضدها في أي وقت.
ووفقًا للمحلل الإسرائيلي باراك رافيد على القناة العبرية، تتوقع تل أبيب أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيمنح نتنياهو موافقة قاطعة على أي عمل عسكري إضافي ضد المنشآت النووية الإيرانية إذا حاول النظام في طهران إصلاح البنية التحتية المتضررة أو إزالة اليورانيوم المخصب منها.
وفي هذا الإطار التقى الوزير الإسرائيلي رون ديرمر، المبعوث المقرب من نتنياهو، الأسبوع الماضي في واشنطن مع كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية، بمن فيهم نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث ستيف ويتكوف. وتمحورت الاجتماعات حول اليورانيوم الإيراني المخصب.
ووفق التقديرات الأمريكية والإسرائيلية، في هذه المرحلة، لا تستطيع إيران الوصول إلى المواد المخصبة، بسبب الأضرار التي لحقت بمواقعها النووية. ومع ذلك، ووفقًا للتفاهمات التي تم التوصل إليها بين الطرفين، فإذا ظهرت بوادر إعادة تأهيل المنشآت أو إزالة اليورانيوم، فستحصل إسرائيل على ما أسموه بـ"شرعية متجددة" للتحرك عسكريًا.
وتشير مصادر إسرائيلية، للقناة العبرية، إلى أن ترامب يدعم هذا النهج، وأنه مستعد لمنح هذه الخطوة الضوء الأخضر فورًا.
وأشار ديرمر لكبار المسؤولين الأمريكيين إلى أنه فهم من المحادثات أنهم مستعدون للتعاون مجددًا في ضربات إضافية إذا تم انتهاك "مبدأ الصفر"، والمقصود به التخصيب الصفري لليورانيوم على الأراضي الإيرانية. وهذه سياسة تسعى الإدارة الأمريكية الحالية إلى ترسيخها كأساس للمفاوضات المستقبلية مع طهران.
وحسب القناة 12، تراقب أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية جميع الأنشطة في المواقع التي تعرضت للهجوم.
وقال مصدر عسكري إسرائيلي: "سيرتكب الإيرانيون خطأً فادحًا إذا حاولوا نقل المواد دون التصريح بذلك. إنهم يعلمون أنه سيتم التعامل معهم فورًا".
وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان صرح في مقابلة بُثت أمس، أن المنشآت النووية تضررت بشدة، وأن طهران لم تتمكن بعد من تقييم حجم الدمار.
ووفق إشارة المحلل الإسرائيلي، فإن تل أبيب تعتقد أن قلق إيران لا ينبع فقط من الأضرار، بل أيضًا من معرفتها بأن كل حركة تخضع للمراقبة الدولية.
كما تقول القناة العبرية إن من المتوقع عقد اجتماع في أوسلو خلال الأيام المقبلة بين مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. وقد أكد الإيرانيون الاجتماع بالفعل، ولكن لم يُحدد موعد رسمي بعد.